صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمّ الدار ماتت!!*
د . صادق السامرائي



رويّدكَ أنّ أمّ الدارِ ماتتْ
وما انْكسرتْ بها يوما وهابَتْ

مُعززةً مُكرّمةً وعاشتْ
أميرةَ بيتها والكلّ طاعتْ

كنخلةِ مِوْطنٍ يأبى انْحناءً
لعاديةٍ وأهوالٍ توالتْ

وما قالتْ عِراقا بلْ عُراقا
وتؤمِنُ أنّها فيهِ اسْتطالتْ

وكمْ رَفضتْ رحيلا لاغْترابٍ
وقالتْ مَوطنيْ عزيْ ودامتْ

تمرّ على عواديها بعزمٍ
وتنْهَرُها بروحٍ اسْتقادتْ

وتأملُ رُغمَ يائسةٍ وحَربٍ
بأنّ الشمسَ ما بقيتْ أضاءَتْ

فلا حزنٌ ولا جَزعٌ تعاطتْ
ولكنْ في تفاؤلِها تواصتْ

تُحاورني بأشعارٍ وفِكرٍ
وتلهِمُني برائعةٍ أجادتْ

وحشْرجَ صَدرُها مِنْ غيرعُذرٍ
فأوْهَنها وأوْجَعها فعانتْ

وأقعَدها وأرْقدَها بحِجْرٍ
تقاومُ أسْرَه حتى أفاضتْ

رأيتُ الأمّ إنْ ذهبتْ تبدّتْ
بقلبِ الحيّ جوهرةٌ تطامتْ

كأنّ جذورَها في أصلِ ترْبٍ
 وإنّ ترابَها روحٌ تسامتْ

أ يُدفَنُ طيِّبٌ والتربُ حيٌّ
ويُؤكَلُ حيّها فالأرضُ جاعتْ!!

تُخاطِبُنا المَنايا دونَ صِدقٍ
وتخْدَعُنا بساعيةٍ تلاحتْ

هوَ المَوتُ سلطانٌ رهيبٌ
يُباغِتنا بقاضيةٍ أناختْ

ويُعْلِمُنا بأنّ العيشَ لحظٌ
فما بقيتْ مفاتنهُ وشاءتْ

تغيبُ حياتنا في جوفِ تربٍ
وإنْ لذّتْ بما كسبتْ وطابتْ

بنو حوّاء هلْ نكروا وَعيدا
يُحَمّلهمْ على سُررٍ تجاستْ

تحاوطنا الكوارهُ حيثَ كنّا
فندفعها وما عنّا تناءتْ

وتقحَمُنا كإعصارٍ شديدٍ
وتوجِعُنا ولا هَدأتْ ولانتْ

أودّعُ قامةً من نور عقلٍ
متوّجةً بأفكارٍ أنارتْ

ودمْعُ الروحِ مُعتلِجٌ سَكوبٌ
ونارُ الشوقِ مِنْ لهفٍ تنامتْ

فقلْ صَبْرا على وَجَعٍ تأتّى
ونازلةٍ بأفئِدَةٍ أقامتْ!!

فما فوقَ الترابِ إلى ترابٍ
وكلّ بصيرةٍ عنهُ أشاحَتْ!!

تباركَ عمرُنا كالوَمضِ فيها
وإنّ الخلقَ في خلقٍ تفانتْ

تعالى الله بارؤنا وتبقى
لنا عِبَرٌ مِنَ الأحزانِ رانتْ!!

موازينٌ بها الأيامُ دارتْ
مقيّدةً بأوقاتٍ توافتْ!!

* إلى أمي التي ودعتها إلى مثواها الطاهر يوم الثلاثاء 10\2\2015

د-صادق السامرائي
10\2\2015

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/12



كتابة تعليق لموضوع : أمّ الدار ماتت!!*
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net