صفحة الكاتب : نبيل عوده

انــتـخـابــات: من يقرر مصير الجماهير العربية؟!
نبيل عوده

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كانت القيادة تكليفا مرهقا.. 

صارت القيادة مخترة، وجاهة، أطيان ومتع ...

عندما انظر لواقع أحزابنا بكل معداتها البشرية أرى العجب العجاب..

الحراثون لهم ان يكتفوا بالنزر اليسير .. أي يعتبروا ضمن ال 2.5 مليون فقير في إسرائيل.

الزعماء ضمن أصحاب المداخيل الكبرى..

 زغرودة يا نساء!! 

هذا دوركم أيضا ان تزغردوا عندما ينجح المليونير!!

طبعا دوركم الأزلي إعداد القهوة والساندويتشات.. للمناضلين ومقاولي الأصوات!!

يتحدثون عن قائمة مشتركة؟ لا أريد أن أقول ما أفكر به.. عن القائمة المشتركة.

من هم الشهود لهذا الزواج غير الشرعي بين عريسين متلهفين للزفة وأرملة دفنت زوجها في قطر؟

 احضروا فلم "العراب"   الجزء الأول يكفي..حيث يبرع "العراب" بتقديم "اقتراحات لا يمكن رفضها"، لعلها تكون بوصلتكم في تشكيل قائمتكم المشتركة.

حان الوقت للمكاشفة: هل يمكن الحديث عن فكر حزبي ونضال اجتماعي وسياسي بين القطبين الفقير والمتخم داخل التنظيم الواحد؟

كنت عضوا في حزب له تاريخ مجيد أفتقده اليوم.. كون شخصيتنا الوطنية / حماها / كسر الحصار الثقافي/ أطلق ثقافتنا المتحدية/ واجه الطائفية بحسم أخرسها/ قمع العائلية أيضا/ قزم العملاء وبنى حزبا متراصا اجتماعيا وبالتالي سياسيا. 

من هنا مصدر قوته التي نعيش اليوم على بقاياها.

انتبهوا: اجتماعيا بالأول وهذا أمر حاسم . لا قيمة للسياسة داخل الجسم التنظيمي الواحد إذا تفاوتت النسب الاجتماعية والاقتصادية بين المجموعة التي تشكل عصبه وقيادته في جميع المستويات.

الهرب إلى الشعاراتية السياسية وإهمال الاجتماعي أنهى جوهر التنظيم الحزبي..لا يكفي الادعاء بدون فعل ، أولا داخل التنظيم  قبل أن نتشدق بثوابت لم يعد ما يبررها في الساحة الفكرية أو الفلسفية.

هل بالصدفة ان التجديد في كوادر الأحزاب يتلاشى والانشقاقات تطفو على السطح ؟!

لا قاعدة سياسية بدون تراص اجتماعي ومساواة في نسبية مستوى الحياة.

هذا منطق الفكر الطبقي أيضا (والإنساني عامة) لمن يواصل الثرثرة به دون أن يفهم مبنى التطور الاجتماعي الحديث في عالمنا المعاصر، حيث نجحت الرأسمالية بمدخولاتها الضخمة ان تغير الواقع الاجتماعي  وان تشتري المناضلين والنخبة الصلبة للطبقة العاملة بما وفرته لهم من أسباب الرفاهية المطلقة ومواصفات حياتية لها طابع برجوازي صغير أو حتى متوسط.

كل مفهوم الصراع الطبقي السياسي (والتناحري) تلاشى مثل فقاقيع الصابون...ونحن نتمسك بجاهليتنا السياسية والفكرية دون وعي لضرورة تغيير معظم مفاهيمنا ونهجنا الفكري.

كيف وصلنا إلى هذا الدرك حيث تسود مجتمعنا الطائفية السياسية والعائلية السياسية، ثم نتحدث عن مسؤولية سياسية بإنشاء "قائمة وحدة وطنية"؟

لا تمرمغوا المفاهيم الوطنية بوحل المصالح الفئوية والخاصة.

كان عضو كنيست او ممثل حزب في مؤسسة رسمية يمرر معاشه للحزب ويتلقى معاشا متواضعا.. منذ انكسر هذا التقليد سقط كل المنطق السياسي والاجتماعي والنضالي لكل الأحزاب.. ولكل المبنى الفكري الذي يمكن ان يجمع بين قادة تنظيم من المفترض أن مصالحهم مشتركة. 

هل من مشترك بين الفرس والفارس؟ 

بين الراكب والمركوب؟

هل من مصالح مشتركة اليوم بين الملياردير الهارب إلى قطر مثلا والحراثين لجمع الأصوات.. وقس على ذلك بقية الأحزاب؟

هذا المنطق سقط وأصبح باليا.

الحل لم يعد تنظيمات حزبية، بل منتديات اجتماعية. منظمات مجتمع مدني تحدد معاش المندوب سلفا ليس حسب ما يتلقاه في البرلمان، إنما حسب توزيعه لا تستثني النشطاء المنظمين وكوادر العمل، وهم زبدة النشاط الذي أوصله لما هو به .. رغم أن الفائدة في النهاية هي لممثل التنظيم.. بما يحصل عليه من تعويض وتقاعد..

 طبعا كل شيء نسبي.. ولسنا واهمين انه يمكن بناء المساواة المطلقة، إنما بعض النسبية إذا ألغيت تلغى أي شرعية للتنظيم كله.

هل بالصدفة ان صفوف الأحزاب أصبحت أشبه بمنتدى لكبار السن الذين يشدهم ما يشبه الإيمان السلفي إلى تنظيمهم وفكرهم الحزبي؟

البعض مقبول. إما الفجوة المطلقة فهي تنفي أي شرعية لأي تنظيم.. لا تبيعونا شعارات ومحفزات نضالية لم تعد تحرك مشاعرنا .. وكل القصد منها ان ترتفع أسهمكم في بورصات السياسة المحلية.

لم نعد صبيانا !!

على الأقل اسمعوا صوتنا وحافظوا على بعض ما يميزكم ... وقد نقبل بكم لعدم وجود بدائل.

أما ان تقوموا على مسؤوليتكم  بخلط الحابل بالنابل ، على كل المستويات الاجتماعية والفكرية والعقائدية والسياسية والثقافية والأخلاقية والادعاء انه هو الحل .. فهذه طبخة تأكلوها لوحدكم!!

لسنا قبليين أو عصبيين، إنما أبناء عالم متنور... أما عالم العتمة فلم يعد لنا ما يجمعنا به!! 

 

nabiloudeh@gamil.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل عوده
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/26



كتابة تعليق لموضوع : انــتـخـابــات: من يقرر مصير الجماهير العربية؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net