صفحة الكاتب : عبد الجبار نوري

الموازنة عبر الغرف المظلمة
عبد الجبار نوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.




 توطئة/ الموازنة هي التخطيط للأستخدام الأمثل للطاقات المادية والبشرية ، وتنمية أكبر قدرة من المواردعن طريق العمل على تخطيطها وأستخدامها لفترة مالية مقبلة ، وتعبير أقتصادي أدق : تعبير رقمي ( كمي وقيمي ) عن الخطة المستعملة لفترة مالية مقبلة ووسيلة للرقابة الفعالة على التنفيذ ، وهي بذلك تحقق هدفين رئيسيين هما التخطيط والتنسيق – والرقابة وتقويم الأداء ، وهي تلبية ضرورية وطنية لأستحقاقات واجبة التنفيذ ومتطلبات بناء البلد ، وتعني من الناحية النظرية أنْ تتضمن كافة معاملات المالية للحكومة أجمالي الأيرادات ، والمبالغ التي يتم أنفاقها ، والديون التي يجب سدادها والألتزامات المالية الجديدة والقديمة التي يجب تحملها ، ولا يمكن الحصول على الصورة الكاملة للموقع المالي للحكومة أذا كانت بعض البرامج أو بعض الجهات أو بعض الألتزامات خارج نطاق الموازنة ، أما الميزانية تعني توضيح المركز المالي للمشروع وحساب فترة سابقة والأرقام فيها أستخدمت فعلاً .
أهمية الموازنة / تمثل برنامج خطة عمل السلطة التنفيذية خلال الفترة المالية ، تموّلْ خطة التنمية الأقتصادية الجهد الأستثماري والجهد الأنفاقي في ألتزامات الحكومة في دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين وأصحاب العقود المؤقتة والدائمة ، دعم الجهد الأستثماري في تنفيذ المشاريع الأستراتيجية للنهوض في تطوير البنى التحتية وخاصة التركيز على مشاريع الماء والكهرباء والمجاري وخدمات الصيانة التي لها علاقة مباشرة بالمواطن ، وتسديد التزامات الحكومة مع المنظمات الأقليمية والدولية ، ويتوقف عليها مصير البلد حاضراً ومستقبلاً .
الموازنة المسكينة / أنها تمرُّ بعسر ولادة ترفض حتى القيصرية ، وأختار الجنين الأنتحار في موازنة 2014 بدل أنْ يقع بأيدي لصوص ومافية تجار البشر ، واليوم ونحن في أول  2015 والموازنة بمسيرة مكوكية بين مجلس النواب ومجلس الوزراء لا تدري متى ترى النور ؟ وأين تستقر ؟ وهي تندب حظها المتعثر التي لم يساويها مع بنكلادش أو جزر القُمُرْ أو غينيا بيساو !!! عندما تتقاذفها ركلات الكتل السياسية وفي عقيدتها " أنّ الموازنة هي غنائم " فتطرح سقوف تعجيزية وعالية من متطلبات فئوية ومناطقية وطائفية والزعل يكون في كافتريا البرلمان أو في أوتيل فور سيزن في عمان ومعها لافتة كُتِبَ عليها " لو ألعب لو أخرب الملعب " ونسيان أنّ العراق محتل ، وأكثر من مليوني عراقي نازح جياع عراة بدون سقف ، وأجتماعات الكتل السياسية وحكومة المقبولية والتوافق خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة للتوافق على تقسيم موروثات العراق المحتضر بالخفاء وبشكلٍ مريب غير مسبوق في جميع برلمانات العالم ، والظاهر أنّ موازنة 2015 أنْ لم تضيع كأختها موازنة 2014 ستتأخر وسيكون دافع الفتورة هو الشعب العراقي المبتلى .
العلاج / 1-قبل كل شيء هناك حكمة أقتصادية تقول : ليس بضخامة الموارد المالية يبنى الأقتصاد المستقر بل وضع الأشخاص الكفوئين في مواقع المسؤولية . 2- لم تكن الحكومة المركزية موفقة في لجوئها إلى التقشف الظالم لأنهُ لم يشمل السراق ولصوص المال العام والرواتب الخيالية الغير مسبوقة في أغنى دول العالم ، والبذخ الترفي في ألأيفادات المصطنعة والمخصصات الخيالية والعلاج  في المانيا ، بل شمول الشعب بالرسوم وبعض الضرائب وآخر خبر تخفيض رواتب عمال العقود .3- أستنساخ التجارب الناهضة والناجحة للدول المتقدمة في هذا المجال . 4- معالجة أقتصادنا الأحادي والأستهلاكي عندما يكون الرقم الأنفاقي 70 % بينما الرقم الأستثماري 30 % وهو مؤشر خطير يستوجب أيجاد وسائل بديلة لأنعاش الأقتصاد . 5- ضرورة أيقاف مسلسل الأغراق الأستيرادي بالتحوّل الحقيقي نحو دعم الأنتاج المحلي . 6- ضرورة تقديم دوائر الدولة كافة الحسابات الختامية للعام 2014 لوضع اليد والكشف عن السرقات. 7- ونقطة نظام للسلطة التشريعية يجب أخذها بنظر الأعتبار وهي :أحتدام الجدل على النفقات التشغيلية وأهمال ونسيان النفقات الأستثمارية بحيث تأتي في آخر ستة أشهرمن السنة . 8- أجراء مناقلات في تخصيص الوزارات لتقليص الأنفاق والعجز المالي من دون أنْ تمس رواتب الموظفين والفئات الفقيرة .9-الضغط على النفقات الغير ضرورية وأستحصال الديون الحكومية وأيجارات العقارات الخاصة بها ورسوم المهنة والأعلان .10- تأجيل تسديد ألأتزامات الحكومة مع المنظمات والهيئات الأقليمية والدولية ، وحسناً فعلت الحكومة حين تقدمت بطلب تأحيل قسط تعويضات الكويت ، ولكنها لم تفعل مع ألتزاماتها مع الجامعة العربية عندما دفعت لها 28 مليون دولار، و700 ألف دولار لدولة فلسطين .11- أعادة النظر بهيكلة الموازنة وتطوير الأجهزة الرقابية لحماية المال العام ، تنويع مصادر الدخل ، وتوسيع الأستثمار وهو البديل ألأول والأمثل لجلب رؤوس الأموال وتوفير فرص العمل . 12- أصدار السندات المالية لأشراك الجمهور المسؤولية الوطنية لدعم الأقتصاد الأحادي المعتمد على النفط .13- تحقيق الأستثمار بشكلٍ واسع وتسهيل عملها وتخليصها من البيروقراطية والروتين كما خطتْ لنفسها كلٌ من الأمارات وماليزيا 14- أصدار أذونات للخزينة وسندات حكومية لسد العجز ، كما يمكن الأقتراض من البنوك المحلية ، ويمكن سحب بعض من حصصها المالية المودعة لدى " صندوق النقد الدولي " . 15- ويتحدثون عن التقشف ! ومن مصدر نيابي اليوم الأربعاء 21 -1 :أنّ نثريات نواب رئيس الوزراء 24 مليار دينار عراقي أي تبلغ نثرية النائب 8 مليار دينار ، بالوقت الذي تحمل الحكومة المواطن مسؤولية العجز المالي من خلال فرض الضرائب والأدخار الوظيفي و" الحل" تقليل نفقات الرئاسات الثلاثة ومؤسسات الدولة تفادياً للعجز الحاصل في الموازنة .
وأخيرا ليعلم قادة القرار أن التأريخ لن يرحم ، وأنّ الموازنة ليست غنائم بل هي أستحقاق الشعب العراقي الذي أختاركم ، وأسألوا أنفسكم أين الحجاج وهتلر وصدام ؟ ولماذا التأريخ يشير بفخر إلى أبي الفقراء عبد الكريم قاسم  ، ومانديلا ، وغاندي ، ولومامبا، ومن المؤسف والمعيب ونحن نترقب بشغف آملين أن يكون اليوم 21 1 2015 مشروع الموازنة على طاولة مجلس النواب يبدو أنهُ غير موجود بغيابٍ مقصود لأحتدامها بصراع المصالح والمغانم ،والظاهر أنّ سيناريو موازنة 2014 تتجدد اليوم .
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الجبار نوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/23



كتابة تعليق لموضوع : الموازنة عبر الغرف المظلمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net