صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

رؤيا السياسة، معرفة الحاضر تؤدي إلى قراءة المستقبل
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   معرفة المستقبل أو قراءته وفق معطيات الحاضر، ليست بالضرورة كشفاً للغيب، فما نَعُدَّهُ مستقبلاً قد يكون عند الآخرين حاضراً، وذلك لقراءتهم الحاضر بصورة صحيحة.
   كنا نظن أن الدعاة وحزبهم، أكثر إنفتاحاً على الآخر، وأكثر فهماً للحاضر، وذوو قراءة صحيحة للمستقبل، أولاً: للهالة الإعلامية التي صنعها لهم النظام المقبور(ولعله صنعها عن عمد ولا أستبعد ذلك)، وثانياً: لتسلمهم السلطة دون غيرهم بعد سقوط النظام.
   لكن ظننا كان في غير محله، فلم يأتي الدعاة بجديد، وأتبعوا خطوات النظام المقبور، فلا يكادُ دخل جحراً إلا دخلوه، فعملوا على مركزية الإدارة في الحكم، وتقليص صلاحيات مؤسسات الدولة، حتى وصلوا في نهاية المطاف الى تجيير الدولة والحكومة لصالحهم، فلا قانون يُقر، ولا مشروع يُنفذ إلا بإشرافهم ومباركتهم، ثم بعد ذلك صنعوا لهم عجلاً(مختار العصر) فوقعوا لهُ ساجدين!
   إتضح جلياً أمام مرأى ومسمع جميع أفراد الشعب، أن حزب الدعاة حزب منغلق، لا يحبذ الحوار مع الآخر ولا يرغب به، حزباً ليس ديمقراطياً(والدليل عدم التبادل السلمي للسلطة لديهم وإنما ينتهي الأمر دائماً بخلع رؤسائه والإنشقاق داخل الحزب)، حزباً لا يؤمن بالفيدرالية، وليس لهُ أي رغبة في تطبيقها، بالرغم من أنها عنوان الدستور العراقي، والمفاجئة الكبرى أنه حزب عنصري طائفي.
   ليس لدي إعتراض على مبادئ أي حزب، وإن كانت خاطئ من وجهة نظري، فلكلٍ قبلةً هو موليها، ولكن وجه الإعتراض يكون، عند فشل تطبيق الرؤية السياسية لهذا  الحزب، على أرض الواقع المعاش، فأن ضررها يكون ملموساً، وهذا ما عاناه الشعب العراقي، طيلة فترة حكم حزب الدعوة، حيث أن السبب الرئيسي لما نحنُ فيه اليوم، من جملة الأسباب الرئيسية التي كان سبهها حزب الدعوة أيضاً، هو انتهاج حزب الدعوة لرؤية سياسية خاطئة، كان ثمرتها حنظلاً.
   طالبتُ سابقاً وأُطالب اليوم وسأستمرُ بالمطالبة، بمحاكمة جميع الدعاة وجلاوزتهم، إبتداءً من مختار عصرهم، وصلاً إلى حضر حزبهم كما حضرت مصر حزب الإخوان.
بقي شئ...
الرجوع إلى الدستور، وتبني أفكار ورؤى العلماء والمفكرين العراقيين من جميع أطيف الشعب العراقي، سيؤدي بنا حتماً إلى الخروج من المأزق الذي وضعنا فيه الدعاة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/05



كتابة تعليق لموضوع : رؤيا السياسة، معرفة الحاضر تؤدي إلى قراءة المستقبل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net