صفحة الكاتب : محمد المبارك

الحب الغادر ( قصة قصيرة )
محمد المبارك


تربّيا في بيت واحد كأولاد عمومة وعاشا سويّا منذ الطفولة حيث الذكريات
التي لا تنسى ، يتذكر كل واحد منهما الماضي فيعيد له ذلك الشريط الأيام
الجميلة واللحظات الغارقة في السعادة.
وبعد أن بلغا سن السادسة كانت أبواب المدارس قد فتحت ذراعيها لاستقبالهما
وقد أحسنا صنعاً عندما تفوقا في دراستهما ولم يرضيا بغير ذلك حتى أنهيا
محطتهما الدراسية الأولى( الابتدائية).
في المرحلة الإعدادية حيث النضوج بدأ كل منهما ينظر إلى الآخر نظرة فاحصة
تسبر أغواره وتفصح عمّا في أعماقه ودهاليز قلبه وبدأ جرس النبضات يضرب
كلما شاهد أحدهما الآخر.
بدأت علامات الحب تطرق أبوابهما أستأذاناً للدخول إلى قلبيهما وقد أخذت
الأذن وهكذا بدأ  الحب مشواره بينهما.
من هذا السن المبكر دخل الهيام حياتهما ليرسم لهما علاقة عاطفية غزيرة
لتمتد لسنوات طوال لايمكن أن يفترقا خلالها أبداً ، هذا ما كانا يخططان
له.
بعد هذا جرت الأمور لتسير بخطى ثابتة طيلة سنوات الدراسة في المرحلة
الإعدادية والثانوية ليُبتعث بعدها ليكمل دراسته في الدولة التي طالما
حلم أن يزورها ، لتنصدم هي  بهذا الخبر الذي نزل عليها كالصاعقة ، والتي
أخذت تفكر كثيرا كيف السبيل للوصال معه حتى لا يقف قطار الحب بينهما.
تمكنت من التواصل معه مع مرور الأيام عن طريق الرسائل والبريد الالكتروني
ومع تقادم الزمن بدأت تشعر بأنه لم يعد يعيرها اهتمامه ولا يرد على
رسائلها حتى تفاجأت ذات يوم برسالة منه تحذرها وتطلب منها بأن لا ترسل
شيئا وأن تنساه إلى الأبد لأنها لم تعد تستهويه وقد أرسل إليها صورة من
يهواها ( التي تربعت في قلبه وأخذت مكانها فيه بدلا منها).
بعد أن قرأت الرسالة سقطت على الأريكة وهي غير مصدقة لما رأت وقرأت ، وفي
هذه الأثناء رجعت لها صور الذكريات الغابرة في مخيلتها ، وهما يأكلان
وهما يلعبان وهما يركضان ، وهي تتساءل كيف لها أن تطفئ شمعة تلك الأيام
وسنا حبه الذي سيضل وهجه يضيء بداخلها.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد المبارك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/29



كتابة تعليق لموضوع : الحب الغادر ( قصة قصيرة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net