صفحة الكاتب : نزار حيدر

تَضْليلٌ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  على الرّغم من انّ الاعلام الطّائفي يعلمُ، عِلمَ اليقينِ، أنَّ التّصريحات المنسوبة لاحد مستشاري الرئيس الإيراني الشيخ روحاني بشأن العلاقة بين بغداد وطهران، جاءت في إطار الحرب النّفسيّة وحرب الاعصاب التي تشنُّها طهران ضد خصومها في المنطقة تحديداً، وهي بالمناسبة فنّانةٌ جداً وذكيّة ومبادِرة وناجِحة بامتياز على هذا الصعيد، الا انّه، الاعلام الطائفي، حاول توظيف التصريحات بطريقة مفضوحة ليحشّد خلفه المرعوبين، في وقتٍ تخوض فيه القوّات المسلّحة العراقيّة، ومعها قوّات الحشد الشّعبي البطلة وقوات البيشمرگة المقتدِرة، أشرس المعارك ضِدّ الارهاب الذي بيّض وفقّس ونما وترعرع وانتشر برعاية نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً.
   من جانب آخر، تجاهل هذا الاعلام الطائفي التّصريح الوطني الموزون الذي صدر عن وزارة خارجية جمهورية العراق والذي شدد على انّ العراق دولة مستقلّة وذات سيادة، وذلك في معرض ردّه على تصريحات المستشار المشار اليه.
   وليس غريباً ان يتعامل هذا الاعلام بهذه الطريقة الطّائفية المفضوحة مع العراق الجديد، فبعد كلّ الجهد السّلبي والمدمّر الذي بذله نظام القبيلة الفاسد ضد العراق منذ سقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الان لتقويض سلطة الأغلبيّة، الا انه فشلَ فشلاً ذريعاً في كلّ مساعيه، خاصّة تلك التي حاول بها تضليل الراي العام العالمي من ان طهران تبتلع بغداد! على حدّ وصفه، فها هي سلطة الأغلبية في النظام البرلماني الفيدرالي والديمقراطي الدستوري تشتد قوّتها وعزيمتها وشكيمتها يوماً بعد آخر، بل انها تحوّلت الى مصدر الهام للكثير من شعوب المنطقة، حتّى بات نظام القبيلة الفاسد يراها في مناماته وأحلامه وكوابيسه المزعجة! وهي تحاصره من كل الجهات!.
   لقد أرادوا توظيف عملية (تمدّد الفقاعة) وبسط الارهابيين لسلطتهم على اكثر من ثلث مساحة البلاد، للضّغط على سلطة الأغلبية، لابتزازِها، في عمليّة سحريّة خائبة، اذا بالمرجعية الدينية العليا تقلب الطاولة على رؤوسهم فينقلب السّحر على السّاحر، ولسان حالهم؛ يا ليتنا لم نفعلها! فبدلاً من ان يسخّروا تمدّد الارهابيين لضرب واضعاف سلطة الأغلبيّة، او تقويضها اذا ما تمكّنوا، اذا به يتحوّل الى اداةٍ بيدها لتوحيد صفوفها وتعبئة قواها لتكريس سلطتها، ثم جاءت الانتصارات الباهرة المتلاحقة والتعامل الإنساني والوطني في هذه الحرب على العكس من كلّ التوقعّات والاحتمالات التي ظل الاعلام الطائفي ينفخ بها ويضخّمها لارهاب الاهالي من خطر الانتقام وما أشبه! لينقلب السحر مرة اخرى على الساحر، اذا بقيادات (سُنّيّة) سياسيّة وعسكريّة وعشائريّة ووجهاء كثيرون جداً يُعلنون انضمامهم الى الحشد الشّعبي تحديداً، وإعلانهم انهم جنود تحت إمرة (النائب حسن العامري) على حدّ قولهم!.
   وصدق من قال (رُبَّ ضارّةٍ نافعةٍ) و (الخيرُ فيما وَقع) فمن أراد تفتيت العراق بالارهاب، وظّفهُ العراقيون لرصّ صفوفهم وشدّ آزرهم وتوحيد كلمتهم وردم الفجوات العنصريّة والطائفيّة والمناطقيّة خلف المرجعية الدينية العليا وخلف القيادة الميدانية التي نظّمت الحشد الشعبي في حربٍ مقدّسةٍ حقيقيّةٍ وليست استعراضيّةٍ، كما فعل الاْردن، أحد رُعاة الارهاب ومنابعه، عندما ذرّ الرّماد في عيون الراي العام الأردني وامتصّ غضبهُ! بعدّة طلعات جوّية وهميّة، قال انّه دمّر فيها نصف قوّة الارهابيين، لازال يتاجر بها هنا وهناك، يقبض المال ويستدرّ عطف المجتمع الدولي!.
   انّ العراقيين لا يتاجرون بدمائهم الا مع الله تعالى والوطن، فهم يدافعون اليوم عن بلدِهم وأنفسِهم وحضارتهِم وثقافتهِم وتاريخهم من هجمة بربريّة مدعومة بفتاوى التّكفير والبترودولار والاعلام الطائفي، تسعى لتدمير كلِّ شيء، ولكن هيهاتَ هيهاتَ باذن الله تعالى، فلقد لاحت في الأفق بشائر النصر العراقي المؤزر.
   {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/11



كتابة تعليق لموضوع : تَضْليلٌ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net