صفحة الكاتب : حميد الموسوي

بين عالمين
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كل الدول التي حققت نجاحاتها، وعلى جميع الصعد، وفرضت وجودها كدول متقدمة يحسب لها مليون حساب، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا وبريطانيا، ودول أوربا، لم تحقق ذلك النجاح المذهل إلا بوجود سياسات ناضجة، وحكومات نزيهة مخلصة لأوطانها وشعوبها، إستعانت بالأكفاء، منحت الفرص لكل التيارات، إحتوت المواهب والمهارات، وضعت الأفضل في المكان المناسب.. مستثمرة جميع الطاقات البشرية، والموارد الطبيعية متخذةً أسلوب المراحل طريقا لتحقيق تقدم تراكمي، وإبداع حضاري يتناسب ومستوى الإنسان الذي خلقه الله تعالى في أحسن تقويم، ويتماشى مع متطلبات الحاجة البشرية المتطلعة نحو التطور والرقي على مدار الساعة                            
ومحاكاةً لهذه الدول، واقتفاءا لأثرها، وبصحوة وقادة، وطفرةٍ نوعية، إنطلقت دول من العالم الثالث، هبّت نافضة غبار التخلف نافرة من قفص "الدول النامية" الذي حشرها حكامها فيه، واضعة في الحسبان أن أسلوب المراحل والتطور التراكمي ربما يتطلب دهورا وعصورا، فسلكت طريق "العقود" أسلوبا للتقدم والنهوض بعد ان استقطبت الأكفاء، واستعانت بذوي الإختصاص، وشجعت المواهب، وحررت العقول، واحتضنت المبدعين. وها هي : ايران، وكوريا، وماليزيا.. امثلة يقتدى بها، ونماذج رائعة كسرت طوق الدول "النايمة" وبدأت تنافس أرقى الدول تقدما وتحضرا، بالملموس وعلى أرض الواقع وليس إدعاءاوتنظيراوشعارات!.
وظل العالم العربي - وبفضل سلاطين الحقب والمراحل الوراثية- يرزح تحت نير التخلف، يراوح مكانه إن لم يتراجع ويتقهقر الى عصور الظلام فإن استفاق من غيبوبته ونفض ركام سني التخلف والظلم - في غفلة من غفلات الزمن إثر صدمة صاعقة، أو هزيمة منكرة - استفاق على مشاكله الداخلية كونها من صنع يديه ونتاج استبداد حكامه، وعندها يتفضل السلطان متكرما بإجراء إصلاحات شكلية، ومعالجات كارتونية فيوعز الى أقزامه الذين وضعهم في المكان المناسب كونهم مؤهلين للطاعة وبدورهم ينبرون لإصدار "الفرمانات" السلطانية والأميرية المشحونة بالشعارات النبيلة التي يستحيل تحقيقها!.
ومن هالك لمالك، من وثن الى وثن، تتوارث الأجيال العربية - المظلومة المقهورة، المغلوبة على أمرها - تركة المراحل الثقيلة وتدفع ضريبة إنتظار زوال مرحلة على أمل أن المرحلة المقبلة ستكون أفضل من سابقتها ولعل السلطان القادم أرحم من سابقه وما أكثر الذين ماتوا حسرة ولم يشهدوا نهاية المرحلة.. ماتوا وهم يظنون أن الآتية أفضل.. وأن القادم أعدل.. وما هي بالأفضل.. ولا هو بالأرحم.. ولا بالأعدل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/20



كتابة تعليق لموضوع : بين عالمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net