صفحة الكاتب : باقر العراقي

العراق : قصة العيش في بيت الاعتدال.
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    
مصطلح الوسطية؛ وأن تكون الأمور أفضل في الوسط ليس ملزما، عندما تعيش لوحدك في هذه الحياة، لأنك تجوبها يمينا وشمالا، ومع ذلك؛ فقد تضطر في بعض الأحيان للسلوك الوسطي، عندما تكون في أزمة أو مشكلة، أما أذا كنت جزءا من جماعة، فالأمر مختلف تماما.
العيش مع الجماعة في بيت واحد، أو مؤسسة ما أو حتى مدينة، أو أن تكون ضمن جماعات مختلفة الطباع، وتعيش معهم في وطن واحد، لا يجيز لك السير حسب ما تهوى وترغب، بعيدا عن رغبات الآخرين، لأنه  يجعل الآخرين، يعملون لأنفسهم بعيدا عنك وعن رغباتك.
القرآن الكريم ذكر الوسطية بقوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، أي جعلناكم أعدل الناس وأخير الأمم، وقال الشاعر في مدح  الرسول الأكرم (يا أوسطَ الناس ِ طراً في مفاخرِهم * وأكرمَ الناس ِأماً برةً وأباً)، وقولهم : فلان أوسط قومه، أي: أحسن قومه وأخيرهم.
ما جناه التطرف والمصلحة الفئوية  في أوربا، هو الحروب والصراعات الطائفية لعدة قرون، بحيث كان لا يخلو يوم من القتل وسفك الدماء، أما اليوم فقد ذاقت شعوبها حلاوة الاعتدال وفهم الآخر، والتقت في الوسط لتكون أمة معتدلة، مصيرها واحد، ومستقبلها واعد، تنعم بالسلام والعيش الرغيد.
لماذا لا نتعلم من رجال أمتنا العظام المعتدلين؟ لماذا لا نتعلم من الغير؟ ولماذا نتبع المتزمتين منهم؟  لماذا يلتقي البعض على أسم الطائفة، أو القومية أو غيرها من المسميات الشخصية، ويتناسون الوطن، وينسون مصيرهم في سفينة  تتلاطمها الأمواج، ومعهم آخرين، إن وصلت نجا الجميع، وإن غرقت هلكوا مع الآخرين.
لماذا لا نلتقي على قلب رجل واحد، هو وسط بيننا؟، ينصفنا وينصف الآخرين من نفسه، وهل في تاريخ الإنسانية رجل عظيم، يرى مصلحة نفسه وجماعته، ولا ينصف الآخرين؟، وما أكثر من يدعي العدالة والإنصاف، ويعتاش على تخويف جماعته وطائفته من الآخر، وهو لا يبحث إلا عن ملذاته ونزواته الخاصة، والبعض يتبعه دون وعي ولا إدراك.
الحقيقة مرة ولابد من تجرعها، وإن خالفت نزوات البعض منا، فبناء الوطن، والوصول إلى بر الأمان، يحتم الاستماع للمعتدلين، ومن يحبب الآخر، حتى يكون الملتقى في الوسط، فلا غالب ولا مغلوب، وخير الأمور أوسطها، وإلا ستندمون..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/23



كتابة تعليق لموضوع : العراق : قصة العيش في بيت الاعتدال.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net