صفحة الكاتب : احمد علي الشمر

متى يتخلص الإعلام العربي..من عقد سجالات التجييش والتحريض..؟ ( 1 )
احمد علي الشمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لآداء دوره الحقيقي والإنطلاق نحوحرفية العمل المهني البناء..؟
                                             ( 1-4 )
  هذه هي الحلقة الأولى للبحث حول هذا الموضوع الإعلامي الهام، الذى   يعتبرمن موضوعات الساعة التى ينشغل بأحداثها العالم اليوم، أتناول خلاله جزءا خاصا وهاما، مما يتعلق بالتداعيات الإعلامية العربية، بما يشيرإليه العنوان أبدأه بهذه الحلقة، فيما أستكمل حلقاته الأربع القادمة تباعا.
 وبداية أشيرإلى أنه حتى يبدأ الإعلام العربي بآداء دوره الحقيقي والإنطلاق نحوحرفية العمل المهني البناء، بعيدا عن تغييب القضايا الرئيسية الهامة التى يضطلع بها، عوضا عن إنغماسه فى سجالات التجييش والتحريض والتصادمات، واعتماد الوسائل الدعائية فى أسلوب التعاطي الإعلامي الموجه، بتلك الوسائل والممارسات البدائية التسطيحية، أقول بعيدا عن ذلك هل يعمل القائمون على هذه المنظومة بالتخلص من هذه العقد والممارسات، حتى يؤدي الإعلام رسالته على أكمل وجه، ويصل لمرحلة العمل الإعلامي المهني البناء، بأصوله الفنية وقواعده العلمية الصحيحة..؟
 فإذن دعونا أعزائي نتعرف على حقيقة بعض جوانب التداعيات، حول مايرجح عن أسباب إلتصاق الإعلام العربي بالكوارث والمصائب التى حلت وتحل بأمتنا العربية والإسلامية وغياب الدوره الحقيقي للإعلام فى مجالات التنمية وقضايا الأمة بشكل عام..؟
 وأبدأ الموضوع فى هذه الحلقة بتسليط الضوء على بعض الحقائق والأسباب التى أدت وتؤدي إلى إلتصاق المنظومة المحركة لهذا الإعلام وتداعياته فى أسباب،  الكوارث والأحداث الدموية، ونتعرف من خلال ذلك أيضا على جوانب هذا التردي المصبوغ دوما بهذه الأحداث التى تصاب بها أمتنا العربية، كما نتعرف على مكمن الدوافع ونشخص الأسباب التى تصطنع أوتختلق من خلالها الأزمات والتوترات والأحداث، والدورالسلبي الذى يلعبه الإعلام فى قضايا الأحداث فى المنطقة العربية، والتى ما أن تتخلص من قضية ومشكلة، حتى نجدها وهي تغوص وتنزلق فى أتون قضايا ومشاكل أخرى، أشد عنفا وأعمق فتكا وضراوة فى قساوتها وأضرارها وأخطارها البليغة، بل وأمروأدهى من كل سابقاتها، ومن المفارقات الساخرة، هوأننا نجد فى هذا التكرارأن الإعلام لابد له وأن يكون حاضرا بدوره فى إشعال هذه الأحداث..؟!
  ولاشك أيضا بأن للجماعات المتشددة المتطرفة التى برزت على السطح خلال العقدين الأخيرين، بمختلف أيدلوجياتها ونهجها وتوجهاتها المتباينة، وبما تبلورخلالها من أحداث دامية فرضتها على الساحتين العربية والإسلامية تحديدا، لاشك بأن لها نصيب فى نشأة هذه الأحداث، باعتبارها أحد أهم هذه المعضلات لظهوهذه التوترات الخطيرة، كما أنها كذلك من بين جوانب الإفرازات والمسوغات الرئيسية الهامة لنشأة واختلاق وتتابع بؤرومنابع التوترات والأزمات التى تشهدها الأمة، ولكن فى إعتقادي أنها ليست هي الأسباب الرئيسية الكلية لبروزواشتعال هذه الأحداث وتصاعد أغلب قضايا هذه الأزمات والتوترات التى تعيشها المجتمعات العربية والإسلامية، وإن كانت من العوامل الهامة والخطيرة التى لايستهان بها فى تقويض محيط الإستقرارفى عالمنا العربي والإسلامي كما ذكرت..! 
 فى تقديري المتواضع، أن نهج وتوجهات السياسة الإعلامية العربية التى تتبعها منظومة الإعلام العربي حتى اليوم، هى الأسباب المسؤلة والكامنة وراء كل هذه التداعيات التى تشهدها الساحة العربية والإسلامية، والتى مهدت السبل لظهور   وبروزمعظم الظواهرالغريبة والشادة والعنيفة التى إنتشرت فى المجتمعات العربية والوطن العربي بصورة عامة، ومن أهمها هونشرظاهرة الفكرالمتطرف والثقافة التكفيرية المتطرفة لتلك الجماعات، والقيام باستعراض أعمالها الإرهابية التكفيرية من خلال بث خطابها وأفكارها وأخبارها وعرض ممارساتها الإجرامية الإرهابية..!
 فعن طريق هذه المنظومة الإعلامية للأسف عرفت هذه الجماعات، فبدلا من أن يتم تحجيمها، أصبح يتم تبنى نشروبث وإذاعة بياناتها ورسائلها، بل ولاتتوانى بحجة السبق الصحفي أحيانا لإعطائها الغطاء الذى يبررأعمالها وممارساتها، بجانب القيام بإجراء لقاءات ومقابلات صحفية وتلفازية مع منسوبيها وأعضائها، كما قامت وتقوم هذه المنظومة الإعلامية بتعريفها وأطلاق المسميات الإسلامية عليها، بدلا من إعطائها التوصيف الحقيقي، بما يلائم طبيعة ممارساتها الإجرامية ألا وهو(الجماعات أوالعصابات الإرهابية الإجرامية المتطرفة) حتى أصبحت أسمائها متداولة ومعروفة بالأسماء والتوصيفات الإسلامية، الأمرالذى ساهم فى إلحاق الضرر، بصورة الإسلام الناصعة وتشويه الإسلام وقيم السماحة الإسلامية فى أنحاء العالم، وذلك بعد أن أصبح بث هذه الثقافة الإعلامية الإستهلاكية المشوهة، من عناصرالقناعات والبديهيات المتكررة والمعروفة من منظورهذه المنظومة الإعلامية العربية ..!   
وببساطة يمكنني القول هنا، بأنه لولا وجود هذا الدعم المباشروغيرالمباشرلهذه الجماعات من قبل الإعلام، لما عرف وانتشرالفكرالمشوه بالصورة التى نعرفها اليوم، فمن السخرية أن توظف وتسخروسائل إعلام كبرى"خاصة وعامة" جهزت أكثرها بأحدث وأرقى التجهيزات والإمكانات التقنية، والقدرات والكفاءات العلمية والبشرية، التى تقود هذه الآلة ليتم تسخيرأعمالها بطريقة إرتجالية عشوائية تفتقد فى مضمونها إلى طبيعة الحرفية المهنية للإعلام المهني الصحيح بوسائلة وقواعده العلمية الحقيقية المتعارف عليها، وانحيازها عن هذا الخط، باتباع وسائل تسطيحية بدائية تقوم على أعمال الإثارة العنفية الإرهابية، تساعد وتساهم   فى تقديم خدمة إعلامية سهلة ومتدنية ومتيسرة للمتطرفين، وتعطي بمردودات إيجابية لصالح دعم تلك الجماعات، حتى بدت هذه المنظومة وكأنها أداة ووسيلة طيعة، لخدمة حسابات ومصالح شخصية وآنية يقصد منها أعمال الإثارة، ولاتتعدى أوتتجاوزالنظرة السطحية ذاتها فى توظيف هذه الأعمال الإعلامية الموجهة، والتى أقل ما يمكن أن يقال عنها، بأنها تسير(بتشديد السين) لخدمة دوائرمتشددة لتلك الجماعات، هدفها أغلبه ينحصرفى موضوع التحريض والشحن والتجييش والتصادم وإثارة النعرات العرقية والطائفية، بجانب التكالب فى إثارة السجالات حول إعادة واستدعاء الخلافات العقدية التراثية الإسلامية والمس والطعن بالعقائد الأخرى لهدف إذكاء هذه الصراعات المسفة، لالشئ إلا لمجرد تصفية الحسابات بمحاولة إنتصارفريق أوطرف على آخر، ينجم عنها وتجرنا فى غالبية الأحوال كما تدلنا عليه التجارب المريرة لهذه العنتريات للأسف، أحداث كبيرة وخطيرة فى عمليات الإرباك والتصادم والتقاذف الطائفي، وشن المزيد من هذه الحملات الإعلامية الموجهة، لصالح أطراف هذه أو تلك الجهات التى تقود  هذه الوسائل، دون مراعاة للاعتبارات والضوابط والمصالح العامة والتنوع الموجود لمختلف المكونات الدينية والعقائدية فى المجتمعات والشعوب العربية ووحدة الأمة، فضلا عن الإعتبارات الأخرى للجوانب الأخلاقية والدينية والإنسانية القائمة بين مختلف هذه الأطراف والمكونات ومايحكم العلاقة بينها من الجيرة                   وأواصرالعلاقة والمحبة والشراكة فى الوطن، وهذا بالتالى تقديم ونشروبث هذا الفكرالمشوه وفرضه كواقع مسلم به وثقافة عامة على المجتمع يجب التسليم بها وتقديمها بنفس هذه الصورة المنفرة على طبق من ذهب..!!          
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الشمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/12



كتابة تعليق لموضوع : متى يتخلص الإعلام العربي..من عقد سجالات التجييش والتحريض..؟ ( 1 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net