صفحة الكاتب : نعيم ياسين

لماذا يشتموننا صباحا مساءا
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خطف الشيخ قاسم سويدان وقتله مدان من الناحية القانونية والشرعية , وهذا امر لاينكره عاقل لان عملية الخطف والقتل تدل على الفلتان الامني , ولكن الى جانب ذلك ندين ردود فعل السيايس السنة ومن يدور في فلكهم ويسير في ركبهم على حالة الخطف والاغتيال لما فيها كثير من التجني والتخبط ونكران الجميل .

       هؤلاء السياسيون سواء رئيس مجلس النواب او نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي او نائب رئيس الوزراء صالح المطلك , يبدوا انهم بانتظار هكذا حدث ليوظفوه - وان لم يشعروا - في خدمة داعش وتحقيق اهدافها ,

      لقد اتهمت الاطراف السنية السياسية الحشد الشعبي بالجريمة وصنفته مليشيا منفلتة وطالبت الحكومة بمصادرة سلاحه , وكانه حيثما قتل سني فالقاتل شيعي بالضرورة , ان الاتهامات البائسة نكران لتضحيات ابناء الحشد التي قدمها من اجل الدفاع عن السنة ومدنهم وخلاصهم من أسر داعش وطغيانها . 

       كما قام النواب السنة بتعليق عملهم في مجلس النواب وكأن هذا المجلس - على بؤسه - يعمل لمصلحة الشيعة , او هو مؤسسة من مؤسسات الشيعة وليس - كما هو المفروض - برلمانا لكل العراقيين , ان خطوة التعليق هذه انهت شهر العسل الذي عاشته حكومة السيد العبادي وعلى الرجل ان يستبدل اعصابه باسلاك من نحاس وقلبه بقلب من فولاذ ليقاوم ابتزاز السياسيين السنة والكرد الذين صرح قائدهم مسعود بارزاني بانه سوف يقاوم قوات الحشد الشعبي اذا دخلت كركوك لان هذه المدينة قدس الكرد وقد عادوا اليها كما عاد اليهود الى قدس فلسطين .

       جريمة الخطف والاغتيال للشيخ الجنابي وقعت في احدى مناطق جنوب بغداد وهي منطقة تقع في نفوذ العشائر السنية وفي نفوذ داعش ولا مانع من ان يكون مرتكبو الجريمة من هذا المكون لضرب الوحدة العراقية المتحققة - وان بشكل خجول - ضد ارهاب داعش , اما نقل الضحية الى منطقة شيعية فهو اجراء لاحكام السيناريو الطائفي , واحب هنا ان اذكر سيناريو كان يقوم به هتلر لتبرير الهجوم على بولندا في الحرب العالمية الثانية حيث كان يرسل بعض الوحدات الخاصة سرا الى الاراضي البولونية لتهاجم الوحدات العسكرية الالمانية من الحدود بين البلدين , وهنا يضخم هتلر عبر رجل الدعاية الالمانية غوبلز الهجوم ويعده اعتداء على الرايخ الالماني وتهديدا لمصالح المانيا مما مهد لاجتياح بولندا واسقاطها , وهنا مالمانع ان يكون هتلر عراقي سني داعشي قام بذات العمل ؟ .

       ما يؤسف له ويحز في نفوس الغيارى ان ترتفع صيحات شتم الشيعة وهم اغلبية الشعب العراقي في تشييع الشيخ الجنابي , وهي شتائم ذكرتنا بشتائم المجرم احمد العلواني على منصات الفتنة في الانبار , وبالمناسبة ينتظر هذا المجرم الافراج عنه قريبا بعد ان حكم عليه بالاعدام .

ان شركاء الوطن سواء من السنة او الكرد عليهم ان يقرروا موقفهم الصريح والنهائي من الوحدة العراقية وذا تملصوا من هذا المطلب فعلى القيادات الشيعية ان كانت شجاعة ان تصارحهم بهذا المطلب , والا فمن غير المقبول ان يشتم الشيعة مع كل تضحياتهم لادنى حادث يصيب سنيا او كرديا ولو كان ملوثا بالارهاب .

       ليس من المعقول ان يقوم العراق على دماء الشيعة ويتمتع الاخرون بخيراته كما قامت بغداد على اجساد العلويين في عصر المنصور العباسي حيث دفنوا احياء في ركائز البناء بينما غصت قصور بني العباس بالاف الجواري والغلمان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/18



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يشتموننا صباحا مساءا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net