صفحة الكاتب : قيس المهندس

المرجعية تقود دفة الأمة نحو شاطيء الخلاص
قيس المهندس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


قرونٌ من الزمن مرّت، والأمة تعيش في يُتم، حيث كان الرب تبارك وتعالى، يبعث الأنبياء والرسل الى الخلق، ويخلفهم بالأوصياء والأولياء، لكنما وبعد أن إختتمت النبوة ورحل سيد الرسل الى جوار ربه، وتبعه الأوصياء واحداً تلو الآخر، حتى فقد آخرهم، فجفّت المرابع، ولم يتبق لنا سوى العلماء!

منذ خمسة عشر عاماً خلت، كنت في المرحلة الأولى من دراستي الجامعية، وأنا أراجع محاضراتي كثيراً، بيد أنني لا أفهم شيءً مما أقرأه، وبعد أن تقطعت بي السبل، قررت الذهاب لزيارة المرجع السيستاني، لكي يدعو لي، لعل أحوالي تتبدل! وبالفعل ذهبت هناك، وكانت تلك زيارتي الأولى للمرجع.

في شارع الرسول، المجاور لمرقد الإمام علي عليه السلام، وفي أحد الأزقة الضيقة، الذي يقع فيه \"براني\" السيد المرجع، وقفت مع جمع الزائرين، في طابور طويل، حتى دخلنا الى أحد الغرف، وإذا بالمرجع الذي ما فتئنا نذكر إسمه، ونحدّق في صوره؛ إذا به جالس أمامي بلحمه وعظمه!

كل فرد من الزائرين، ينحني أمام المرجع، ويقبّل يده، حتى حان دوري، فأرتعدت فرائصي، وكأن لساني قد شُل، ولم أنبس ببنت شفه، ففعلت كما فعل الآخرون؛ قبّلت يده الشريفة، ووقفت لأتنحى جانباً، ومن ثم أخرج من الغرفة، بيد أنني فوجئت، بأن سماحة السيد السيستاني بقي ممسكاً بيدي!

كأن الزمان قد توقف، وأنا أحدّق في ذلك الوجه النوراني لسماحة السيد، فقد إلتفت إليّ وقال مبتسماً: \"الموفقية والنجاح إن شاء الله\" عندها أزداد ذهولي، وأخذت أتسائل: كيف علم المرجع، بأنني جئته من أجل أن يدعو لي؟! وهكذا مرت الأيام، وشعرت بأن ذهني قد تفتح من جديد، وفي كل فصلٍ دراسي، أكون من الأوائل، ببركة دعاء المرجع!

منذ 1200 عام، والمرجعية الدينية، تقود دفة الأمة نحو شاطيء الخلاص، ومهما مرت بالمرجعية من ظروف عصيبة؛ وما نزل بها من أصناف البلاء؛ بيد أنها بقيت شمّاء كالطود الشامخ، لا تهزّها رياح الظلم والجور والظلام، مستوثقة بالقيم الأخلاقية والعقائدية، التي سنّها الدستور الإلهي، وجسدها الأنبياء، وورثها العلماء.

في العقد الأخير من تأريخ العراق، وما مر به من تقلبات سياسية وأمنية؛ كان للمرجعية الدور الأبرز، في حلحلة القضايا المتعلقة بها، بمواقفٍ إتسمت بالحكمة والموضوعية، منذ سقوط النظام البائد، وتشكيل الحكومة الإنتقالية، وكتابة الدستور، مروراً بالتغيير الأخير عام 2014، وآخر تلك المواقف الحكيمة؛ فتوى الجهاد الكفائي!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس المهندس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/20



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية تقود دفة الأمة نحو شاطيء الخلاص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net