صفحة الكاتب : علي فاهم

التكفيريون يقتلون المريض بدل المرض
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يصف الامام علي عليه السلام رسول الله الاعظم بأنه ( طبيب دوار بطبه ) و هذا الوصف الدقيق يعكس وظيفة الاسلام بأنه الدواء الناجع و الشافي لامراض الروح و النفس و تربية الانسان لتصحيح سلوكه في الدنيا ليعبر الى الاخرة حاملاً شهادة نجاحه بيمينه و سلامة روحه و نقائها من الامراض المعنوية لهذا جاء الاسلام لاستنقاذ البشرية من ظلالها تحت مظلة الرحمة للعالمين التي كان النبي الاعظم رسول الاسلام هو قالبها و بأخلاقه و رأفته فقط أستطاع أن يقلب مجتمع البداوة المتوحش من التصحر الخلقي الى أن يحملوا الاسلام و السلام رسالة للعالم و لذا مدح الله عز وجل هذا الانسان الكامل بأنه على خلق عظيم , و لأنه طبيب مهمته ان يشفي الناس من امراضهم كانت مسيرته كلها عبارة عن اوصاف للعلاج فكانت غايته شفاء الناس مما ألم بهم و أستنقاذهم لا قتلهم و أبادتهم فلم يكن هدفه او غايته قتال الناس بل هدايتهم الى السراط السوي و لهذا أنتشر الاسلام في المعمورة و دخلت كثير من الدول الاسلام بمجرد دعوات وعرض الاسلام النقي عليهم فدخلوا فيه أفواجاً , حتى ظهر الفكر التكفيري الدخيل على الاسلام و إفرازاته السرطانية التي أصابت جسد الاسلام وبدأت الانتشار فيه بشكل يهدد وجود الاسلام برمته و الذي رافق مسيرة هذا الفكر و هذا التيار هو ابادة و قتل كل من لا يتفق فكره معهم أو لم يقتنع بما يؤمنون به فلا يوجد اسهل عندهم من تكفير شخص و من ثم أستباحة دمه فيتحول قتله الى واجب مقدس يتقرب به الى الله ، فتحول قتل الاخر و أزهاق روحه الى غاية و هدف فأستبدل الهدف الحقيقي للاسلام و هو هداية الناس الى الله الى هدف أزالة الاخر المختلف من الوجود تحت شتى الاعذار و التبريرات و هذا المنطق غريب كالطبيب الذي بدل من ان يشفي المريض من مرضه يقوم بقتله حتى يتخلص من المرض ، و هذا ما يفرق بين الاسلام الحقيقي الذي تبنته مدرسة أهل البيت و غيره من المدارس المتشددة التي شوهت صورة الاسلام و قرنت أسم الاسلام الذي هو مشتق من السلام لتجعل منه قرين الذبح و القتل و الابادة الجماعية و أعدام الاسرى و أكل الاكباد و بيع النساء و تفخيخ الاطفال و المعاقين عقلياً و هذه كلها صور قبيحة لا تمثل صورة الاسلام الذي يدعو الى الرحمة و الرأفة حتى بالطير و بالشجر و يوصي بالأسير و بالجار و القريب و البعيد , و هذا لا يعني أن الفكر التكفيري بعيد عن أختراق مدرسة أل البيت فالتعصب و التطرف موجود في كل المدارس و ان كان يتنوع في شكله و أسمه فاليوم ظهر لنا تيار متطرف يكفر الاخر و يلغيه و يدعوا الى قتله سواء كان الاخر من نفس المذهب أو من مذهب أخر و كذلك يضع له التبريرات المتسلسلة التي تنتهي بأنه كافر و منحرف و مصلحة الاسلام لا تستقيم الا بقتله و تصفيته حتى لو كان عالماً أو مرجعاً أو خطيباً أو حتى تياراً كبيراً ،و لا يتوفر حل الا بدعم الوسطية و التيار المعتدل اعلامياً و تحجيم التيار المتطرف أين ما وجد و غلق قنواتهم الاعلامية لأن السكوت عنهم اليوم سندفع ثمنه غالياً غداً .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/08



كتابة تعليق لموضوع : التكفيريون يقتلون المريض بدل المرض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net