صفحة الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني

الادب الفاطمي ...والارتقاء الحضاري
الشيخ عقيل الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السلام على قمر بني هاشم 
 
برعاية العتبة العباسية المقدسة ..تشرفنا بالمشاركة في المهرجان الفاطمي الثالث مع البيت الثقافي في قضاء الهندية وكانت لنا مشاركة في افتتاح المهرجان حول الادب الفاطمي ..الذي يتخصص بمناقب وفضائل سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ع وصياغتها في حلة ادبية مميزة .
فلازال الادب الفاطمي بحاجة الى موسوعية وشمولية في نقل الصورة الحضارية والعلمية المناقبية لسيدة النساء ع شعرا ونثرا وقصة ومسرحا ..فقد خطا الادب الفاطمي وبالاخص فيما يتعلق بنشر قضية ظلامة الزهراء ع والهجوم على بيتها خطوات مهمة جدا ولكن بحاجة الى تسليط الضوء اكثر على المؤامرة الكبرى بعد رحيل النبي ص واله ..وربطها بواقع المفسدين المتحكمين ببلاد المسلمين الذين هم نسخ متكرره من طواغيت عصر الزهراء ع ..
وعند مراجعتنا لبعض نصوص الادب الفاطمي القديم لوجدنا نماذج تشير الى هذه الفكرة ضرورة ربط الواقع بسيدة النساء ومظلوميتها ومنهجها للثورة ضد الظلم 
فقد كتب عوام صاحب أبي نؤاس إلى بعض عُمال ديار ربيعة
بحقِّ النبيِّ بحقِّ الوصي بحقِّ الحسين بحقِّ الحسن
بحقِّ التي ظلمت حقّها ووالدها خيرُ ميت دُفن
ترفَّق بأرزاقنا في الخرا ج بترفيهها وبحط المؤن
 
قال: فأسقط عنه الخراج طول ولايته كما في لعقد الفريد، الأندلسي: 5 / 349.
 
وقال القاضي ابو بكر بن ابي قريعة منددا باحوال عصره الاقتصادية 
 
إن كان عندي درهمٌ أو كان في بيتي دقيق
فبرئت من أهل الكسا وكفرت بالبيت العتيق
وظلمت فاطمة البتو ل كما تحيّفها عتيق
 
فياله من نقد مميز للواقع الاقتصادي المتعب في زمانه ,فظلامة الزهراء ع هي ظلامة الانسانية المتالمة من سياط الطواغيت .
 
المسالة الثانية : مسالة ضرورة الاستفادة من السيدة فاطمة ع والتوسل بالطافها لكي يوفق الشاعر او الكاتب او القاص والمسرحي ,لطرح قضايا مميزة تكون اكثر تاثيرا على نشر قضيته العقائدية فنحن نؤمن ان هنالك تسديد من الله تعالى للادباء الذين يجعلون ادبهم وقفا لخدمة قضايا بني البشر وقضايا اهل البيت ع ولهذا قال الامام الرضا ع مازال جبرئيل ينطق عن لسانك ,وهذا صريح في نيل دعبل المددالالهي والتسديد لخدمته الشعرية لال محمد ص ..
وكنموذج يقتدي بها شعراء الادب الفاطمي 
قال الشيخ محمد السّماوي في (الطليعة): أخبرني السَّيّد حيدر الحلّي، قال: رأيتُ في المنام فاطمة الزَّهراء عليها السلام، فأتيتُ إليها مسلِّماً عليها، مقبِّلا يدَيْها، فالتَفتَتْ إليَّ وقالت:
أَناعِيَ قَتلى الطَّفِّ لا زِلتَ ناعِياً تُهيجُ على طولِ اللَّيالي البَواكِيا
فجعلتُ أبكي وانتبهتُ وأنا أُردِّد هذا البيت، وجعلتُ أتمشَّى وأنا أبكي، فَفَتَح الله عليَّ أن قلت:
 
أَعِد ذكرَهُم في كَربَلا إنَّ ذكرَهُم طَوَى جَزَعاً طَيَّ السِّجلِّ فؤادِيا 
وَدَعْ مُقلتَي تَحْمَرُّ بعد ابْيِِضاضِها بِعَدِّ رزايا تَتْرُكُ الدَّمعَ داميا
سَتَنسَى الكَرَى عيني كأنَّ جفونَها حَلَفْنَ بِمَن تَنْعاهُ أنْ لا تَلاقيا
وتُعطي الدُّموعَ المُستهِلَّاتِ حَقَّها مَحاجرُ تَبْكي بالغَوادي غَوادِيا
وأعْضاءُ مَجْدٍ ما تَوزَّعَت الضُّبا بِتَوزيعِها إلَّا النَّدى والمَعالِيا
لئن فرَّقتها آلُ حربٍ فلم تَكُن لِتَجمع حتَّى الحشرِ إلَّا المخازِيا
وممَّا يُزيلُ القلبَ عن مُستَقَرِّه ويتركُ زندَ الغيظِ في الصَّدرِ وارِيا
وقوفُ بناتِ الوَحيِ عند طَليقِها بحالٍ بها يُشْجينَ حتّى الأعادِيا
لقد ألزَمت كفُّ البتولِ فؤادَها خُطوبٌ يَطيحُ القلبُ منهنَّ واهيا
وغودِر منها ذلك الضِّلعُ لَوْعةً على الجَمْرِ مِن هذي الرَّزيّة حانِيا
أبا حَسَنٍ حربٌ تَقاضتك دينَها إلى أن أَساءت في بَنيك التَّقاضيا 
الى اخر القصيدة 
قال السّماوي: ثمَّ أوصى أن تُكتَب، وتوضَع معه في كفنَه. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عقيل الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/08



كتابة تعليق لموضوع : الادب الفاطمي ...والارتقاء الحضاري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net