صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

الإعتدال والاتفاق ربح للجميع
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ أنطلاق تيار شهيد المحراب في الساحة السياسية والجهادية، تبنى سياسة الإعتدال، كنهج وليس شعار، هذه السياسة لم تكن وليدة مرحلة أو ظرف معين، بل هي جزء أصيل من الفكر، الذي يتبناه هذا التيار، لذا لم يكن  على مر تاريخه، طرف في نزاع بين المكونات أو الكتل السياسية، مع حرص شديد على حقوق كل مكون، حسب حجمه ضمن الطيف العراقي. 
كذا فأن تيار شهيد المحراب، كان ولازال صلب في المطالبة والحفاظ على حقوق المحرومين والمظلومين، وعمل منذ انطلاقه إلى حين سقوط النظام البائد، على تغيير المعادلة الظالمة التي حكمت العراق طيلة عقود من الزمن، على أن يكون هذا من خلال الحفاظ على حقوق الاقليات والمكونات العراقية الأخرى. 
هذه المعادلة التي صعب ويصعب على الكثيرون الحفاظ على طرفيها بسهولة، مما دفع هؤلاء بدل أستثمار موقع تيار شهيد المحراب وقيادته بين المكونات الأخرى، إلى مهاجمة مواقف التيار، وأللجوء إلى سياسة التأزيم الذي كان ثمنه، إحتلال ثلثي البلد، وفساد شمل كل مفاصل الدولة، وأزمة أقتصادية خانقة تهدد مستقبل البلد.
ثلاثة أشهر من الإتفاق والتوافق، رغم ثقل التركة، وتزامنها مع المشاكل الأقتصادية الموروثة، وعززها النزول الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية، نلحظ هناك تقدم خطوات للأمام، في مكافحة الارهاب، وتوالي الانتصارات التي يحققها الجيش والشرطة والمتطوعين، وأيضا تم كشف العديد من حالات الفساد ومعالجتها، كذا تعززت اللحمة الوطنية، فلاول مرة يقاتل الشعب بكل أطيافة، كتف لكتف في مواجهة عدوا مشترك، أيضا هناك تقدم في التلاحم بين الشعب والحكومة بمختلف الأطياف.
 بدأ العراق يخطوا سريعا، بأتجاه موقعه الحقيقي كنقطة توازن في الأقليم، من خلال إعادة العلاقات مع دول الجوار، وترميمها مع دول العالم، حيث ساهمت جولات المسؤلين في دول الاقليم والعالم، في نقل الصورة الحقيقة عن العراق من خلال الحديث الموحد، والنقل للواقع كما هو لهذه الدول. 
كل هذا كان نتيجة لسياسة الإعتدال والإتفاق، التي ساهمت في توحيد الصفوف، وهو تعبير واضح عن صحة نهج تيار شهيد المحراب، الذي دفع أثمان كبيرة وباهضة من جمهور، وربما حتى من بعض كوادره، لكن لم يضحي بنهجة الذي بدأ الشعب يجني ثماره وبكل طوائفه.
 اليوم  أصبح تيار شهيد المحراب، قطب الرحى كما كان، وبدأت معظم فئات الشعب العراقي، تتفهم حقيقة مواقف هذا التيار، وإبتعاده عن الأزمات، والتصعيد الاعلامي في أحلك الظروف وأشدها إستقطاب طائفي أو قومي. 
حيث تلمس الشارع العراقي، نتائج مواقف تيار شهيد المحراب كعامل للتهدئه، ونزع فتيل كل الأزمات، التي كاد بعضها أن يتحول إلى حرب داخلية، كما حصل بين الحكومة الإتحادية والإقليم في عام 2013، كذا معالجة موضوع الإعتصامات في مبادرة أنبارنا الصامدة، التي اطلقها السيد الحكيم،  ولوقيض للحكومة في حينها تنفيذها، لحفظت الدماء التي مازالت تسيل منذ سنتين، ولوفرت للبلد مليارات الدولارات، التي وصل ما صرف منها على أقل التقادير، لحد الأن 80 مليار دولار، ليثبت تيار شهيد المحراب أن الإعتدال والإتفاق مهما كان ربح للجميع... 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/09



كتابة تعليق لموضوع : الإعتدال والاتفاق ربح للجميع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net