صفحة الكاتب : تركي حمود

حبل الكذب قصير
تركي حمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مازلت اتذكر العبارة الشهيرة لوزير الدعاية في عهد هتلر ، جوزيف جوبلز، الذي قال "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" والتي ما يزال بعض المتصدين للمسؤولية يعملون بها وهي من أهم أولويات خططهم  في  العصر الحديث من أجل تطبيقها على أرض الواقع ومن منطلق "الجذب المصفط أفضل من الصدك المخربط" وبالتالي يتصوروا متوهمين امكانية التاثير بالناس من خلال الكذب عليهم ولو لبعض الوقت وبصور مختلفة ومنها الدعايات والتصريحات والاعلانات المثيرة واستغلال بعض من يحسب نفسه على وسائل الاعلام من أجل الترويج لها متناسين انهم أصبحوا جزء من عملية الكذب على الناس" صخم الله وجوهكم "  

وهنا نتوقف عند الاعلانات التي ملئت أغلب شوارع محافظة الديوانية الرئيسية ورفعت شعارات ماأنزل الله بها من سلطان وحتما ولابد فأن مروجيها سيعزون سلفا أسباب عدم تنفيذها الى حمى التقشف وحينها ستكون في مهب الريح لانها بالاصل خيالية كشعارات السيد عبعوب وصخرته العجيبة  ومنها "الديوانية تنهض بنفسها " و" نتعلم لننهض بالديوانية " و" الديوانية شامخة بنخيلها "

وحقيقة ان تلك الشعارات هي دعايات ليس الا ، لكنها استنفذت الملايين ولوانها أنفقت على المشاريع لكانت أفضل لانها أصبحت مثار سخرية من قبل المواطنين وكأننا على أبواب انتخابات فلا الديوانية نهضت بنفسها لشدة فقرها ناهيك عن انها تشكو قلة الخدمات وشوارعها تملئها الحفر والمطبات واغلب مشاريعها متلكئة ومازالت قراراتها تتأرجح ولانخيلها عاد باسقا فابنائها يأكلون التمر المستورد أما مدارسها فأن أغلبها من البناء الجاهز " تلطيش " وأغلبية طلبتها يعتمدون على الدروس الخصوصية التي أرهقت جيوب ابائهم وواقعها الصحي متردي وأصبح تشخيص المريض يمر عن طريق الحمايات التي وزعت على المستشفيات بحجة توفير الحماية

وكما يبدو ان اصرارهم على الكذب مازال ساري المفعول فهم لم يكتفوا  بما أهدر من ملايين الدنانير على النشرات الضوئية  التي خفت نورها واصبحت الان كشماعة الملابس القديمة التي كانت تستخدمها أمهاتنا أبان الثمانينات وهي "الحبل "

اذن متى سيعي أصحاب العقول الفارغة بأن خدمة الناس حاجة ملحة وان ضياع المال العام على حاجات ليست ضرورية هو سرقة لقوت الشعب، هم بطبيعة الحال يريدوننا أن نصدق كل ما يقولون، ونغرقهم بكلمات الشكر والعرفان كمايفعل البعض من مؤيديهم ولا يسمحون أن ننتقدهم ونسألهم ، وإذا ماتجرأنا  فإننا  حينها سنكون أعداء لهم، ويصوروننا عبر وسائل إعلامهم ومواقع التواصل الاجتماعي التي يديرها سماسرتهم اننا أعداء التطور الذي ينشدوه وان مايحدث من خراب ودمار وتوزيع الرز " المدود "على المواطنين وتردي الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية وكثرة الحفر والطسات وطفح المجاري .. و.. و.. الخ ، نحن نقف ورائه ، متناسين ان كذبهم هو الذين قادهم الى تلك المواقف ووضعهم في زاوية ضيقة وبالتأكيد سيجعلهم يحصدون ثمار مازرعوه ولو بعد حين لان"حبل الكذب قصير" 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تركي حمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/12



كتابة تعليق لموضوع : حبل الكذب قصير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net