صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إنبعاج وارتجاج!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القوى تنبعج , والأرض تُستباح وتتحول إلى سوح للوغى , والقوى الذكية في هذا العصر الفتاك , هي التي تتمكن من منع أراضيها أن تكون سوح قتال ومواجهات , ولهذا فهي تختار أراضي غيرها , لكي تحافظ على سلامة مدنها ومواطنيها.

هذا الأسلوب معروف منذ القِدم , لكنه أخذ دورا أكبر في القرن الحادي والعشرين , بعد أن تطورت أدوات الحروب وعلومها ونظرياتها وخططها , فما عادت اليوم تعني مواجهات بين جيوش نظامية كما حصل في الحرب العالمية الثانية , وحرب العراق وإيران التي هي آخر الحروب النظامية في تأريخ البشرية.

فالحرب صارت تدمير مدن بالطائرات والصواريخ وغيرها , وقتل مواطنين بأسلحة التدمير الشامل التي ترديهم حالا أو بعد حين , لما تتسببه لهم من أمراض فتاكة ومروعة.

والبلاد العربية محاطة بقوى متنامية بعضها حقق إنبعاجات متواصلة والآخر ينبعج بين حين وحين , وبما أن البلاد العربية هي الأضعف , فأنها تحولت إلى وادٍ أو مستنقع تتجمع فيه جميع نفايات التفاعلات السلبية , وخطا دفاعيا جحيميا لأي القوى الساعية لتدمير القوى الناهضة المحيطة بالعرب , وخصوصا الجارتان الشرقية والشمالية.

وعليه فأن الأرض العربية وبلا إستثناء قد تحولت إلى ميادين معارك وقتال , وأكثرها صارت معسكرات وثكنات عسكرية وليست مدنا , كما نفهم , فالمدينة العربية اليوم ثكنة عسكرية , يعاني فيها المواطن من نقص مروع في جميع الخدمات الإنسانية البسيطة جدا.

أما الرعاية الصحية فأنها بنت خيال.

وهذا يعني أن المصير العربي في مأزق إنهياري إنقراضي متواصل , لأن الإرادة العربية تضعف مع الزمن , وقدرات القوى الأخرى للهيمنة وتقرير المصير تتنامى , لأنها تحسب قبضتها على المنطقة العربية حماية لأهدافها وتحقيق لمصالحها الوطنية , وقدرة إضافية لتقوية درع حمايتها , وتأمين أمنها وسلامتها.

وهذا يفسر دخول جيوش القوى المنبعجة في البلاد العربية , ومواصلتها الإمساك بالقرارات والسياسات , التي يجب أن تتوافق ومصالحها الوطنية والعقائدية.

وبذلك فأن القول بوجود حل , والوصول إلى الأمن والأمان , إنما نوع من الهذيان , لأن الدول العربية الآمنة المتطورة المعاصرة , لا تخدم المصالح الإقليمية والدولية , وأن على العرب أن يقاتلوا بعضهم ويدمروا وجودهم , ويمارسوا سلوك الإضعاف والإنقراض , لأن ما يحيطهم يريد إبتلاع أرضهم وتأريخهم ويذيب ملامح وجودهم , وهم صاغرون ومنهمكون في تحقيق أهداف الآخرين , بعد أن تنازلوا عن مصالحهم , وآمنوا بعقيدة العدوان على بعضهم!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/20



كتابة تعليق لموضوع : إنبعاج وارتجاج!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net