صفحة الكاتب : باقر العراقي

داعش والعناية الأمريكية
باقر العراقي
تمر السنون والقرون، والعالم في صراع لانهاية له، قد يتحول الى معارك طاحنة وهذا ما حدث سابقا، وسيستمر كالحربين العالميتين، وقد تكون الحرب اقتصادية أو ثقافية أو علمية، وقد يكون هناك صراع بالنيابة عن آخرين، وهذا ما نود تناوله هنا.
الحرب بالنيابة مصطلح قديم، تداولته الكثير من الدول والحضارات السابقة، وبدأ باستخدام الآخرين في أمور الحرب والدفاع عن البلد، كالهنود في الجيش البريطاني، والأفارقة في الولايات المتحدة وأوربا، ثم تطور الى توليف أفكار وتوليد "إيدولوجيا" صديقة.
هذا التطور استمر، فمثلا الحركة الوهابية حركة دينية، تواءمت مع السلطة في جزيرة العرب، بمساعدة وزارة المستعمرات البريطانية في القرن السابع عشر، وأصبحت تقود عقول الشباب البدوي هناك، وتغذي فيهم روح التطرف والجاهلية، وبصبغة دينية وعشائرية معا.
الآن تنظيم داعش أو الدولة الإسلامية في العراق والشام، هو آخر نتاج لتلك التحولات، وهو وليد القاعدة التي صنعها الأمريكان من الحركة الوهابية في أفغانستان، لتحارب الروس بدلا عنهم في نهاية سبعينات القرن الماضي، وهذا الارتباط لا زال مستمراً، ويمول ويوجه بأيادي ليست خفية.
إن ما تضمره القلوب، تظهره تصريحات المسؤولين الامريكان،"بأن حرب داعش ستستمر ثلاثين عاما"، لكن مع إنتصارات الجيش العراقي خفضت الى ثلاث سنوات، بتصريح من مسؤول آخر، والأنكى من ذلك هو تصريح كلنتون، حينما قالت: "نحن نقاتل من صنعناهم قبل عشرين عاما".
التصريحات قد تكون زلة لسان، لكن أن يخطأ الطيران الأمريكي، وفي عام 2014، ليُنزِلَ السلاح والمؤن لداعش في الانبار وصلاح الدين، ويضرب الجيش العراقي في التاجي هذا غير مقبول، لأنه في عام 1993وجهوا صاروخاً مسيراً من البحر إلى سرير فنانة عراقية،أساءت للرئيس "بوش" الأب.  
الحقيقة التي لا يجرأ الكثير على البوح بها، هي إن داعش محاطة بالعناية الأمريكية، وهي  كحقيقة الفساد في العراق، الذي كان محمياً من أعلى سلطة تنفيذية في العراق، والسبب لأنها وليدهم المتجول، الذي يحارب بالنيابة عنهم، ليضعف الدول ويستنزف مقدراتها، ويجعلها أداة طيعة بيدهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/02



كتابة تعليق لموضوع : داعش والعناية الأمريكية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net