الحشد الشعبي وسهام الحاقدين
سامي رمزي

"الحشد الشعبي ليس له غطاء قانوني وهو اشبه بالبدعة ونحن لسنا بحاجة اليه في تحرير محافظة نينوى من تنظيم "داعش"" ، هذا الكلام هو للنائبة عن محافظة نينوى محاسن حمدون ، وهو كلام جاء في اطار التوجه العام للعديد من نواب محافظة نينوى والمناطق الغربية من العراق ، التي تحتلها "داعش" منذ اوائل حزيران / يونيو 2014 وحتى قبل هذا التاريخ.

محاسن هذه ، لن ترفض دخول قوات الحشد الشعبي الى المناطق التي تغتصبها "داعش" في العراق ، والتي تعيش فيها عائلتها واقاربها وعشيرتها ، فحسب ، بل دعت الى الغاء الحشد الشعبي من اساسه.

هناك نقطتان لا نريد ان نتطرق اليها ، الاولى الخلفية السياسية والفكرية والعقيدية لمحاسن ، والثانية سبب كرهها وحقدها لشباب بلادها الذين تركوا اسرهم وامهاتهم واباءهم وزوجاتهم ومدارسهم وجامعاتهم ومعاملهم وحقولهم ، ليدفعوا عن حرائر العراق ومن بينهم محاسن ، شر القوى الظلامية من "الداعشيين" واذنابهم من البعثيين الصداميين ، لاننا سيكون لنا كلام طويل وطويل جدا معها ، الا اننا سنكون اكثر موضوعية من محاسن وسنتعامل معها من باب انظر ما قيل ولاتنظر الى من قال.

اولا على محاسن ان تعرف اولا ما هي المكانة التي تتبوأها المرجعية الدينية في الحياة العامة للعراقيين وخاصة الشيعة في العراق وخارج العراق؟، وعليها ان تجمع معلومات حول ماذا تعني الفتوى في الفقة الاسلامي والفقة الشيعي على وجه الخصوص؟، وعليها ان تتصفح التاريخ العراقي المعاصر ، على الاقل ، لتقف على دور مراجع التقليد ، في الحفاظ على الدين والوطن ؟ ، واذا لم يكن لمحاسن القدرة على فهم هذه القضايا البديهية ، يكفي ان تنظر ، الى سحر الكلمات المعدودة التي قالها الرجل الرباني سماحة السيد علي السيستاني ، على العراقيين ، والتي قلبت الطاولة على "داعش" وعلى من سول ل"داعش" وتواطىء معها ومكنها من رقاب اهل الموصل والمناطق الغربية من العراق ، وكيف انقذت هذه الكلمات ، بغداد والمدن المقدسة ، وكسرت شوكة "داعش" والبعثيين الصداميين والطائفيين الحاقدين ، في الوقت الذي عجزت كل القوات المسلحة والشرطة والعشائر وابناء المناطق التي غزتها "داعش" ومن بينها الموصل من وقف "داعش".

على محاسن ان تجد من يعرف لها منزلة الفقهاء والمراجع العظام ، ودور الفتاوى التاريخية لكبار مراجع الدين عبر التاريخ ، لتتجنب اطلاق صفة "البدعة" على الفتاوى ، لا لكونها تنتقص من منزلة المراجع ، فهذه المنزلة ، لا محاسن وملايين من امثالها يمكن ان تمسها بسوء ، بل رفقا بها لانها ستكون في هذه الحالة اما جاهلة لاتفقه  ما تقول ، واما طائفية حاقدة لم تستطع تخفي حقدها ، وكلا الحالتين لا تحسد عليها محاسن.

بدورنا نسأل محاسن ، ما الذي يمنع اهالي الموصل ان يحرروا مدينتهم ، كما حرر اهالي امرلي وجرف الصخر والسعدية والمقدادية وجلولاء مدنهم وطهروها من دنس " الدواعش" دون ان ينتظروا مساعدة من الامريكيين ، ولم يرسلوا الوفود الى واشنطن لتتدخل وتمدهم بالسلاح والعتاد ، ولم يخونوا اخوانهم ولم يلقوا اللوم على الجميع بما اصابهم ؟، اليس كبار الضباط في العراق ومنذ عقود هم من اهل الموصل ؟، اليس زعيم "الدواعش" خطب في اكبر جامع في الموصل؟، الم تباع حرائر العراق في اسواق النخاسة في الموصل ؟، الم تنتهك اعراض الناس وتقطع رؤوس الكثير من اهالي الموصل على يد "الدواعش"؟، الم يدمر "الدواعش" تاريخ وتراث وحضارة الموصل ؟، الم يعيد "الدواعش" الموصل واهلها الى اكثر من الف عام الى الوراء؟، ترى كيف يمكن تتحمل محاسن كل هذه الكوارث والبلايا التي نزلت على اهلها ومدينتها التي يعيث فيها الشيشانيون والافغان والاتراك وباقي الافاقين فسادا ، بينما ترفض وبشكل غريب ان يدخل ابناء وطنها مدينتهم لتحريرها من هؤلاء الظلاميين الغرباء؟. الا يعكس هذا الموقف ان محاسن لا ترى في "الدواعش" واذنابهم من الصداميين غرباء عن مدينتها ؟، الا يكشف موقفها انها تتمنى  اطالة فترة احتلال مدينتها لاسباب لم تعد مجهولة؟.

للاسف الشديد ان محاسن تعتبر مثالا سيئا للنواب الذين تسللوا الى مجلس النواب ، بينما هم لا يمثلون الا انفسهم والجهات المشبوهة التي تقف وراءهم وتوجههم ، فالحق ان محاسن وامثالها من النواب هم "البدع" ، التي تخرج عن كل ما هو مألوف ، فالنائب العراقي الذي لا يعلم ان الفتوى التاريخية للسيد السيستاني ، والتي تمخض عنها الحشد الشعبي ، ليس فقط قانونا بل هي فوق القانون ، بينما محاسن ترفضه لانه ، وفق ثقافتها ، ليس له غطاء قانوني!!.

بقلم:سامي رمزي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي رمزي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/02



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي وسهام الحاقدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net