صفحة الكاتب : افراح شوقي

وزارة الثقافة تتنفس..
افراح شوقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في خطوة جديدة، وبعد أعوام من انزوائها خلف أسلاك شائكة قاسية ، وجدران كونكريتية صماء حجبت صورتها   أكثر من عشر سنوات   برغم كل المعارضين، كشفت  وزارة الثقافة العراقية  قبل يومين  بعضا من جمال وجهها إمام جمهورها ، في خطوة مهمة  بادر بها  وزيرها فرياد رواندزي بإزالة تلك الأسلاك ومعها  الحواجز الإسفلتية  التي تغلق شارعها  المؤدي لمبناها في شارع حيفا ، وتحيط بسورها، كأنها ثكنة العسكرية بمظهرها الخارجي.
انفتاح  وجه الوزارة  اخيراً لاقى  ترحيباً كبيراً من موظفيها وكل زوارها خاصة مع حملة النظافة التي رافقتها ، كونه يعكس رسائل مهمة، اولها ان تلك الحواجز التي جثمت على نفوس العراقيين لم تثمر عن ايقاف صد الهجمات الارهابية، الا على نحو محدود،  وان الارهابين كانوا يبتكرون دائما  المنافذ الجديدة لتنفيذ خطط تخريبهم وحقدهم، كما ان وزارة مثل وزارة الثقافة لاتحمل في معانيها ودورها  الا احتضان المشاريع الفنية والثقافية واعمال المثقفين ومعارضهم ومهرجاناتهم وتجماعاتهم التي تعكس اللون الاجمل في الحياة العراقية، يجب ان تفرد لها كل الطرق وتفتح امامها الابواب لتكون الحاضنة الام التي تحنو على ابنائها بدون حواجز او مصدات.
ولعلي اذكر كلمة قالها رواندزي خلال حفل تسلمه مهام الوزارة قبل اشهر، بأن اولى مهام عمله ان يفتح ابوابه امام الجميع  وان يكون مكتبه هو  الاقرب لكل المثفقين ولن تغلق ابوابه بطقوس رسمية اعتاد عليها وزراء ومدراء اليوم، وجائت النتائج مرضية حتى الان.
وفي نظرة سريعة، الى ماخلفته تلك الحواجز التي كانت لفترة طويلة هي الحل الاول لاي تهديد ارهابي في اي مؤسسة حكومية او مقر رسمي خاصة بعد احداث العنف المسلح التي اجتاحت البلاد  في اعوام(2005-2009)، نجد ان الرفض النفسي والمجتمعي   كان مصاحباً لوجودها على الدوام ، علاوة على ماتخلفه من تشويه للمنظر الخارجي لمعالم بغداد ورتابتها والاكثر من ذلك اثارتها المخاوف المستمرة من تغلل الارهاب في البلاد وتفوقه  على اليد الضاربة في الدولة، حتى صار وجودها المؤقت لزمن طال اكثر مما يجب ورفعها احد  اهم معالم الانفراج الامني الذي ننشد له ..  فالامن لاتصنعه صخرة صماء بقدر ماتصنعه خطط امنية محكمة ومدروسة وسيطرة على مداخل ومخارج المدن ومعلومات استخباراتية تلاحق منبع الارهاب قبل انطلاقه للشارع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افراح شوقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/01



كتابة تعليق لموضوع : وزارة الثقافة تتنفس..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net