صفحة الكاتب : السيد ابوذر الأمين

الغيبة وما ادراك ما الغيبة .... (( الحلقة الثالثة ))...
السيد ابوذر الأمين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بِسْم الله الرحمن الرحيم 
بعد ان تعرفنا على الغيبة وبعض المفاسد الصادرة من هذا المرض الخبيث (( سيكون هناك كلام مفصل عن مفاسد الغيبة لا حقا إن شاء الله تعالى )) وجب علينا ان نذكر الغيبة في القران والحديث وهذه الحلقة مخصصة عن آية قرآنية ذكرت ما نحن بصدده ، فنقول  وعلى الله التكلان : 
قال المولى الحق في كتابه الكريم : ( ...... وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ). 
هذه الآية الشريفة واضحة الدلالة على تحريم الغيبة حيث ان النهي يدل على الحرمة الا ان يأتي دليل او قرينة  تصرف الظهور عن ظهوره وهو غير موجود هنا ، لذا عد الفقهاء هذا المرض من الكبائر .
هذا الآية الكريمة عملت على تمثيل عجيب للإنسان الذي يتكلم على الناس في حال غيابهم ، فَلَو تدبر المتدبر جيدا في هذا ذلك لوجد شيئا عجبا ! فالحق سبحانه يقول ان هذا الفعل حاله هو أكل لحم الأخ !! واستخدام لفظ الأخ لقربه من النفس ، لكن الآية لم تكتفِ بذلك بل قالت ليس كل اخ إنما هو الأخ الميت !! فالإنسان الذي يغتاب غيره حال حال الذي يأكل لحم الأخ الميت ، وربما استخدام الميت هنا لكون الأخ وهو ميت يكون عزيزا على أخيه حتى يواريه الثرى والله العالم ... 
عموما، فالحق سبحانه استخدم الاستفهام الاستنكاري ( أَيُحِب ) ليقول للناس ان أنكم تمقتون من يأكل لحم الأخ الميت كذلك عليكم ان تكرهوا من يغتاب الناس ...  
هذا هو الظاهر المتبادر من الآية الكريمة ، لكن لو تعمقنا اكثر من ذلك لوجدنا ان الحق سبحانه يتحدث عن حالة حقيقية وليست مسألة تمثيل فقط ، ومن كان متابع لمنشوراتي القديمة التي تحدثت في اكثر من واحدة منها عن مسألة تجسم الاعمال ، فحسب هذه الآية ان الذي يغتاب هو فعلا وحقيقة يأكل لحم الأخ المؤمن الميت !!! ولكن لشدة حجابه الذي صنعه من ذنوبه على قلبه ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) لا يرى شيئا من هذه الحقيقة المقرفة التي يعملها بنفسه ، لذا يُنقل عن احد العرفاء انه كان يشم رائحة نتنة من الشخص الذي يغتاب بحيث انه لم يكن يستطيع ان يبقى الى جانبه خوف من التقيؤ!!! 
لو كان لنا سمع وقلب لكفى لهذه الآية واعظا لكن انغماسنا في بحر الذنوب حال دون ذلك !!..
وهناك جوانب اخرى في الآية الكريمة لا يسع المحل لبيانها ...
و الحمدُ للهِ ربِّ العالمين 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابوذر الأمين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/18



كتابة تعليق لموضوع : الغيبة وما ادراك ما الغيبة .... (( الحلقة الثالثة ))...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net