صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

كل عام والفساد بالف خير
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طاعون الفساد المالي دخل في كل زاوية صغيرة من العراق , بحيث صار المتحكم الاساسي في هرم الدولة ومرافقها الحيوية  , وعليه الاعتماد في الاساس  في قيادة  العراق , واصبحت الرشوة الفعل الاساسي في الحياة العامة من اصغر موظف الى اكبر مسؤول في الدولة العراقية , هذه الاعراف والقيم ادخلها القادة السياسيين الجدد , فقد افسدوا كل شيء العباد والبلاد والشجر , ولم يبقوا فصيلة خضراء حتى اصابها اليباس والخراب , فقد اصبح المقياس السياسي الاول  في التعامل وفي اتخاذ المواقف وحتى المصيرية منها  ,  على قبض الثمن وقيمة العمولة المالية , مغلفة في ثوب الخداع والشيطنة والاحتيال , ولم يتحركوا إلا بالثمن المدفوع وتحديد قيمة العمولة المالية  . فقد اصبح الفساد المالي شرعياً  بعيداً عن محاسبة ومراقبة القانون , وحولوا احزابهم وكتلهم النيابية الى شركات تجارية , تتعامل بالربح والخسارة والشراء الصفقات المالية   . وبذلك قادوا العراق الى حافة الخطر في السقوط الى  اسفل القاع , ومن نتائج هذا المرض المدمر , بانه انعكس سلبياً على حياة المواطنين , بزيادة الفقر والفقراء , وقلة توفير الخدمات الاساسية , فقد اصبحت جيوش كبيرة العدد  من العوائل الفقيرة , تعيش في حياة مزرية وقاسية ومجحفة , اذ تسكن في عشوائيات ( بيوت من الصفيح ) وتعتاش في رزقها اليومي على ما توفره حاويات الازبال والنفايات لتوفير الخبز المر , وبذلك قلت المشاريع العمرانية التي تساهم في تحسين الحياة المعيشية للمواطن , وقد كشف احد اعضاء اللجنة المالية في البرلمان . النائب ( ماجدة التميمي ) بان اللجنة المالية وضعت اليد على على اكثر من 6 آلاف مشروع وهمي موجود على الورق فقط , كلف الدولة خسائر مالية هائلة تجاوزت مبلغ ( 228 ) ترليون دينار عراقي , ولم تشبع شهية عتاوي الفساد الى هذا الحد , فقد انفتحت قريحتهم الجشعة , في سرقة ممتلكات الدولة عبر تسجيلها بأسماءهم او شراءها باسعار زهيدة بخسة , او الاستيلاء على ارقى الارضي  في بغداد وشرائها باسعار شبه مجانية , بهذا الانحطاط  الاخلاقي في المسؤولية والواجب , حولوا العراق بان يتقدم قائمة الدول  الفاسدة والفقيرة . وحسب التصريح الرسمي لوزير التخطيط مؤخراً , صرح بان نسبة الفقر ارتفعت من نسبة 18% الى نسبة 30% من السكان . , وهي نتيجة طبيعية لعواقب النهب المالي  الشرس . وفي ظل الازمة الاقتصادية الخانقة والعجز الكبير في ميزانية , والتلويح في تطبيق سياسة التقشف وشد الاحزمة .في نفس الوقت بان الصرف والانفاق المالي , لم يتوقف عن الاسراف الباذخ والمجنون  , ليس فقط في استنزاف اموال الدولة وتوزيعها على الجيوش الجرارة من الوكلاء والمستشارين , في استلام رواتب شهرية خيالية , دون تقديم اي عمل ونشاط يذكر , سوى البطالة المقنعة , اضافة الى هناك عشرات الامثلة في الصرف المالي دون وجع ضمير على حساب  الشعب المسكين , مثال واحد منها , هو تم صرف مبلغ 55 مليار دينار على اثاث مكاتب نواب رئيس الجمهورية , ودخلت شهية عتاوي الفساد التي لايحكمها لا الشرف ولا الاخلاق ولا رادع انساني ,   والوطن يخوض معركة مصيرية في مواجهة تنظيم داعش الارهابي , , فقد دخلت هذه العتاوي الشرهة على خط قوات الحشد الشعبي , المتطوعين الشباب الذين لبوا نداء الوطن بالدفاع عنه ومضحين في دماءهم الطاهرة  في سبيل الوطن , في المقاومة البطولية التي حفظت بغداد ومن مناطق اخرى من السقوط في قبضة داعش المجرم , وحفظوا ارواح المواطنين من المجازر الدموية , تفوق بكثير مجازر البعث في شباط الاسود عام 63 . فقد كشفت مصادر برلمانية عن وجود آلاف العناصر الفضائية في قوات الحشد الشعبي , اذ كشفت عن ارقام قوات الحشد الشعبي ب 70 ألف متطوع , ولكن عند الكشف والتحقيق , كشف عن العدد الحقيقي , لايتجاوز 60 ألف متطوع , اي ان هناك اكثر من 10 آلاف اسم وهمي او فضائي , يستلمون الرواتب الشهرية , لكل متطوع راتب شهري مقداره 700 ألف دينار عراقي زائد مبلغ بدل الطعام قيمته 125 ألف دينار  . وعلى هذا المنوال تحاول عتاوي الفساد , تخريب القيم والاخلاق  والمبادئ الوطنية , هكذا تثبت عتاوي الفساد بانها اخطر بكثير من تنظيم داعش الوحشي . وهكذا ينزف المال العراقي لاشباع جشع حيتان الفساد على محنة ومصائب الوطن الخطيرة , والحاجة القصوى تتطلب  تطبيق اقسى العقوبات الصارمة بحقهم لردعهم في استهتارهم واستخفافهم بالشعب والوطن , ولكن هل توجد هذه الشجاعة والجرأة بحق اصحاب الفساد المالي ؟! ام يبقى العراق لهم بقرة حلوب تدر المال والذهب , والفقر يكون نصيب المواطن المظلوم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/27



كتابة تعليق لموضوع : كل عام والفساد بالف خير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net