صفحة الكاتب : د . حسان الزين

الدين والتدين
د . حسان الزين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكثر في المغرب العربي ظاهرة اسمها أصحاب السماوي وهؤلاء هم مجموعة تنتحل اسماء الشرفاء ليقوموا بعملية تنويم مغناطيسي او طلاسم دينية وحركات تستقطب اصحاب العقول الخفيفة وأصحاب الحاجات من اجل سرقة ممتلكاتهم من أسوار وأموال إنه الاحتيال  بعينه فاستخدام المظاهر الانسانية والدينية للتحكم بالناس وسرقة كل ما يملكون او بعض ما يملكونه هو ظاهرة الاحتيال الديني او الإنساني 
والاحتيال قديم مع قدم الانسان عرفته كل المجتمعات من فجر التاريخ ولم تسلم أمةمن الامم الغابرة والقادمة من هذه الآفة الخطيرة ومن شرور  ذلك الذئب الواعظ في ثياب الأتقياء 
ولم تتعافى دولة من هذا المرض القاتل كما أن الأديان كانت عرضة لذلك  وكذلك وتفرعاتها من المذاهب فهي كانت وما زالت مطية لبعض المحتالين فاستخدمواالدين والمقدسات لسرقة أموال الكنيسة والمسجد ودور العبادة في اي أرض كانت  وفي اي زمن وجدت
 فمراقبةالسلطات  السياسية والاجتماعية ومؤسسات رجال الدين  ضرورة عقلية وحاجة اجتماعية و مفهوم قرآني واضح فأن خرجت من تحت المحاسبة والتفتيش من قبل المجتمع تصبح  ظاهرة خطيرة جداً وقد عبر عنها الامام السيد موسى الصدر رجل الديني المسلم الشيعي في معرض تكريمه للدكتور شريعتي يقول: ، لكن دعوة الدكتور شريعتي للاسلام ، دعوة تقدمية ثورية نضالية أو ما نسميه نحن دائما في اجتماعياتنا : دعوة حركية وليس دعوة مؤسساتية . يعني ليس الاسلام دكانا يجب أن نحتفظ بمكاسبه ونأخذ لاجله من الناس ونسخر الناس لخدمته كما حصل بالنسبة للمؤسسات الدينية . .... كان الدكتور شريعتي أحد قادة الفكر الاسلامي في العالم ... حورب من قبل الحكم في ايران وحورب أيضا من قبل مجموعة من رجال الدين ، الذين يعتبرون الاسلام حكرا عليهم وميراثه من حقهم وهم وحدهم يفهمون الدين ولا يحق لاحد أن يفهم غيرهم ..... 
  ان مشكلة الفهم للنصوص الدينية وتفسيرالمعاني القرآنية من وجهة نظر واحدة ومن دون افتراض معانٍ أخر أفرزت مدارس متعددة ومذاهب متفرقة في المجتمع الاسلامي والعربي وهذا حال المسلمين كحال المسيحين وأصحاب الديانات الاخرى  في بقاع الارض.
فهذا الفيلسوف الكندي أراد ان يضع كتاب حول تناقضات القرآن وكان  قد بدأب كتابة آرائه ثم أعرض عن ذلك بسبب الامام الحسن العسكري عليه السلام لافتراض ان المعاني قد تختلف فهمها من قائل ومستمع ومتحدث حسب عمق المعرفة 
 وهذه الرواية هي كما ذكر
أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل أن إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن ، وشغل نفسه ، بذلك ، وتفرد به في منزله ، وإن بعض تلامذته دخل يوما على الإمام الحسن العسكري   فقال له أبو محمد   : أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي فما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟ فقال التلميذ : نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟ فقال أبو محمد   : أتؤدي إليه ما ألقيه إليك ؟ قال : نعم ، قال : فصر إليه ، وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله ، فإذا وقعت الأنسة في ذلك فقل : قد حضرتني مسألة أسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك ، فقل له : إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم به منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها ؟ فإنه سيقول إنه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع فإذا أوجب ذلك فقل له : فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه ، فتكون واضعا لغير معانيه .
فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة ، فقال له : أعد علي ! فأعاد عليه ، فتفكر في نفسه ، ورأي ذلك محتملا في اللغة ، وسائغا في النظر . إذن ان احتمال معنى غير ما فهمه الكندي أدى الى أن يعرض عن استكمال كتابة ونشر كتاب اما اليوم فلا يعرض الرجل عن قتل إنسان بل يقدم على حرمه من الحياة لخلافه حول مسألة أو رأي لا قيمة له امام روح الانسان ذاته. 
 فالدين في نصه الأساسي  هو خلاف التدين لان التدين هو محاولة لتطبيق الدين حسب فهم الشخص والطرق الى الله كعدد أنفاس البشر 
فالدين هو الوحي الالهي للبشر وهوالصراط المستقيم ولا يمكن الا ان يكون  نقيا ساطعا كضوء الشمس فأسس الخلاف الفكري هو التدين وليس الدين في مجمله 
فالقرآن يعبر عن فطرة الله التي فطر الناس عليه 
فالناس جميعا لديهم فطرة التدين ولذلك أرسلت السماء حقائقها لتنير بها العقول وتطمئن بها القلوب  
فدراسة تاريخ المسلمين ونقده ظاهرة حيوية بل واجبة وطريقة عقلية اذا أنصف الكاتب وأدلى بحقائقها وحجته الدامغة 
فدراسة حياة الرسول صلى الله عليه وآله من الإنصاف ان يبتدأ به من خلال القرآن وآياته لان الرسول قد  أظهره الاعلام الأموي  ظالما معتدٍ مع العلم أنه رحمة للعالمين و لعلى خلق عظيم ف فلقد أخرجه التاريخ المزيف يظلم ويقتل دون حق ويعفو عن أقاربه ويحاسب فقط اصحاب الديانات الأخرى وهو القائل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها 
فظاهرة التدين والتمظهر بالتقوى والإيمان وسياسة الاحتيال الديني والخداع أضرت بالإسلام والمسلمين ولم يسلم رسول الرحمة والمودة من ذلك
فالدين على حقيقته هو دين القرآن بفهم شفاف بعيدا عن التعصب والتزمة يقبل النقد والتساؤل والمسلمون يملكون موروثا مليئاً بالآفات والأخطار قال تعالى: { وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً }.
والتعمق في صفات النبي من خلال القرآن هو المرجع الأساسي للحكم على أفعال وأقوال النبي الأكرم  وليس عشرات التزويرات في كتب التاريخ المملوء بالاحقاد والتهم الخبيثة
 فالقرآن هو الدين بنصه وهو المرجع الأصيل للأفكار والتاريخ  وهو الكتاب العاقل والنير والنور النور المبين 
يا أيها العقلاء هذا الهدى.......
فاصغوا لقولي لحظة وتفكروا
فالدين عقلٌ والعقل سرّ مُحَمَّدٍ
ومحمدٌ نور العقول فأبصروا
 سر الوجود وكنهه بتأملٍ
فالسرّ عند المصطفى  فتدبروا
وتدينوا فالدين أعظم نعمةٍ
واحذر دعاة الغدر حقاً فاحذروا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسان الزين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/05



كتابة تعليق لموضوع : الدين والتدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net