صفحة الكاتب : علي حسين كبايسي

داعش و استنساخ الموروث الفاسد
علي حسين كبايسي

 نقبل أن لكل فعل رد فعل ، ومنه هل إعدام الريشاوي رد فعل حضاري يخضع لمنطق الدولة ؟!!، المرأة أسيرة والقضاء أسقط عنها حكم الإعدام ، إذن إعدامها كان ردة فعل يخضع لعرف قبلي بعيد عن مفهوم الدولة ، ونتساءل هل مقولة ابن خلدون " العرب أبعد الناس عن السياسة و الملك " مسلمة ثابتة عبر العصور و الأزمان ؟! .
عرف العالم منذ القدم مفهوم الجمهورية والديمقراطية وواكبها عبر حركة الصيرورة التاريخية التي أثمرت الديمقراطية في حلتها المعاصرة ، فلا رئيس يخلد على كرسيه ، و لا سلطات مجتمعة في قبضته ، وحتى اقتصاد الريع طواه الزمان ، و لا معنى للاقتصاد في الدول المتقدمة دون التفاعل بين الإنتاج و أدوات الإنتاج ، ونحن نحن دار لقمان على حالها أنظمة مستبدة تستحوذ على الريع على حساب شقاء الناس وآلامهم ، وعقل يحكمه موروث فاسد .
إن داعش تستنسخ الموروث الديني الذي صنعته الأنظمة المستبدة والذي رسمت معالمه " رزية الخميس " في إعلانها الشهير " الرسول ( ص ) يهجر " ، فحرق الأسير الأردني شرعيته لدى داعش تعود إلى حرق الخليفة الأول الفجاءة السلمي ، قطع الرؤوس وسبي نساء الضحايا مرجعيته قطع خالد بن الوليد لرأس مالك بن نويرة وجعل رأسه ورؤوس أصحابه أثافي للقدور، ودخوله على زوجته في ليلتها حتى لا تعطل نظرية فرويد في النفس البشرية، والحادثة تعطي حكما شرعيا آخر هو أن مانع الزكاة مرتد وجزاؤه جزاء مالك بن نويرة ، ولذا كل من يعصي أو يخالف خليفة داعش مرتد ، فتبدأ حروب الردة !!.
يحكي الموروث ودون خجل : "وخطب خالد بن عبد الله القسري - يوم الأضحى- بالبصرة فقال في آخر خطبته : انصرفوا إلى منازلكم وضحوا - بارك الله لكم في ضحاياكم - فإني مضحٍ اليوم بالجعد بن درهم ؛ فإنه يقول : لم يتخذ الله إبراهيم خليلا ، ولم يكلم موسى تكليما سبحانه وتعالى عما يقول الجعد علوا كبيرًا، ونزل عن المنبر فذبحه بيده وأمر بصلبه  ".
كل من يخالف الموروث السلطوي فهو في حكم الخروف و التضحية به أمر اعتيادي ، فلا غرابة أن تحي داعش سنة تقديم القرابين من جماجم البشر! .
 قائمة ضحايا الموروث الفاسد الذي يُقدم للبشرية على أنه الدين المحمدي لا تحصى ولا تعد ولكن نختتمها بغيلان الدمشقي الذي راح ضحية المسرحية الهزلية التي نسجها الأوزاعي حتى تعطي المبرر الواهي لهشام بن عبد الملك  لتقطيع جسده إلى
أشلاء وهو حي ، فلا عجب أن تكرر داعش هذه المشاهد وتوثقها بالتصوير فالمرجعية الشرعية حاضرة ، وما هذه الأعمال
إلا قربة لله تعالى !!! .
         
إن سدنة الموروث الفاسد لا يجدون ملجأً سوى إنكار هذه الحوادث - رغم أنها موثقة في مصادرهم  -، أو اتهام الضحايا بالعقيدة الفاسدة ، وهنا نطرح الإشكال التالي :  ابن تيميه يقول في الأشاعرة أنهم مخانيث المعتزلة ، إذن عقيدتهم فاسدة ، ومنه قتلهم واجب شرعي !!! .  
لقد لعب الموروث الفاسد في صناعة عقل همجي رجعي يجمع كل المتناقضات التي تسمح له بإعطاء كل التبريرات لقمع و إبادة الآخر فكريا و جسديا ، وسفليته تجعله متعطش للدماء ، و لإشباع الشهوات تحت غطاء الشرعية الدينية .


 



 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين كبايسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/06



كتابة تعليق لموضوع : داعش و استنساخ الموروث الفاسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net