صفحة الكاتب : الشيخ علي ياغي

سلام على البكائين
الشيخ علي ياغي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس الحزن والبكاء-فعلاً اختيارياً للنفس -

أنما هو حال يعتري النفس عن مؤلِمٍ
يُلمُ بها ويستولي على مشاعرها

ولا يُمثِّل الحزن والْوَجْدُ والبكاء والجزع والغَشْيَة وربما الموت
 إلا
مظاهر الإنفعال والإستجابة لذاك السبب المؤلم والمُوجِع لتلك النفس

فما نراه من طفح الوجد والحزن
عند الحزين الواجد او البَّكاء الجازع
إنما يَنِمُّ -وبالضرورة- عن كامنٍ تعيشه النفس في أعماقها
فيطفو - لأجل ثورانه- الحزن والكآبة والبكاء والجزع
فلم يكن بكاء يعقوب على غيبة يوسف فابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم
إلا لأجل كامنٍ في نفس يعقوب (وهو الحب) تأتى ثورانُهُ (الحب)وفوران
لَهَبه عن غيبة الحبيب عن عين حبيبه
وعما المَّ بالحبيب من مكاره النوازل

لذا لا ُيقال ليعقوب النبي (كُفَّ عن البكاء)
لأنه ما دام يعيش الحب (ليوسف)
فلا يمكن له ان يكف عن الحزن والبكاء
نعم لو فارق الحبُّ النفس وما عادت متعلقة بالغائب
حينئذ يكف يعقوب عن الحزن من باب إعدام النتيجة بإعدام السبب
وعليه

فإنَّ -دعاة ترك البكاء على سيد الشهداء-

هم اماااااااااااا جاهلووووووووووون معنى الدمعة وعن اي سبب تتولد ولما تطفو وما هو المحرِّك لها وعن اي حرارة تثور
لا يعلمون معنى ان يحزن الحزين
وأن يتألم المتألم

وإما أنهم حاكمون طغاة يعلمون ان الدمعةعلى سيد الشهداء تنديد بالظالم و مبدأٌ أساس في الثورة
على الظلم والظالمين
وأنها في اقل مستوياتها
مبايعة للمظلوم وإنكار على الظالم



لذا سلاااااااااااام على البكَّائين
على سيد الشهداء
فإنهم الانسان الحي الذي عرف منْ ُُُُيحب وعرف ثمرة هذا الحب وقرأ في كتاب النور واستلهم من حقائق الغيوب واستنار بمصباح الهدى
وركب في سفينة النجاة

فيا أيها العاذلون كُفواعن هذيانكم
فقد عرَّفتنا فلسفة الدمعة
أنها الفيصل بين شقي وسعيد
فأنتم تبكون ونحن نبكي
انتم تبكون على دنياكم فتموتون وانتم أحياء
ونحن نبكي لنصنع العزة للمبادئ
ولنحطَّم عروش الظالمين إنَّ بكاءَنا
ناشئ عن حب لما تكرهون
وإنِّ بكاءَكم ناشىٌ بغض لما نحب
 فكيف لا تكون الدمعة ثورة وكيف لا تكون الدمعة هدْرَة كيف لا يكون البكاء صنَّاع التاريخ وصنَّاع الحاضر والآتي من الايام
اما علمتم أيها العاذلون
ان دولة آخر الزمان تكون على يد البكَّاء على سيد الشهداء
يا جداه لأندبنَّك صباحا ومساء


ولابكين عليك بدل الدموع دماً

فسلام وألف سلام على البكائين على سيد الشهداء



 بقلم ش علي ياغي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ علي ياغي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/15



كتابة تعليق لموضوع : سلام على البكائين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : hassan roumi ، في 2014/12/16 .

بسم الله ....
سلام على صاحب الجرح البليغ مولانا الامام علي عليه السلام .
سلام على صاحبة الضلع الكسير مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام .
سلام على صاحب الرأس المرفوع على القنا مولانا ابي الاحرار الحسين بن علي عليه السلام .
اللهم نسألك بالنجل الاعظم ان تجعلنا من البكائين على ذاك المصاب الجلل الذي ابكى كل ما يرى وكل ما لا يرى .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net