صفحة الكاتب : سليم أبو محفوظ

أم القرى مستمر...التطور
سليم أبو محفوظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في بلد الله الحرام أم القرى مكة المكرمة حماها الله، بلد الأمن والأمان منبع النور والإيمان، التي تعج بجموع المسلمين القادمين من كافة أقطار الدنيا ،في رحابها طاعة لله عز وجل، تتويجا ً لرحلة الإيمان للديار المقدسة للطواف حول البيت المعمور، الذي رفع قواعده أبو الأنبياء خليل الله وولده الذبيح إسماعيل. الذي نزلت من صلبه سلالة رسولنا الكريم عليه صلوات الله وسلامه،وفي البيت العتيق تتجلى قدرة الله في خلقه، حيث يتساوى البشر وتذوب الفوارق الدنيوية، وتتجسد عدالة السماء في البيت الحرام ،وتذوب الفوارق البشرية في اللون والعرق والجنس والجاه والمنصب الدنيوي.

في لحظات ولا أروع من ذلك وكأن الإنسان يعيش يوم القيامة تتوحد فيه الوقفة أمام الخالق الجبار الذي تقاس الأمور عنده بالتقوى لا بالثروة،إن أكرمكم عند الله أتقاكم. .في مكة بلد كرمها الله وشرفها على سائر الأرضيين، فيها ترى العجب العجاب الحركة البشرية متواصلة ليلها بنهارها ، تهوي أليها الأفئدة كما ذكر في القرآن الكريم ،كما ذكر على لسان الخليل عدو الأصنام ومحطمها، الذي قال وارزقهم من الثمرات. فها هي الثمرات والمواد تتوارد من كل مكان، رزقا ً للعِباد والعُباد في حركة تجارية نشطة لا تكاد تتوقف ، والخدمات بفضل الله متوفرة بوفرة في ذلك الوادي الغير ذي زرع .

الذي تحول من وادٍ قاحل إلى بنايات شاهقات ،وأبراج تلامس السحاب تُطل على بيت الله الحرام خطفت أنظار بعض الركع السجود،من هول زخرفتها وقمة الفنون في تشيدها ، حيث غابت البنايات القديمة واستبدلت بالحداثة العمرانية تمشيا ً مع تطور الحياة المتسارعة ، محافظة على الحضارة القديمة التي أسسها ابو الأنبياء والذين تلوه في التجديد، والمحافظة على الشكل الذي بقي عليه البيت المعمور، الذي يرتبط بالسماء مباشرة ً. وتكون قبلة للمسلمين الموحدين بربوبية الله جلت قدرته الذي جعل من البيت محجا ً للقلوب التي تهوي إليه من كل فج عميق . ولكن المشهد تغير كما هو الوقت تغير، بأجيال بشربة تعاقبت عبر عقود سنوية، تسارعت فيها العلوم الدنيوية بتقنياتها التفننية ، وشملت كل مناحي الحياة ، فأصبح التطور شاملا البشر وحتى الحجر لم يسلم من التطور، بكثرة البنايات الضخمة .

التي علت عن مآذن الحرم السبعة ، حيث أصبحت ضرورة إستثمارية تعمل على مدار عقارب ساعة مكة الأكبر والأضخم عالميا ً، التي تخطف الأنظار الزائرة من بعد، ومن كل جهة تتجه لبكة التي تضم الحرم الذي إنعكس شعاع نوره على العمارات الشواهق التي اختزلت الطرق التي تصل إليها بأنفاق. اخترقت الجبال الصخرية بفنون إنشائية ودقة في التنفيذ ،والتي خففت من الأزمات والإختناقات المرورية ،وخففت من التلوثات المنبعثة من عوادم المركبات وواسطات النقل التي تقل الحجيج والزوار وفي كل الاوقات من السنة . فزائر البيت الفضولي يتساءل ،بعد أن يرى هذه الفنون المعمارية للأبراج المكية ،التي يزداد بهائها وعمرانها باستمرار، وستبقى كذلك بازدياد ما دامت الحياة باقية وهكذا الدنيا ،لا تتوقف عند حد ولا يمنعها سد . ولكن الآثار المكية القديمة للسلف أين ذهبت، وهي آثار مهمة في تاريخ الأمة التي بنت أمجاد السلف، الذي أرسى القواعد وأسس البنيان لدولة الإسلام التي انطلقت من مدينة النور، ووصلت حدود العالم وحتى أبواب الصين .وهنا أتذكر أبوا ب الحرم المكي التي يتساءل عنها البعض، باب السلام وباب النبي عليه السلام، وبا ب الهجرة وباب العمرة باب أجياد ، وأبواب كثيرة لا يسمع بها الزائر والمعتمر وقد لفها طي النسيان، في ذكريات قد تنسى مع طي السنوات الخداعات العجاف زرعا، والخفيفات مطرا ً.


وكذلك حمام مكة الوديع الذي يعتاش من طعامه بعض ضعاف الخلق ومساكينهم ،فحرصا ً علي نظافة الحرم المتميزة أستبعد الحمام الذي كان يطوف مع الطائفيين حول البيت ،ويسبح لرب العالمين كمخلوق لأن كل المخلوقات معنية بالتسبيح بدون استثناء. ويعود فضل الرعاية والعناية الزائدة للحرمين الشريفين لخادمهما عبد الله بن عبد العزيز، أمد الله في عمره وأدام الله عليه نعمة الصحة والعافية ، ليبقى السند القوي بعد الله للمسلمين الضعفاء ،الذين يواجهون ما يواجهون من استهداف عالمي وبلا حدود.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سليم أبو محفوظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/14



كتابة تعليق لموضوع : أم القرى مستمر...التطور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net