صفحة الكاتب : حميد الموسوي

ان هي ارادت ذلك
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يمر العراق يمر بمستويات مختلفة من الصراع، أولها: حزب حكم العراق أربعين عاما وبنى له قواعد في الداخل والخارج وسخر كل ميزانية العراق لبناء تلك القواعد وشراء الذمم الدولية والاقليمية والمحلية، وفجأة يفقد هذا الحزب تسلطه وتفقد هذه القواعد نفوذها وامتيازاتها. فلا غرابة ان تستقتل تلك القواعد من أجل إستعادة هيمنتها وبكل ما عرفت به من عنف وقسوة ، وايمانها المطلق بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وإجادتها لوسائل مخابراتية تعتمد الغدر والتصفية والخداع والمكر والقتل التي تعلمتها في دهاليز مؤسسات السلطة القمعية وأقبية أجهزتها الأمنية والمخابراتية الدولية ، كما استفادت من تلك الخبرات في التسلل الى داخل مؤسسات الحكومة الحالية والاستحواذ على الهرم الاداري مستفيدة من تراخي الحكومة في تطبيق القوانين وملاحقة المقصرين.
ثانيها: أحزاب وحركات تبنت الأسلوب الانساني الحضاري والنمط الديمقراطي في الحكم ونبذ العنف والتسلط بقوة القهر والحديد والنار، في محاولة لتأسيس دولة مؤسسات معاصرة ونظام قانوني حضاري، حيث أجمعت أغلبية هذه الحركات على تبني هذا الأسلوب .ثالثها: أطراف اقليمية ودولية لكل منها أجندته الخاصة ومراميه ومقاصده وربما ثاراته ومطامعه، وجدت فرصتها المناسبة ووقتها الملائم، ساكبة الزيت على النار متسللة عبر عناوين وشعارات ويافطات بعيدة كل البعد عن مضامين المشاريع المستترة خلفها.
ورابعها: القوى الدولية اميركا وشركاؤها  التي راهنت على إنجاح مشروعها في إقامة شرق أوسط جديد، تفاءلت به شعوب المنطقة المضطهدة المغلوبة على أمرها، متوقعة من الدول العظمى إعادة قراءة لسياساتها التي دعمت النظم الاستبدادية وتركتها تذيق شعوبها الكبت والحرمان. لكن المتحقق على الساحة العراقية خاصة يعطي انطباعا سيئا لدى المواطن العراقي الذي ظل يعاني القتل والتشريد والعوز والحرمان من أبسط الخدمات مثل الكهرباء والماء والصحة والسكن ناهيك عن تفشي البطالة والفساد واضطراب الأمن منذ 2003 والى اليوم برغم الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الولايات المتحدة وشركائها في المجالات كافة. ومع ذلك فهي تقف متفرجة أمام الهجمة الشرسة للعمليات الارهابية التي تعيث في العراق وشعبه ، كما تقف عاجزة أمام معالجة مشاكل تعد بسيطة وعادية أمام قدراتها الضخمة وهذا ما أفقدها بعض مصداقيتها، ليقين المواطن أن قوة اقتصاديات وتقنيات هذه الدولة إضافة لأقمارها الصناعية ومركزها العالمي الذي أهلها لتسيد العالم يجعلها تستهين بشراذم ارهابية مذعورة، ومشاكل على مستوى توفير كهرباء وماء ووقود إن هي ارادت ذلك.
كما أن اطلاق سراح الارهابيين بين فترة قصيرة واخرى، وعدم تفعيل وتنفيذ قانون مكافحة الارهاب، وأمور مشابهة اخرى تعطي الحق للمواطن في اليأس والتشكيك كون الطرف المقابل قد وضع نفسه موضع الشبهة والتهمة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/20



كتابة تعليق لموضوع : ان هي ارادت ذلك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net