صفحة الكاتب : نزار حيدر

إعْزِلوهُم!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هلْ انّنا بحاجةٍ الى ان يحرِق او يقتُل الارهابيون مواطناً او اكثر من كلّ بلدٍ عربي لتصطف كل البلاد العربية خلف الجهود الرامية الى القضاء على الارهاب الذي بات يهدّدنا جميعاً بلا استثناء؟.
   هلْ انّنا بحاجةٍ الى المزيد من أفلام الرعب التي ينشرها الارهابيون قبل ان نضع يداً بيدٍ في الحرب على الارهاب؟.
   هلْ انّنا بحاجةٍ الى المزيد من مناظر الدّم وحزّ الرّقاب وقطع الرؤوس والتمثيل بجثث الضحايا وبيع الحرائر سبايا في سوق النخّاسين وتدمير الحضارة والمدنية والتاريخ والتراث قبل ان نبدأ بالكلامِ الصحيح فنضعَ النقاط على الحروف ونسمّي الأشياء بأسمائها بلا مجاملة لاحدٍ وبلا خجلٍ او حياءٍ او خوفٍ؟.
   وأضفتُ الان على الهواء مباشرة لقناة (النيل الإخبارية) المصرية عبر خدمة سكايب؛
   لماذا لم يصطفّ الشعبان الأردني والمصري في الحرب على الارهاب الا بعد ان حرق الارهابيون طياراً وذبحوا (٢١) مواطناً مصرياً في ليبيا؟.
   لماذا لم تُسَمِّ مصر (دولة موزة) العظمى كمنبع أساسي ورئيسي من منابع الارهاب أسوة بنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية الذي يعتبر الحاضنة الاساسية لكل هذا الارهاب الأعمى الذي يقتل الحياة ويدمّر كل شيء؟.
   لقد دعا الرئيس اوباما امس في خطابه امام قمة مكافحة التطرف الى محاصرة الارهابيين وعزلهم، وهو كلام سليم بلا شك، كنت شخصياً قد دعوتُ له مرّات عديدة طوال العقد المنصرم، ولكنه لم يقل كيف؟.
   ساقولُ له ولغيره كيف؟.
   اولاً؛ تسمية منابع الارهاب بشكل واضح، فلن يكون صادقاً في الحرب على الارهاب من يتستّر على المنابع فلا يجرؤ على تسميتها والاشارة اليها بصريح العبارة ويلهينا بذكر زيدٍ او عبيدٍ من الأدوات التافهة التي تبرز في الاعلام بشكل صاروخي لتموت بطريقة تافهة فتهبط بشكل صاروخي كذلك.
   ثانياً؛ محاصرة اهم واخطر أدوات الديمومة لهذا الارهاب، واقصد بها؛
   الف؛ الاعلام الطائفي التحريضي الذي يديره كلُّهُ نظام القبيلة الفاسد وابواقه.
   باء؛ البترودولار الذي يغدقه نظام القبيلة الفاسد.
   جيم؛ المؤسسة الدينية الفاسدة التي تصدر عنها فتاوى فقهاء التّكفير المحميّين بنظام القبيلة الفاسد.
   ثالثاً؛ فرز الامور على حقيقتها، فخلط الاوراق والتصيّد بالماء العكر لا يساعد في الحرب على الارهاب.
   يجب ان نصدح بالحقيقة التي تقول انّ منبع الارهاب هو الحزب الوهابي الذي ظلّ يغذّي عقول الأجيال بالفكر المنحرف الذي يعتمد التكفير ونشر الكراهية والغاء الاخر والتزمت في تفسير الدّين وانتشار محاكم التفتيش حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك ترى ان فقهاء هذا الحزب الإرهابي المتخلّف لم ينبسوا ببنت شفة إِزاء الجرائم البشعة التي ارتكبها الارهابيون مؤخراً سواء بحق الطيار الأردني او المواطنين المصريين! بل اّنني شخصيّاً استلم يومياً ربما مئات الرسائل منهم تمجّد بافعالهم وتبرر لهم جرائمهم البشِعة بِنٓفٓسٍ طائفي مقيت!.
   انهم يختارون الارهاب وكل مساوئه وجرائمه على ايّ شيء اخر اذا اعتمد على أدوات الديمقراطية!.
   ولهذا السّبب يجب فضح الحزب الوهابي والضّغط على نظام القبيلة ليفكّ ارتباطه به، فادّعاء الاخير بانه يحارب الارهاب يتناقض كّلياً مع احتضانه للحزب الوهابي ودعمه وتاييده، فكيف يريد نظام القبيلة اقناعنا بجدّية مشاركته في التحالف الدولي في الحرب على الارهاب والحزب الوهابي جالس في حضنه؟!.
   رابعاً؛ واخيراً، فان الارهاب اصلُه التطرّف والتزمّت، وهي ثقافة منتشرة في مجتمعاتنا للاسف الشديد، ولذلك فانّ القضاء على الارهاب ليس قراراً حكومياً مثلاً، كما انّه ليس حرباً ميدانيّة فقط، بل هي حربٌ في العقول والسلوكيات اولاً، ولذلك فهي تحتاج الى جهود متكاتفة ومكثّفة تساهم فيها كل الشعوب للقضاء على اصله الفكري والثقافي، الا وهو التطرف، فنواجهه في المنزل وفي المدرسة وفي الشارع وفي السلطة وفي المعارضة وفي المسجد وفي المقهى وفي العمل وفي كلّ مكان، لنعيد بناء الشّخصية السويّة والمعتدلة من جديد، ننزع عنها فتيل التطّرف ونغذّيها بالاعتدال والوسطية، وننزع عنها الكراهية والحقد والبغض ونغذّيها بالحبِّ والعفو والصّفح.
   قاطعوا خطباء المساجد المتطرّفين الّذين يسخّرون منبر الجمعة والتدريس لنشر ثقافة التكفير والكراهية والتمجيد بالطغاة الفاسدين.
   اتركوا المسجد لهم اذا بدأ احدُهم يحرّض على العنف والتطرّف، ويسبّ هذا ويلعن ذاك ويدعو على ثالث.
   لقد اعجبني جداً موقفُ المصلّين في احد مساجد المسلمين في فلسطين عندما تعالت اصواتهم استنكاراً وشجباً ثم تَرَكُوا المسجد للخطيب بمجرد ان بدأ يمتدح المقبور كبير نظام القبيلة الفاسد.
   فلو انّ المصلّين في كلِّ مسجدٍ فعلوا الامر نَفْسَهُ مع كلّ امامٍ فاسدٍ او متطرّفٍ او تبريري لما بقي احدٌ منهم يعتلي منبرَ رَسُولِ الله (ص) ظلماً وعدواناً ولطردتهم الامة واستبدلتهم بالعلماء والفقهاء والخطباء المعتدلين الّذين ينشرون روح الاخوّة والمحبّة والتّعاون وثقافة الاخر والتعددية الدّينية والمذهبيّة والتّعايش بين الناس.
   وانّما تمكّن معاوية لعنهُ الله تعالى من سنّ قانون لعنِ الامام امير المؤمنين عليه السلام على منابر الجمعة اكثر من (٨٠) عاماً في طول بلاد المسلمين وعرضها، بسبب استسلام المصلّين وخضوعهم وعدم استنكارِهم ولو بترك المسجد، وذلك اضعفُ الإيمان!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/20



كتابة تعليق لموضوع : إعْزِلوهُم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net