صفحة الكاتب : بوقفة رؤوف

انسانية الانسان
بوقفة رؤوف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماذا نريد ؟
هل نريد النهوض ؟ 
التقدم ؟ 
التطور ؟ 
التحضر ؟ 
تزعم العالم ؟ 
السيادة و الريادة ؟
العظمة ؟
أم نريد فقط ارجاع الانسان الى انسانيته , الضائع عنها في صحاري المادية بجميع أشكاها وألوانها وفخاخها ومصائدها ؟
            أتصور انسانية الانسان مثل سمكة تعيش في الماء يرمي  لها شيطان الجن مباشرة أو عن طريق شيطان الانس بخيط الصنارة الذي يحتوي على طعم مادي , هذا الطعم المادي المتمثل في شكل من أشكال الإغواء أو الاغراء قد يكون بنكهة دينية أو عصبية أو شهوانية (نركز هنا على تلبيسات ابليس التي تقوض الانسانية , تزخرف الباطل لتلبسه لباس الحق ومعيار كشفها و ردار فضحها هو موافقتها للعدل أو الظلم باعتباره معيار تشاركه كل الشعووب وتناشده البشرية جمعاء ),  وينتظر في صبر شديد أن يغمز الطعم , ان تبتلعه السمكة , ليجذبها اليه , يسحبها بهدوء وروية منسجما مع التيارات البحرية حتى لا ينقطع خيط الصنارة , وهي بداية تتخبط , في ذهول صدمة العلق , لتحاول المقاومة بتخبط عشوائي بعدها اما أن تستفيد من سنن وقوانين الماء وتياراته فتقاوم بحكمة وذكاء وتجعل من التيارات المائية ( والماء هو الحياة وسر الحياة وسبب الحياة) امتداد طبيعي لها لتتخذ من الوسط الذي تعيش فيه عوامل قوة وأسلحة مقاومة للفخ الذي وقعت فيه لتتحرر من الخطاف أو تمزق خيط الصنارة بمراوغتها ومقاومتها ,أو ينهكها الصياد بأن يجعلها تسبح عكس التيار فتستنزف قوتها لتستسلم في الأخير وهو يتناسق بحركات يده في تحكمه بالخيط وكأنه يراقصه دون ان يتركه ينسل منه أو ينقطع 
ان شياطين الانس المكملين لشياطين الجن وهم رؤوس الحضارة المادية والمنظرين لها والمشرفين على تجسيدها مهمتهم في الوجود هي اخراج الانسان من انسانيته فالإنسان , هو السمكة والإنسانية هي الماء , والإنسان ان خرج من انسانيته يصبح مثل سمكة غادرت الماء سوف تختنق وتموت بعد لحظات وان طالت هذه اللحظات في العمر البشري مقارنة بالعمر السمكي وشياطين الانس والجن يعملون كل جهدهم ووقتهم من اجل سلخ الانسان من انسانيته ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾  الإسراء (64)  -  
ان البشرية اليوم يتجاذبها تياران تيار رسالي وتيار مادي , والأكثرية مثل الفئران السارية في جموع كسيل عرم يتماوج من الفئران التي تتبع الشاب الوسيم العازف على الناي وهي مشدوهة لأنغامه الساحرة كأنها منومة مغنطيسيا 
نعم اليوم الحضارة المادية هي المنتشرة والمسيطرة على المعمورة عموديا و أفقيا , لكن الخطأ الذي تريد لنا ان نقع فيه هو جعل اتباعها كلهم شياطين وهذا خطأ استراتيجي عظيم , ان الشياطين المسيطرين على الحضارة المادية والموجهين لجموعها البشرية الهائلة قلة قليلة لكنها قلة تملك المال والإعلام وهما الفتنتين الحضاريتين التي اصابت الانسانية في مقتل 
أما الأكثرية فهي قطيع قد غسل دماغهم يتبع الراعي انى يوجهه وقد وصفها القران الكريم بأنها : لا تشكر ولا تعلم ولا تؤمن وعلى ضلال كما توضح الايات الكريمة :
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ البقرة- 2-43
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ الأعراف-187
 ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾  يوسف-21 
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾  يوسف -40 
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ يوسف-68 
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾  النحل- 38 
﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ الروم-6 
 ﴿ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ الروم-30 
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾  سبأ-28 
﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾  سبأ-36
﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ غافر-57
﴿ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ الجاثية-26 
 
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾  هود-17 
﴿  وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ الرعد-1-
﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ -يوسف -03 
﴿  إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ ا-لنَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ غافر -59
﴿ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ الإسراء-89
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ يوسف 38
  ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ الفرقان-50
 ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ غافر-61
 
﴿ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ﴾  الصافات-71
﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾  الأنعام- 116 
﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ النساء- 66
﴿  لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾  التوبة-25
وبالتالي فرقعة ومناطق ونطاق انتشار الحضارة المادية , لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها دار كفر أو مكان جهاد , بل هي جموع وقعت ضحيا للبرمجة النفسية السلبية وعلاجها ه اعادة تفعيل الفطرة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بوقفة رؤوف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/14



كتابة تعليق لموضوع : انسانية الانسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net