صفحة الكاتب : حميد الحريزي

هل سيفعـــــــــــــــــلها المسئولون العراقيون؟؟؟
حميد الحريزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بدون أية إثارة للضجيج  والاستغراق في الخطب الرنانة المصحوبة  برسم إشارات وعلامات سحرية بمختلف الأشكال والألوان، مع بريق ((المحابس))  في اكف مسئولينا ، أقول  بدون كل هذا الوصف  ونتيجة ما حل ببلاده من كارثة طبيعية ونكرر  كارثة طبيعية لا يمكن ان يقف بوجهها  أقوى جبار على الأرض ... ظهر رئيس وزراء اليابان ((تاتو كان)) ليعلن  انه سيتخلى عن استلام راتبه الشهري كرئيس وزراء لحين تسوية  الوضع في محطة ((توكو شيما)) النووية التي أصيبت بأضرار بالغة نتيجة الكارثة الزلزالية الغير مسبوقة ، وتسرب الإشعاعات النووية منها...... بمعنى ان الرجل حمل نفسه جزءا هاما من المسئولية  في ما حدث وحمل نفسه مسئولية اكبر في ضرورة بل واجب إصلاح ما حدث ... وهو بذلك لا يستحق راتبا شهريا لازالت هذه المشكلة لم تحل؟؟؟؟؟!!!!!!
في مقارنة بسيطة بين  زعماء  حكوماتنا  وهذا الرئيس الياباني ماذا يمكننا ان نقول  وماذا يتوجب  ان يفعله رؤساء وزرائنا ورؤساءهم في العراق خصوصا وفي الوطن العربي عموما.... يُحَمِل الياباني  نفسه ما لم يكن  له ذنب فيها الا ان يكون الاهاً... في حين  تشهد بلداننا  عشرات الكوارث من قتل وسلب ونهب وسرقة للأموال وإزهاق الأرواح ... طبعا ان المسئول الأول عن عدم حدوث مثل هذه المآسي والكوارث تقع على السلطة التنفيذية في الدولة وخصوصا رئيس الوزراء والوزراء ونوابهم والمديرين العامين والمحافظين ونوابهم ......الخ.
ففي الوقت الذي أصبحت هذه المآسي من الأحداث اليومية المعتادة  في حياة العراقيين  بين مد وجزر كموجات مد وجزر بحر اليابان ... ولكنه ليس من صنع قوة خارقة ولكنه من صنع فساد وعدم كفاءة   وجهل  ولا إنسانية أجهزة الدولة التنفيذية ومصنعيها من قبل القوى والأحزاب والحركات السياسية المهيمنة على مقاليد السلطة في العراق وفق مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية او ما سمي بمبدأ المشاركة والتوافق  الناتجة من فوضى الديمقراطية وموجات  الانتخابات العرقية والطائفية التي ركبها أكثر الناس جهلا وأنانية وتعصبا، في حين ترفع عنها  أكثر الناس  قدرة وكفاءة وحبا للناس وللوطن...
نقول رغم كل هذا الكوارث الناجمة عن الفشل والجهل وشلل وكسل ان لم يكن تعمد  هذه الرؤوس المسئولة عن كل ما يجري، تردي  متزايد في الخدمات ، بطالة  مفزعة ، شلل الزراعة والصناعة، فضائح فساد تزكم الأنوف وعلى أعلى المستويات.... يعمل مسئوليينا وبرلمانيينا الموقرين على سن القوانين والتشريعات  لزيادة رواتبهم ومخصصاتهم ومنحهم وميزاتهم حيث تذهب اغلب موارد البلد الى جيوبهم... لم نسمع ولم نقرأ ان  برلمانيا او رئيساً للوزراء او وزيرا او مديرا عاما او وكيل وزارة  ومن كل الأطياف السياسية يمينية  او يسارية قد تنازل عن  جزء او كل راتبه من اجل  تسوية أوضاع البلد وحل أزماته .. او بعضا منها.. لا بل وصل عدد وزرائنا الى رقم  لا مثيل له في كل العالم.. وحكومتنا لم تزل تعاني من النقص في  العدد والقيم فاستحقت  تسميتها بالحكومة الناقصة بكل المعاني...... رغم ان الشعب قد نزل للشارع  مطالبا بمحاربة الفساد  ومحاكمة المفسدين وعزلهم والموزورين ولكن لا مجيب  لا بل اتهموا بالبعثية او الإرهاب او  حملة أجندات خارجية؟؟؟!!!
يبدو إنهم وجدوا حلا لحَرفِ وأبعادِ سهام هذه الاحتجاجات عن المطالب  بالنزاهة والكفاءة .. الآن عمت ظاهرة الكواتم .. وعادت  من جديد السيارات المفخخة والتفجيرات في طول وعرض البلاد.............
لا اعرف بمن يقتدي حكامنا في طريقة الحكم والسلوك؟؟؟
هل بالخلفاء الراشدين وكل الرموز المسلمة؟؟؟ فهم  ابعد ما يكونوا  عن هذه التجربة مجسدة بإعلامها  اللذين كانوا ويظلوا نماذجا تثري العالم بإخلاصها وعدلها وصدقها وتضحيتها.
هل يقتدون بأنظمة الحكم في العالم الرأسمالي في الغرب؟؟؟ الواقع يقول بأنهم من التلاميذ الفاشلين في هذه المدرسة العالمية بكل  صفاتها ومواصفاتها.............
هل يقتدون بأنظمة الحكم الشمولية ؟؟؟؟  الواقع يقول إنهم لم يقتدوا الا بأكثر نماذجها جهلا ودموية  واستئثارا بالسلطة والمال؟؟؟؟
البلاد  تتدهور  من سيء الى أسوء وهم  يتناطحون  فيما بينهم ووسط معاركهم ونطاحهم تذهب  الضحايا وتحوم المنايا على رؤوس الأبرياء من الناس من مختلف الشرائح الاجتماعية وخصوصا الفقراء منهم!!!!
نتمنى  صادقين أن  نذكر لحكامنا ((الديمقراطيين)) ولو حسنة واحدة  كي ننسى  ما تختزنه ذاكرتنا من حسنات حكامنا الشموليين  والديكتاتورين !!!
نريد حكاما يترحم عليهم العراقي لأنهم وفروا له عملا شريفا ، لأنهم علموا أبناءه في مدارس لائقة، لأنهم لم يسلطوا عليه  مخابراتهم ورجال أمنهم ومخبريهم السريين،  لأنهم وفروا له سكنا لائقا ، لأنهم أعطوه حقه او بعض حقه في ثرواته الطائلة، لأنهم لم يسرقوه ، لأنهم  رعوا الزرع  والضرع، لا نهم  لا يبيتون ليلتهم متخمين وهناك طفل عراقي جائع، لا نهم لا يخضعون الا لله وشعبهم......
طلبوا مهلة ((100))يوم  خلالها وبعدها سيلمس الشعب  تطورا في تقديم الخدمات ورسوخا في الأمن والأمان ..هاهي المهلة  على وشك الانتهاء والحكومة لم تكمل تشكيلتها ولم تزل أهم الحقائب الوزارية  بلا حامل ((الدفاع والداخلية والأمن الوطني والمخابرات))، والوضع الأمني  أكثر سوءاً  والفساد يعيش ربيعه الغير مسبوق، زيت فاسد عشرات الآلاف من الشهادات   المزورة في -النية العفو عنهم -،  خشب مصبوغ يدعى شاي ...الخ) ..؟؟؟!!!!
خرجت ملايين الحناجر العراقية المظلومة تطالب بتخفيض رواتب ومخصصات الرئاسات والدرجات الخاصة  دون مجيب  فأين هم من  مثال رئيس وزراء اليابان الذي لم يخلع بدلة العمل منذ الكارثة لحين التاريخ ورفض استلام راتبه الشهري كما ذكرنا .....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الحريزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/14



كتابة تعليق لموضوع : هل سيفعـــــــــــــــــلها المسئولون العراقيون؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net