صفحة الكاتب : غني العمار

نماذج من المدائح النبويه
غني العمار

* قد يُمتدح المخلوق لأسباب منها الأمرة والعظمة والشجاعة والجاه ومنها التخوف من البطش أو لكسب المال والخصلة الأخيرة شهدتها عصور الشعر مابعد الخلافة الراشدة وأستفحلت زمن العباسيين حيث ظهر غرض المديح واضحاً مبينا أذْ تسابقَ الشعراء على أبواب الملوك والأمراء لينالوا عطاياهم 

وقد نحا مديح الرسول ص منحىً آخر أذ قصد الشعراء بقولهم مرضاة الله ورسوله غير آبهين بدنيا زائله متوخين مثوبةً من عند الله ولكي لايُشملوا بالآية الكريمة (( الشعراء يتبعهم الغاوون )) وليأصلوا أن أعذب الشعرِ أصدقه لا أكذبه

ومن هنا برزت وتخلدَّت قصائد كثيرة منها مَن وقعت يدنا عليها ومنها مَن نعرفه بأسم الشاعر أو القصيدة مثال ذلك : البردة ونهج البردة وقصائد دعبل والكميت وحسان وكعب بن زهير وغيرها ونسجل في هذا المقال بعض النصوص التي لم تأتِ بها مناهج الدرس علَّنا نصيبُ بعضاً منها لكتبنا المدرسية 

(فالشيخ جمال الدين الصرصري )يقول في مدحه صلى الله عليه وآله وسلَّم :

محمد المبعوثُ للناس رحمة يشيِّدُ ما أوهى الضلالُ ويُصلِحُ

لئن سبحت صم الجبال مجيبةً لداود أو لانَ الحديدُ المصفَّحُ

فأنَّ الصخورَ الصُمَّ لانت بكفه وأن الحصا في كفه ليسبحُ

وأن كانت الريح الرخاء مطيعةً سليمانَ لاتألو تروح وتسرحُ

فأن الصبا كانت لنصرِ نبينا ورعب على شهر به الخصمُ يلكحُ

وأن كان أبراهيم أُعطيَ خلَّةً وموسى بتكليم ٍعلى الطور يُمنَحُ

فهذا حبيبٌ بل خليلٌ مكلَّمٌ وخصص بالرؤيا وبالحق أشرحُ

* والأزريَّة في مدح النبي والوصي والآل أجمعين نقطفُ منها :

لمَن الشمسُ في قِباب قباها شفَّ جسمُ الدجى بروحِ ضياها

لاتلوما الورقاءَ في ذلكَ الوجدِ لعلَّ الذي عراني عراها

كيف يُرجى الخلاص منهنَّ ألا بذمامٍ من سيدِ الرسلِ طه

مَن ترى مثله أذا شاء يوماً محو مكتوبةِ القضاءِ محاها

وتستمر القصيدة لحدود الألف بيت وهي مشهورة ولكن للأسف لم يوردها مؤرخو الأدب

* ويقول عبد الوارث علي آدم :

ولدَ النور فالسماءُ ضياءُ وعلى الأرضِ قد أحلَّ سرورُ

جاء بالحق من أله البرايا ولهُ الله ساندٌ ونصيرُ

باسم الثغر في محيّاه بِشرُ وبياضٌ في وجه طه غزيرُ

* ولحسان بن ثابت أبيات رائعه أذْ يقول :

وشقَّ له من أسمه ليُجِلَّه فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمد

نبيٌ أتانا بعد يأسٍ وفترةٍ من الرُسلِ والأوثانُ في الأرضِ تُعبَد

أغرٌ عليهِ للنبوةِ خاتمٌ من الله مشهودٌ يلوح ويشهدُ

* وللشاعر أبو عبد الله شمس الدين محمد الهواري المالكي الأندلسي النحوي المعروف ( بأبن جابر الأعمى )مديحٌ للنبي بسور القرآن( توريه ) كلها ويبدأها :

في كل فاتحة للقول معتبره حقُ الثناء على المبعوث (بالبقرة )

في ( آل عمران ) قُدماً شاعَ مبعثه رجالهم والنساء أستوضحوا خبره

مَن مَدَّ للناسِ من نعماه ( مائدةً ) عمَّت فليست على ( الأنعام ) مقتصره

بهِ توسَّلَ أذ نادى بتوبته في البحر ( يونس) والظلماء معتكره

هود ويوسف كم خوف به أمنا ولن يروِّعَ صوت ( الرعد ) مَن ذكرَه

* أذا أنت لم ترحلْ بزادٍ من التقى

ولاقيتَ بعد الموت مَن قد تزوَّدا

ندمتَ على أن لاتكونَ كمثلِهِ

فترصد للأمر الذي كان أرصدا

نبياً يرى ما لاترونَ وذِكرُه 

أغارَ _ لعمري _ في البلادِوأنجدا

* وبكَ المسيح أتى بشيراً مخبرا

بصفاتِ حسنِكَ مادحاً لعلاكا

والله ياياسين مثلكَ لم يكن في العالمين وحقَ مَن نباكا

والماء فاض براحتيكَ وسبحَّت صُم الحصا بالفضل من يمناكا

وكذا حبيب وأبن عفرا عندما جُرِحا شفيتهما بلمسِ يداكا

وعليُ من رمدٍ به داويته في ( خيبر ) فشفي بطيبِ لماكا

ماذا يقول المادحونَ وماعسى أن يجمعَ الكتّابُ من معناكا

واللهِ لو أن البحارَمدادُهم والعشبُ أقلامٌ جعِلنَّ لذاكا

بلى سيدي أبا الزهراء ما ذا يقول الشعر ..ماذا يقول الكلم ؟! بمن بُعِثَ رحمةً ومُعلّما ومتمّا لمكارم الأخلاق

سلامٌ عليكَ يومَ ولدت وسلامٌ على آلكَ الطاهرين ونسأل الله أن يجمعنا وأياكم في مستقرِ رحمته 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غني العمار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/04



كتابة تعليق لموضوع : نماذج من المدائح النبويه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net