بعدَ أن كان ليلهُ بمثابةِ النهار شَعَرَ بأنهُ مرهقٌ جداً، لذا كان القرارُ بأن يستريحَ عند صديقه، إيماناً منهُ بأن الراحةَ الحقيقة تكمن في راحةُ الروح لا الجسد، لكنه تناسى أنّ لكل شخصٍ أعمالاً لذا لن يكون هذا الصديقُ مباحاً في أي وقت، هنا تحول الإرهاقُ إلى انهيار، لأنهُ أساء في تقدير الأمور وعلقَ آمالهُ على عواملَ لا يمكن له التحكمُ بها.
وما وصلَ إليه من شعور "الانهيار" كان تحصيلاً لحاصلٍ لأنهُ أخطأ في استخدام أدواته في اتخاذ القرار، حيث أعطى لقلبهِ قوةً مفرطةً، تحكّم من خلالها بكُلِّ القرارات، فيما اكتفى بإناطة دور المعارضة للعقل، لذا من البديهي أن تَغيبَ لغةُ المنطق في مجريات الأمور، أما سوء حالته وتطوّرها من إرهاقٍ إلى انهيار، فلأن قلبه صنع فجرا وأجبر باقي الحواس على الإيمان به دون أن يتيقّن من وجودِ شمسٍ في المدار..
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
