صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي


ذات يوم , اصطحبني والدي الى مدينة الناصرية , بهرتني الشوارع , البنايات , الاسواق , ازدحام الناس , الا ان أشد ما بهرني ذلك الفلبيني , البائع المتجول , الذي يبيع العابا صغيرة الحجم , صنعها بيده من صفيح علب المشروبات الغازية , دجاجة وحمام وضفادع  , يحركها بيده محاولا جذب انظار الاطفال اليه , لعلهم يطلبون من ذويهم ان يشتروا لهم شيئا منها , لكني لم اطلب من والدي ان يشتري لي شيئا , لأني اعلم مسبقا انه سوف لن يفعل ! .
لدى عودتي الى البيت , قررت ان اصنع لعبا كالتي صنعها ذلك الفلبيني , قصدت مجمع النفايات الذي كان قريبا من المنزل , التقطت عدة علب لمشروبات غازية مفرغة , اخذت المقص الوحيد الذي كان على ماكنة خياطة امي , وشرعت بالقص , قبل ان اتقدم كثيرا في المشروع , سمعت امي تصيح "اين المقص؟ " , حالما رأته بيدي صرخت في وجهي وقالت موبخة لي :
-    هذا مقص للقماش لا لقص الصفيح ... يا غبي ! .  
لم اكمل المشروع , حدقت في العلب الفارغة , ليس بإمكاني فعل شيء , رميتها جميعا , لكني لم ايأس لابد ان اصنع لعبة لي , او لأخواني الصغار , ليس في يدي حيلة , الا ان لدي الكثير من الغراء , خطرت في بالي فكرة , ان اصنع دبابة , من اغلفة الخراطيش الفارغة , فقد كان هناك الكثير منها في بيت خالي , كانت الحرب العراقية – الايرانية مستعرة , وكان خالي مولعا بجمع اغلفة الخراطيش , استعرت منه كمية كبيرة متساوية في الحجم , عدا واحدة كبيرة .. وطويلة , شرعت الصق بعضها ببعض , حتى اكتمل بناء الدبابة , بعد ان ثبت الخرطوشة الاكبر في مقدمتها , طرفها المفتوح الى الاعلى , والطرف المغلق احكمت الصاقه في هيكلها , حتى بدا كمدفعها .  
صدقوني ! , دفعت لي روسيا مليون دولار مقابل ان ابيعهم تلك الدبابة , لم ابعها , لعلمي ان ابي وامي سيأخذون المال , والروس يأخذون الدبابة , عندها لا يبقى لي شيء ! .
ذات ليلة , قررت ان استعيض عن صفائح المشروبات الغازية بالورق , فلا زالت تلك الفكرة تطاردني , تراودني , تغازل ذهني , صنعت فيلا , ثم خلدت الى النوم بعد يوم شاق , في الصباح , لم اجد الدبابة , لكني وجدت الفيل ! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/08



كتابة تعليق لموضوع : دبابة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net