يا ليت الأنكليز والألمان والفرنسيين قد سرقوا كلّ آثارنا وتراثنا
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يسعفني الحظ لزيارة متاحف لندن واطلّع على حضارة وادي الرافدين فيها , لكنّي زرت متحف اللوفر في باريس ومتحف برلين واطلّعت على حضارة وادي الرافدين في هذه المتاحف الشهيرة , وحينها وبالرغم من الطريقة المذهلة التي تمّ فيها حفظ هذه الآثار العظيمة وطريقة عرضها , كنت ممتعضا لوجود آثارنا وتراثنا الحضاري التاريخي في هذه المتاحف , وكنت من المنادين بعودة هذا الإرث الحضاري إلى موطنه العراق , فحينها لم تكن داعش موجودة ولم تكن ثورة المهمّشين قد بدأت , لكنّي الآن وبعد أن أبدع أبناء ثوّار العشائر المضطهدين والمهمّشين في تدمير حضارة وادي الرافدين وإرثه التاريخي في مدينة الموصل التي أرادوها عاصمة لدولة الخلافة الإسلامية , استطيع أن أقول يا ليت الأنكليز والألمان والفرنسيين قد سرقوا كلّ آثارنا وتراثنا ولم يبقوا منه شيئا لأبناء ثوار العشائر الذين انهالوا عليه بمعاولهم , ليدّمروا ويحطموا أهم إرث حضاري عرفته البشرية بعد أن سرقوا ونهبوا الكثير منه وهرّبوه إلى خارج العراق , ولا شّك أنّ كل عراقي غيور وشريف يتمّنى مثلي لو أنّ الغربيين قد نقلوا هذه الآثار إلى متاحفهم ليحافظوا عليها من التدمير والتخريب الذي ألحقه أوباش العصر وعار الإنسانية بتراث العراق وإرثه الحضاري .
إنّ جريمة تدمير آثار العراق وتراثه الحضاري التاريخي لم يفعلها المغول ولا التتار , ولم تفعلها النازية عندما احتلّ هتلر باريس في الحرب العالمية الثانية , فلا أحد يعرف ما هي الرسالة التي تريد هذه القطعان المتوّحشة إيصالها للعالم من خلال تدميرها للتراث الحضاري الإنساني واقترافها للجرائم البشعة بحق الإنسانية ؟ وماذا ستقول الجهات التي دعمت وسلّحت وموّلت هذه القطعان المتوّحشة بعد هذه الجرائم التي أخزت الإنسانية والضمير الإنساني ؟ وماذا سيقول عبد الملك السعدي ورافع الرفاعي وطه الهاشمي ورافع العيساوي وعلي حاتم بعد الآن ؟ هل هي رسالة الإسلام السنّي التي أرادوها بديلا لإسلام الرافضة الصفويين ؟ أم هي رسالة أعداء الحياة والحضارة والتقدّم ؟ وهل هنالك ظلاميين أكثر من هؤلاء الظلاميين ؟ فما جرى في الموصل من تدمير لتراث العراق التاريخي يتحمّله كل من دعم وساند وساهم وموّل وأدخل داعش إلى العراق , إنهم أنتم يا ابناء سنّة العراق الذين انخرطتم في صفوف داعش وفتحتم بيوتكم لهذه الجراثيم الفتّاكة .

الموضوع السابق البكاء علينا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat