صفحة الكاتب : نزار حيدر

تَعزِيَةٌ مَعَ وَقْفِ التَّنْفيذِ
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   حاولتُ أن أنسى او أتناسى، على الأقل، لأبعثَ لَكَ تَعزيتي، أيّها الشّعبُ الأردني (الشقيق) ولكنّني، بصراحة، لم أتمكّن، فلقَد غلب عقلي هوايَ وارادتي عاطفتي.
   فبلحظةٍ خاطفةٍ مرّت امامي كلّ مواقفك الدنيئة، ملكاً وحكومةً وشعباً، من شعبنا العراقي الصابر المؤمن المجاهد ومعاناته مع الجلّاد القاتل الطاغية الذليل صدام حسين والذي لازلتَ تصرُّ على نعتِه بكل صفات البطولة وتقلّده وسام الشّهادة، كلّما مرّت ذكرى إعدامه على يد العراقيين بعد ان أخرجوه من بالوعةٍ وسط الصحراء أشعث أغبر مبعثر اللحية قذر الشّكل والمنظر، فتذكرت قول الله تعالى الذي قهر عباده بالموت والفناء {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ* ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ* ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ* إِنَّ هَٰذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ} فمشكلتُك انّك لم تتعلّم، مشبعٌ بالغلّ وروح الانتقام فبعد (١٢) عاماً من سقوط الصّنم في بغداد لازلت تحنّ اليه رمزاً معبوداً وقائداً ضرورةً.
   لستُ من عادتي الشّماتة ابداً، وانّما هِيَ الدّنيا التي تدور وتدور وتدور من دونِ توقّف.
   استحلفكَ بالله، هل رفَّ لك جفنٌ مرة وانت تشاهد جرائم الطاغية المقبور ضد النساء والأطفال؟ هل ذَرفت لكَ عينٌ دمعةً وانت ترى صراخ الأمهات عند عظام ابنائهم وبناتهم بعد الكشف عن المقابر الجماعّية؟ هل استرجعت مرّة وانت تطالع أفلام حلبجة مثلاً او الانفال او ما أشبه؟ ام كُنتَ في كلّ مرة تهتف (بالرّوح بالدّم)؟!.
   هل استنكرتَ مرّة جريمةَ الارهابيين وانت تُتابع صورة طفلٍ صغيرٍ يحمله مواطن من بين الانقاض وقد تفحّمت جثّته البريئة جرّاء انفجارٍ وسط الزّحام؟.
   لستُ انا الذي خَلَقَ الكونَ لأأمُرَ بايقاف دورة الفلك، انّما هي سُنّة الله في عباده، فكما ان للفيزياء قوانين وللكيمياء وللأرض ولكل شيء خلقه الله تعالى فقال عنه {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} كذلك فانّ للإنسان وللمجتمع قوانين يخطئ من يظنّ انّه قادرٌ على كسرها وتحطيمها فتلك {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}.
   ظننتَ انّكَ اذا أرسلت الجراثيم الى العراق فستأمن شرّها، ذلك خطأ.
   ظننتَ انَكَ اذا نظّرتَ وتفَلسَفتَ لدعم الارهاب في العراق فلن يطالكَ بنيرانِهِ، وها هي تُلامسُ ذيلكَ وغداً قد تلتهمُ دارَكَ، لا ادري!.
   هلْ ذكّرتكَ صدمتُكَ هذه بسنن الله تعالى أم لازلتَ مُعانداً وغافلاً؟.
   اذا انتبهتَ لحالكَ وقرّرتَ ان تُعيدَ النّظر في موقفك من العراق الجديد، فسأحاولُ ان اقفزَ على جراحاتي وآلامي فابعثَ تعزيتي الحارة، ولكن ليس قبل انْ؛
   الف؛ تُعلنُ تأييدك للعراق الجديد فتُسكِتُ كلّ الاقلام المأجورة التي لازالت تتطاول علينا في إعلامك الوطني وغير الوطني.
   باء؛ تتبرأَ من الطّاغية الذليل صدام حسين وأيتامه وكل من ينتمي الى الحقبة السّوداء التي حكم فيها العراق بالحديد والنار، فلا تستضيف مؤتمراً لهم ولا تستقبل او تؤيّد أحداً منهم بأيّ شكلٍ من الأشكال.
   جيم؛ ان تعترفَ بان الذي يجري في العراق هو حربٌ على الارهابِ بكلّ معنى الكلمة، فلم تعُد تبرّر لهم جرائمهم فتصفّق او تسكُت عن حزّ الرّقاب وتفجير السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، وتدمير التّاريخ والحضارة والمدنيّة والتّراث.
   دال؛ ان تُخرِسَ أئمّة المساجد والجمعة من الذين لازالوا يصرخون بدعواتهم الكئيبة لتدمير الشعب العراقي.
   لقد أحرقوه اليوم بفتاوى هُبلِكم، وبثقافته التكفيريّة التي تنشر الكراهيّة والحقد والشحناء والضّغينة، فهل ستبادر فوراً الى كنس عقلك وتنظيفهِ من هذه الأوساخ القذِرة التي دمّرت الامة وشوّهت صورة الدين الحنيف؟ بعد ان قرّر الارهابيون استحضار كلّ جرائم التاريخ (الاسلامي) بذريعة الخلافة؟!.
   ٣ شباط ٢٠١٥ 
                      للتواصل:
E-mail: nhaidar@hotmail. com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/04



كتابة تعليق لموضوع : تَعزِيَةٌ مَعَ وَقْفِ التَّنْفيذِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net