صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

الراعي من وجهة نظر إجتماعية
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   الراعي لغةً يعني: كُلُّ من وُلِّي أمرًا بالحفظ والسِّياسة، كالمَلِك والأمير والحاكِم، جاء في الحديث: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ وأما إصطلاحاً فالراعي يعني: من يحفظ الماشية ويرعاها.

   الرعي، ليست مهنة سهلة أبداً، فالشخص الذي يمتهن هذه المهنة، يجب أن يتحلى بصفات معينة، وأن يمتلك مهارات جيدة، تمكنه من آداء مهمته على أحسن وجه، فالراعي يعرف أن الرعية مسؤوليته، وذمةٌ في عنقه، فرضها واقع المنفعة المتبادلة بينهما، فهو يقوم بتوفير جميع متطلبات الراحة والأمان للرعية، وبالتالي فهو يستخدم كافة الوسائل التي تمكنهُ من ذلك، وهو يعرف أيضاً، لولا ما يحصل عليه من منتوجات الرعية، لما إستطاع أن يفي بإستلزاماته وإلتزاماته تجاه متطلبات الحياة.

   يعيش الراعي حياته مع الرعية، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وهو يعرف عنهم أكثر مما يعرفون هم عن أنفسهم، ولذلك فهو أدرى بمصلحتهم منهم، فيعمل للحفاظ على المصلحة العامة، وتقديمها على المصلحة الخاصة، وإن أقتضت الضرورة بالتضحية من أجل ذلك.

   كانت المجتمعات تنظر إلى الحاكم بأنهُ الراعي وأن الشعب رعية، وأن عليه رعايتهم وعليهم طاعته، ولم يكن هنالك دستور يقيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وإنما يضع الحاكم دستوراً، هو يراه مناسباً لأدارة شؤون دولته، وكذلك يحق له إجراء التعديلات عليه متى ما شاء وكيفما شاء، فهو ظل الله في الأرض! وكما قال الشاعر لأحد الحكام:

ما قُلتَ أنتَ لا ما قالت الأقدارُ,,,,,,,,,,,,,إحكمْ فأنتَ الواحدُ القهارُ

   حاول الأنبياء والمصلحون الأجتماعيون، وضع دساتير تكون حاكمة على الحاكم، ويكون الشعب شريكاً فعلياً في الحكم، ومراقباً لآداء الحاكم وحكومته، ولا فضل للحاكم على المحكوم، بل إن الحاكم ليس سوى موظف لدى الشعب، وهو خاضع لأحكام الدستور كسائر أبناء الشعب.

   من هنا بدأ الفهم السياسي بقفزة هائلة، فبعد مفهموم الراعي والرعية، الذي تطور الى مفهوم المالك والمملوك، والذي بدوره تطور إلى مفهوم الحاكم والمحكوم، وبعد الفهم الحاصل لدى الشعوب، ونضالها من أجل حريتها كشعوب وحرية الإنسان كفرد، تمت العودة الآن إلى المفهوم الأول(الراعي والرعية)، ولكن بشكل مختلف عن سابقه، وهو تكوين دولة مؤسسات، تسير وفق قوانين واضحة لدى الجميع، تحفظ الحقوق للجميع، بعيداً عن كل ما من شأنه التفرقة والتمييز بين أبناء الجنس الإنساني.

بقي شئ...

كما وعى الآخر هذا، أتمنى من ساستنا أن يعوا معنى الراعي والرعية ويطبقوه في التعامل مع الشعب العربي، واتمنى من الشعب العربي، أن يتعلم كيف يطالب بحقوقه، وكيف يعمل للوصول إليها، ولا بأس من الإستفادة من عمل الآخر.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/03



كتابة تعليق لموضوع : الراعي من وجهة نظر إجتماعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net