صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إحْشرْ وانْشُرْ؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكتابة بحاجة إلى أفكار ذات قيمة معرفية وتأثيرات إيجابية في الحياة , وقدرة على إدراك الفكرة وإظهارها بالهيئة التي تتواءم وجوهرها , وتعبّر عمّا فيها من الطاقات والقدرات الحية المتفاعلة مع غيرها في سبيل البناء والرقاء.

وليس كل فكرة تصلح للكتابة والنشر.

ومن الملاحظ أن نضوب الأفكار يتسبب في كتابات سلبية , ونشر ما هو إنفعالي  , يمثل مواقف عاطفية حامية خالية من الفكرة الحقيقية , تتوهم من شدة إنفعالها بأنها ذات فكرة أو إتجاه , وما تطرحه عبارة عن ردود أفعال إنعكاسية على هذه الحالة أو تلك.

وقد تم توظيف هذه الكتابات في صناعة إعلام  وأبواق دعاية لأفكار وحالات , ما كنت تحلم بإمتلاكها هذا القدر من الشيوع والذيوع , والسيادة على وسائل الإعلام والصحف والمواقع.

فخلال الأشهر الثمانية الماضية سادت حالة واحدة , وتناولتها الأقلام والخطب بأروع ما تتمنى وتريد , حتى لأصبحنا نقرأ عنها كل يوم مئات المقالات المنشورة , وبهذا إنتصرت إعلاميا وحققت لها دورا في وعي الناس مما يساهم في تغذيتنها وتنميتها.

وهذا يعني أن الأقلام - من غير قصد - تتحول إلى وسائل دعائية للحالة التي تتصدى لها , فتمنحها بريقا وقيمة وقدرة على الإجتذاب وتحقيق أهدافها السيئة , وتطلعاتها الضالة.

بينما المطلوب هو محاصرة الظواهر المرفوضة , وتقويض أسسها وإنضاب مصادرها كافة , لكي تهزل وتذوي , وتجف منابعها وتتهاوى في غياهب الهلاك.

المطلوب العمل الإيجابي وتعزيز قيمة الإنسان وأهمية دوره في بناء الحياة وعمارة الأيام , وتقديم الأفكار الصالحة التي عليها أن تجتذب الأجيال الصاعدة , وتنمية قدراتها الإبداعية والإبتكارية اللازمة لصناعة القوة والعزة والكرامة الإنسانية.

إنّ محاربة السوء لا يكون بإطلاق السوء , فالسوء يريد سوءً مقابلا لكي يسوّغ سيّئاته ويعزز خطاياه وآثامه  , ويزيد من تكرارها وتفاقمها مستندا على السوء المقابل , الذي وكأنه يمنحه الشرعية الكافية للبقاء والتواصل بجرائمه وفواحشه.

فالمواقف الصالحة تنتصر على المواقف السيئة , وإرادة الخير يمكن تنميتها وتطويرها لتكون ذات قدرات إنتصارية , وآليات ناجحة للإنتشار ومحاصرة الظواهر الطالحة , والقضاء على الضلال والجهل , فالبهتان لا ينتصر على البهتان بل يقويه , والضلال يساهم في إنتشار الضلال الآخر.

تلك حقائق تفاعلية سلوكية لا تحتاج إلا أدلة , لأنها واضحة كالشمس في رابعة النهار.

فهل سنتفكر ونبتكر آليات صالحة لتنمية الخير في دروب الحياة , التي تئن من دخان الأباطيل وغبار الشرور؟!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/07



كتابة تعليق لموضوع : إحْشرْ وانْشُرْ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net