صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

حكومة الأقوياء تغيض الفاشلين
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كنت صغيراً أجلس مع أبي, الذي كان كثيرا ما يستمع للأخبار, من إذاعة لندن وغيرها, سمعت بمصطلحات عدة عن العراق, فهو بلد مهد الحضارات, وأرض السواد, كما وصف بأنه غَنيٌ بالذهب الأسود! الذي عرفت فيما بعد أنه النفط.
 بلغت من العمر خمسة عشر عاماً, سمعت بتأميم شركات النفط, لينتعش الاقتصاد العراقي أيما انتعاش, لكن هناك كلمة كانت ترن في أذني, سمعتها من الإذاعة البريطانية, مفاده لقد أمم العراق شركات النفط الاستثمارية, وسيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً. فعلمت أنهم سينتقمون.
خططوا لاستنزاف الثروة, فافتعلوا الحرب العراقية الايرانية, التي وقفت رغماً عن مخططاته الشيطانية, فأدخلوا العراق بحرب أخرى, مع حصار أجهض الاقتصاد العراقي, فأصبح مُداناً! إلى أن تم إسقاط النظام الصدامي, ليبدأ عصر جديد, حصل الشعب على حرية التعبير, مع التحفظ من قبل بعض الساسة!
توالت الحكومات, ولم ينهض الاقتصاد العراقي, بالرغم من الموازنات الانفجارية, التي لم يشهدها البلد, منذ اكتشاف الذهب الاسود, لعدم تنسم من تليق به المناصب تخطيطا وإدارة! فقد سيطرت على غفلة عقول فاشلة, همها الثراء حتى ولو من السحت الحرام.
نجح ممثلو الشعب باختيار حكومة الأقوياء, من أجل إنقاذ العراق, وبما أن موازنة العراق, قد بنيت على ريع أحادي, فقد تسنم وزارة النفط, رَجُلٌ ذو اختصاص باقتصاد, إضافة لمقبوليته كسياسي داخليا وإقليمياً,
فما الذي قام به وزير النفط؟ يعلم المتابعين جيدا بالأزمات المثارة, بين الإقليم والمركز, فلم يقم بإذابة الجليد بطيئاً, إنما خرق الجليد المتراكم, لينفذ الى لب الأزمة, فعالجها, كطبيب جراح , يستأصل الورم الخبيث من جذوره.
كان الإتفاق بين الحكومة السابقة وحكومة أربيل, يتضمن تصدير 100000 برميل يومياً, مقابل دفع ملياري دينار عراقي الى الإقليم, بينما ضمن الاتفاق الجديد, تصدير150000 ب/ ي, من الإقليم, وليس كما يشاع, أنه من آبار كركوك.
توقف تصدير النفط من كركوك, بسب العمليات الإرهابية لسنين, نخرت الأنبوب الناقل, حيث تم سحب قوات الحماية, لعدم جدوى وجودهم, ليتم الاتفاق مع الوزير الجديد, على ربط آبار كركوك, بخط أنابيب الإقليم, مع وضع عدادات للسيطرة على الانتاج.
وكما يقول السيد الوزير" العراق أكبر من الأزمات, ولن ننحني للأزمات, ولكن سنحني الأزمات, فمن يخدم وطنه, لا مجال له إلا النجاح".
مع التحية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/23



كتابة تعليق لموضوع : حكومة الأقوياء تغيض الفاشلين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net