صفحة الكاتب : محمد الوادي

هل نحتاج صدام حسين في المحنة الجديدة مع الكويت
محمد الوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو ان التلذذ بضرر العراق والعراقيين أصبح مهنة كويتية باميتاز وهذا التلذذ الكويتي له سوابق تاريخية وله حواضر في عصرنا الحالي اما المستقبل فهو كارثي بكل حرف من معنى هذه المفردة اللعينة . ففي التاريخ القريب دعمت الكويت نظام التخريب في العراق في حروبه وفي سلوكه الطائفي بنوع من الدعم الممزوج بالخوف من النظام وبالاصرار الى دفع العراق الى حافية الهاوية من خلال استغلال تهورات النظام انذاك ليكتشف العراقيون بعد نيسان 2003 ان عليهم دفع تعويضات و مبالغ طائلة ومليارات تفرخ يوميا بل كل ساعة وكل دقيقة فوائد لن تنتهي الى الكويت جراء مواقفها الداعمة لنظام صدام حسين فاصبح ابن البصرة والعمارة والناصرية والموصل والرمادي واربيل مدين هو وعائلته واطفاله وكل أجياله القادمة بمليارات الدولارات حتى الى الخادمة الفلبينية وعامل التنظيف الهندي في الكويت وليس الى الكويتيين فحسب !!
 
 
 
علة تاريخية جديدة تصنعها الكويت في ايامنا هذه من خلال البدء بل والاسراع الغير منطقي في بناء ميناء جديد على جزيرة بوبيان " المتنازع والمختلف عليها منذ عقود " اصلا بين العراق والكويت , هذا الميناء الكويتي الجديد سيكون بمثابة طلقة الرحمة على اي اطلالة او منفذ عراقي على الخليج العربي بعد ان تم خنق هذا الوجود في عقد التسعينات من خلال قرارات حدودية جائرة من الامم المتحدة . من جانب اخر الكويت ليس بحاجة الى ميناء جديد فهي تملك اربعة موانيء كبيرة في المنطقة ناهيك عن المراسي والمرافيء الثانوية المتعددة , وكل هذه الحقائق اكبر بكثير من حاجة الكويت البحرية والاقتصادية ومع اضافة الميناء الجديد في هذا المكان القاتل بالنسبة للعراق وفي  هذا الزمان العراقي الاستثنائي , فان النظر بعد ذلك بحسن نية الى الخطوة الكويتية سيكون فيه نوع من الغباء والفطرة المسخة . كما ان نفس الصفات تنطبق على القرار الكويتي الذي يبني قراراته مع العراق على اساس الوضع الاستثنائي الذي يمر فيه البلد وهذه وحدها قنبلة موقته تزرعها الكويت في مستقبل كل المنطقة وايضا جهل تاريخي بالواقع العراقي والسيكلوجية العراقية الشعبية , فمثل هذه الاستفزازات للوطنية العراقية ستوحد الجميع وستفتز المشاعر والتاريخ العراقي العريق والقوي . اما السكوت من اي عراقي من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وحتى عامل التنظيف في العراق فستكون جريمة خيانة عظمى للعراق سيدفع ثمنها اجلآ ام عاجلآ .
 
العراق الدولة بحاجة الى عمل دولي واقليمي ومحلي مركب لمواجهة هذه الخطوة الكويتية الخطيرة , على المستوى المحلي بحاجة الى بث الوعي بين العراقيين عن خطورة هذه الخطوة وحينها ستصل اصداء الشارع العراقي الى الكويت ولن تستطيع اي بقعة من الكويت ان لاتسمع هذه الاصداء التي ستكون مقلقة ومتنوعة للكويت . على المستوى الاقليمي فالجهات العراقية الرسمية المختصة بحاجة الى علاج بسيط من خلال تذوق " بهارات حارة " عسى ان تخرج منها تصريحات دبلوماسية وسياسية اكثر حرارة واكثر قوة واكثر عراقية  يضطر معها الاخرون لسماعها والبحث عن نسختها الرسمية الموثقة للتاكد من صحتها .اما على المستوى الدولي فان الدبلوماسية العراقية بحاجة الى الخروج من هذه الرتابة والتخبط والتاخر الذي يصل حد البلادة في متابعة امور عراقية خطيرة وجوهرية من خلال التحرك على الدول الغربية ومجلس الامن و البرلمان الاوربي والاعلام الغربي وكل المنظمات والتجمعات الدولية الرسمية وشبه الرسمية . فليس من الحكمة ولامن السياسة ولامن الدبلوماسية ولا من الوطنية العراقية مواجهة ركائز حديدية وكونكرتية تضعها الكويت لقتل الاطلالة البحرية العراقية بتصريحات بائسة ومترددة ينخرها الضعف وعدم الثقة بالنفس  وخلل اخر اعظم واكبر , مع تذكيرهم ان احدا من الكاظمة او الجهراء او الفحيحيل في الكويت لم يصوت لهم ويصعدهم الى موقع المسؤولية في العراق بل ابناء البصرة وبابل والفلوجة ودهوك والنجف الاشرف من دفع بهم الى كراسي الحكم .
 
 
 
اما الرسالة العراقية الشعبية والاعلامية الصريحة للكويت .. نحن العراقيون مللنا الحروب وسئمنا المؤامرات ونسعى لحسن الجوار مع الجميع كما نسعى لبناء أسس صحيحة لعلاقات مثمرة مع الجميع , واذا كان وضعنا السياسي ليس بالاستقرار ولا المثالية المطلوبة في الوقت الحالي والبلد بحاجة الى بناء قوة اكبر واكثر اعتداد فان هذه المرحلة هي مرحلة بناء مع كل سلبياتها الواضحة , لكن العراق البلد  ليس ضعيف بل يملك كل مقومات القوة , وتصرفات كويتية بهذا المستوى تستفز كل العراقيين دون استثناء واننا العراقيون ليس بحاجة الى صدام حسين جديد لرسم مستقبلنا مع الاخرين . اما اذا كنتم تصرون انتم على هذه المسارات الضارة بالعراق فانكم بالفعل تساهمون بصناعة نسخ متعددة من صدام حسين جديد في العراق وسيجد من يسمعه ومن يدعمه للوصول في اقرب انتخابات الى مواقع المسؤولية في العراق وحينها سيكون عليكم البحث عن سبل تفاهم مع احد هذه النسخ التي صنعتها افعالكم مع العراق , وايضا حينها سيكون موضوع ميناء او موضوع خطوط جوية عراقية من صغائر الامور امام كارثة ستجد طريقها  للتثبيت على ارض الواقع وفي خرائط الجغرافية في المنطقة . قد لايعجب هذا الكلام الكثير من الكويتيين ... ليس مهما ذلك لان الاهم ان يتصرف حكماء القوم في الكويت قبل فوات الاوان وقبل ان يستجد سؤال كبير على الجميع .... هل نحتاج صدام اخر جديد في العلاقة مع الكويت !!؟ .
 
md-alwadi@hotmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/20



كتابة تعليق لموضوع : هل نحتاج صدام حسين في المحنة الجديدة مع الكويت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : الكويت جزء مستلب من العراق في 2011/05/20 .

بغض النظر عن اختلاف انظمة الجكم التي تعاقبت على العراق منذ نشوء دولته الحديثة بعد الحرب العالمية الاولى ودخوله عصبة الامم المتحدة بعد انتهاء الانتداب البريطاني (رسميا) فان عائدية الكويت الى العراق حقيقة متفق عليها ولم تفرط بها او تقر باستقلالها المفروض من قبل الاستعمار البريطاني والمدعوم من قبل (القائد القومي) جمال عبد الناصر وقد سجل التاريخ الحديث تمسك ملوك ورؤساء وزارات العهد الملكي ومطالبتهم باعادة ضم الكويت الى الوطن الام (العراق) ومن ابرز المواقف في هذا الصدد كانت مواقف الملك غازي ورئيس الوزراء نوري السعيد كما اعلن مثل تلك المواقف ايضا نظام الخكم الجمهوري ممثلا بشخص الزعيم عبد الكريم قاسم , حتى جاءت موجة المد (القومي) فاجتاحت العراق واسقطت نظامه الجمهوري الاول بانقلاب الثامن من شباط 1963 الدموي والحقته بالخط السياسي للجمهورية العربية المتحدة وكان من (انجازات) هذا الانقلاب اعتراف العراق البعثي العارفي باستقلال امارة الكويت تماشيا مع سياسة (القائد القومي) جمال عبد الناصر بطل هزيمة حرب حزيران 1967 ..لكن ترسيم الحدود البرية والبحرية بقي من القضايا العالقة التي لم تجروء اية حكومة عراقية على الاقرار بها وتوثيقها في اروقة الامم المتحدة لان في ذلك نفريط بحقوق العراق التاريخية وبقيت امارة الكويت تتمنى وتتوسل وتبدي مواقف المودة والمسالمة للعراق حتى جاءت الفرصة الذهبية عندما ارتكب صدام حماقته الكبرى في التورط بحرب السنوات الثماني التي استنزفت ثروات وقدرات العراق وجعلته في حالة عوز لمساعدة ودعم (اشقائه) من ال صباح وال سعود الذين لم (يقصروا) عنه في هذا المجال مدفوعين بدوافع الطائفية والعصبية الجاهلية ليخرج العراق من تلك الحرب مثقلا بالجراح والديون ومستضعفا من (اشقاء) الامس الذين صاروا اعداءه ولم يجد صدام مفرا من ارتكاب حماقته الاخرى في غزو الكويت ليورط العراق في كارثة كبرى اتت على الاخضر واليابس وكان من نتائجها سلب ارادة العراق والانتقاص من سيادته وتقييده بقرارات (اممية) جائرة اوقعته بين مخالب وانياب الوحوش الكاسرة وجعلته اسيرا لطلبات ال صباح وشروطهم , وعلى الرغم من سقوط صدام فان شعب العراق لايزال يدفع الثمن عن جرائم كان هو اول ضحاياها ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net