صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

زيارة الأربعين لها صدى عبر القرون!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المقدمة | أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ,ولنرفع شعار يا مسلمين العالم اتحدوا كما أراد الله ولنترك كل الخلافات ولتتصافح الأيادي والقلوب ونقول كلنا أخوة ...

ولك العهد يا رسول الله بأن عاهدنا ولاءك وولاء أهل بيتك , ونقولها هاك أخذ العهد هاك دنيا وآخرة آوياك بجاه الله ورسوله.......

منذ أن انبثق فجر التاريخ الإسلامي ، بدأت دواعي النفوس الشريرة ، والتي أكلها الحسد، وقتلتها الغيرة، بتصويب أسلحتهم وسهامهم إلى صدور الموحدين، راجين أن يمحقوا دين الإسلام ، وحركته الحضارية، ونمو الإيمان المتجذره في النفوس الصادقة... لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، ويفلق هامات الخواجة أولي الكفر والفجور، ويعز دينه وأولياءه ولو كره المجرمون .

واليوم ونحن على درجة كبيرة من درجات التحدي العالمي لقوى الصهيونية العالمية، والإمبريالية الماسونية والبتر ودولار لبعض ملوك وحكام بعض دول الخليج الطاغية والتي حاكت الشر للمسلمين، ودفعت بجنودها إلى اقتحام بلاد الإسلام بالتعاون مع علماء الوهابية ، ونهب خيراتها، وسلب أموال أصحابها، وتركيعهم ـ زعموا ـ لقوى التحالف النصرانية ــ لحد قولهم ــ  ولكن النصارى الشرقيين وحتى أن النصارى في أكثر بلدان العالم برئ من شر أعمال هذه الماسونية والصهيونية العالمية  وأن النصارى هم أحبابنا وكذلك اليهود هم أحبابنا لكن الصهاينة وكل الأديان الصابئة والمسيحيين والايزيدية والكل والدروز والشبك والكاكية وغيرهم والماسونية هم أعداء للإنسانية ولا يهمهما سوى منافعها !!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) سورة الحجر/ 6

(وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)سورة ص/ 4

(وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) سورة الفرقان/5

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) سورة الحجر/97

(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) سورة الأنفال/ 8

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة الصف/ 9

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) سورة التوبة: 32

(وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) سورة آل عمران/ 141

(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) سورة السجدة/21

(أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) سورة فاطر/8

(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) سورة الشعراء/ 3-4 .

(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) سورة يونس/ 99 .

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) سورة الشرح/ 6

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) سورة يوسف/110 .

(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) سورة آل عمران: 139-142 .

(لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) سورة التوبة/ 91-92.،

(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال /46

هنا نستدل على أن لا يعجز القوم إذا تعاونوا ، وهو أيضاً في شد القوم في اجتماعهم ووحدتهم وترك التفرقة في ما بينهم ، لأثر التعاون في منعة القوم وعزتهم . ونعم ما قيل في هذا الصدد :

إذا العبء الثقيل توزعته .... رقاب القوم هان على الرقاب .

(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة/2 وأن الآيات القرآنية والسنة المطهرة تركز على وحدة القوم ليعيشوا ضمن الجماعة ، ويعرف الكل ما لهو وما عليه من خلال بنيتها الأخلاقية والقانونية والتربوية على صياغة الفرد ودمجه في الجماعة ، وإيجاد حالة من التفاعل والترابط والتوازن على أساس التعاون في تبادل المنافع والأخوة وحفظ الأمن الجماعي من الغلاف والصراع والعدوان ،وتدعوهم أن يتعاونوا على الخير والمنافع ، وتنهاهم عن التعاون على الشر والعدوان .

من منّا لا تتقطع أنفاسه ويتفطر قلبه لما يحدث من قتل وتعذيب واستباحة لأعراض وأموال ودماء الأمة المسلمة، من منّا لا يحزن من أجل حال الأمة وذلها وتواثب الأعداء عليها، من منّا لا يحترق قلبه من أجل رسولنا، الكثير يسأل لماذا كل هذا؟ ألسنا على الحق؟ لماذا لا ينصرنا الله؟ أليس الله على كل شيء قدير؟ أليس بيده ملكوت السموات والأرض؟ أليس هذا دينه وهذا رسوله ـ بأبي و أمي ونفسي وروحي حقا لا قولا يا رسول الله ـ؟

لنرجع بالتاريخ إلى الوراء، إلى عهد رسول الله وبداية دعوته، كم وجهت له تهم هازلة وشتائم سفيهة، فهذا دأب الكافرين {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} الحجر، وقال تعالى : {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ص اتهموه بالكهانة والسحر والجنون ووضعوا الأشواك في طريقه وسلا الجزور على ظهره، ولم يؤذى فقط في شخصه بل أيضا في دعوته، قال تعالى : {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } الفرقان وكانوا يحذرون الحجاج منه ومن دعوته، وكانوا يحكون قصص وأساطير فارس والروم ليصرفوا النّاس عن القرآن، ولم يؤذى رسولنا فقط بل كل من أسلم، فهذا عم عثمان يلفه في حصير من ورق النخيل ويشعل النار تحته، ومات ياسر في العذاب من قبل قائد الشرك والظلال أبو سفيان آن ذاك..وطعنت أمه سمية في قبلها بحربة حتى ماتت وأيضاً بأمر من أبي سفيان..، وخباب بن الأرت تعذبه مولاته بالنار، وتضربه بالحديد المحمي على ظهره ورأسه وأيضاً بأمر من أبو سفيان وهند أم معاوية ..، كم عذبوا في بلادهم واضطهدوا واضطروا لترك بيوتهم وأموالهم وأهلهم والهجرة للحبشة، وحتى من بقي كادوا يموتون جوعا بسبب مقاطعة الكفار وحصارهم لهم، ثم زادت المصائب فمات عم النبي وكافله وسند الرسالة  أبو طالب الذي كان ينصر الدعوة ويدافع عنه، وماتت الزوجة الحنون السيدة خديجة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ التي كانت تسانده وتخفف عليه، وخرج عليه الصلاة والسلام يدعو أهل الطائف وشرفائها فأغروا به السفهاء يسبونه واجتمع عليه النّاس يرمونه بالحجر وهو ينزف، ووصل بهم الأمر أن عزموا على قتله، حتى تأثر النبي وتألم وضاق ذرعا بهم {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} الحجر.. ولكن بعد كل هذا الضيق ماذا جرى؟ وما هي النهاية؟

ولرب نازلة يضيق لها الفتى

ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكنت أظنها لا تفرج

(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) الأنفال..لقد توالت الخيرات، الإسراء والمعراج ثم الهجرة للمدينة والتمكين وتكوين الدولة الإسلامية، ثم غزوة بدر وتأييد الله للمؤمنين بالملائكة، ثم أحد والهزيمة ثم النصر المؤزر في الخندق بلا قتال ثم منعهم من الاعتمار ودخول مكة، ثم الفتح، نعم فتح مكة نفسها معقل الكفر ومسقط رأسه وقتها، ووفدت قبائل العرب تعلن الإسلام، وتحققت سيادة الإسلام وقيادته للبشرية من شرقها إلى غربها .

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)الصف..ابشروا يا مسلمين فليس بعد العسر إلاّ اليسر وليس بعد الضيق إلاّ الفرج وكلما اشتد سواد الليل قرب سطوع الشمس وحلول النهار، إنّ لهذا الدين ربا يحميه ويحفظه وحتما سينصره (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة..، والله إنّ النهاية ستكون للإسلام ولعباد الله المؤمنين، فهذا الذي نعانيه ليس إلاّ فترة ابتلاء وتمحيص ليميز الله الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق، من الذي سيثبت على دينه ويقبض على الجمر قبضا؟ ومن الذي سيبيع دينه بعرض من الحياة الدنيا؟ (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) آل عمران.، من الذي سيثق في الله ويكون عنده يقين في دينه؟ ومن الذي سيفقد الثقة في الله ويتخلى عن دينه؟ من الذي سينصر دينه ويحمل هم أمته ويتمزق دينه من أجل الإسلام؟ ومن الذي سيحمل هم الفتيات والمباريات والحبيبات والمسلسلات والأغنيات؟

فلقد نجح الغرب في إبعادنا عن ديننا، نجحوا في تنويم الأمة وإلهائها بالشهوات والشبهات، والله يريد لنا الخير ويريدنا أن نفيق، فتأتي هذه المصائب لعل ضمير الأمة يفيق وترجع إلى دينها وشريعة ربها وهدي نبيها، فإنّ الله عدل لا يحابي أحدا، إن تمسكت الأمة بالدين ملكت الدنيا بأثرها، أمّا إذا ضيعت الدين وهان الله في قلبها وتجرأت على معاصيه فإنها تهون أيضا عليه ويسلط عليها أنجس الخلق و أخسهم وأحقرهم، لتعلم الأمة أنها إذا ولت ظهرها لدين الله وشريعته واتخذت أحكام القرآن والسنة والحلال والحرام ورائها ظهريا فإنها حتما ستكون خادمة الأمم وأذلها، (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) السجدة.. وكذلك ليعلم الله الصابرين الذين حصرت قلوبهم على نبيهم وتحسرت على أمتهم وتمزقت نفوسهم وتفتت أكبادهم وهم عاجزون لا يملكون شيئا فيتبرءون من حولهم وقوتهم ويبتهلون ويتضرعون ويستصرخون الله أن ينصر دينه .

يا الله كم تمزق قلب الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم كمدا وإشفاقا على النّاس من النار ورغبة في نجاتهم وكم عاتبه ربه ليرفق بنفسه ويتلطف بها (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) سورة فاطر/8.، (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) الشعراء. وهكذا قلوب المؤمنين تتقطع قلوبهم من أجل الناس ويريدون لهم الخير ويكرهون لهم الشر (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) يونس. وبعد الضيق والشدة والتضرع إلى الله يأتي النصر والفتح (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) الشرح. ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف. ليس يأسا من نصر الله وإنّما من هداية قومهم واستجابتهم ووقتها يأتي المدد ويأتي النصر .

والله إنّ أوقات الشدة هي التي تظهر المعادن وتربي الرجال وهي التي تكفر الذنوب وترفع الدرجات، فكيف يكون صبرا على البلاء دون بلاء؟ وكيف سيتخذ الله الشهداء ويرفعهم بعد أن قدموا أنفسهم رخيصة في سبيل الله دون بلاء؟ .

يا أمة الإسلام إنّ هذا الدين دين الله وهو ناصره يقينا (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) آل عمران.، يا أمة الإسلام بالله عليك عودي للإسلام فإنّ الله لن ينصر إلاّ المؤمنين، ولن يهون عليه المؤمنون وإنّما يهون عليه من هان عليهم دينهم .

إنّ بعدنا عن الدين سبب المحن والمصائب، يكفي هم وغم وضيق وكرب وضنك ولنعود إلى الله، لتعود لنا سيادتنا ومجدنا، قولوا لمن سب دينكم ونبيكم لا لن يموت رسول الله، رسول الله حي في قلوبنا، رسول الله حي في أفعالنا، فنحن لن نفقد أبدا هويتنا ولن ننسى أبدا قضيتنا فنحن أبناء الإسلام عبيد الرحمن، محمد ما مات وما خلف بنات، فنحن سنحمل رايته وننشر رسالته، ونحقق أمنيته، سنكون أكثر أهل الجنة ولن نخذلك أبدا يا رسول الله، بل ستفخر بنا بين الأمم بعد أن نرفع رؤوسنا بشريعتك في القمم، ليفعل كل منّا ما يستطيعه من أجل دينه دون تقصير، ولا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها ولا يستحقر أو يستصغر بشيء من دين الله ولا يحقر من المعروف شيئا، ولكن أيضا نريد علوا للهمة فلا نريد دنو همة ولا تقصير، من استطاع أن يفعل الأفضل فلا ينبغي له أن يرضى بالمفضول .

وما رأيت في عيوب النّاس عيب

كنقص القادرين على التمام

فإن فعلنا قصارى جهدنا فقد برئت الذمة فلا نقتل أنفسنا ونترك العمل ونيأس، لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها، ولا نريد أن نتولى فيستبدل الله بنا (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) سورة التوبة/ 91-92.، فلنعود إلى ديننا ولنسخر كل الجهود في سبيل إسلامنا ونكون من المؤمنين أهل النصر والتمكين، فقد ازداد سواد الليل وحان طلوع النهار . وقد روي عن الإمام جعفر الصادق رضوان الله عليه وسلامه قال :

قال أن رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه وسلم السلام تحدث عن علاقة الفرد والجماعة حين سئل : [ من أحب الناس إلى الله ؟ قال : ( أنفع الناس للناس)] وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه وسلم ) ، قوله : [ إن الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله] وهذا يدل يجب على تماسك القوم لينتعفع الكل وربط الولاء للدولة لشد وبناء الأسس في تماسك المجتمع وتماسك أفراده. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام : [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى]. وهنا يجب أن نلتزم بمكارم الأخلاق وطاعة الرحمن وأولى الأمر يعني الدولة ورئيسها لأنه بمقام القائد والأب لحل المشاكل العالقة بينكم ...

يرى ضياع الوقت وتضيعه وعدم الانتفاع به يعني انعدام القدرة على إيجاد أي شيء أو إنجازه . وهذه منفعة للعراق والشعب لمثل شرعية هذا القرار وأن الله تعالى يصف الزمن عنصر أساس في إيجاد وإنجاز من مثل

هذا الأمر (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) سورة المائدة / 48 . إذن لا تضيع لمثل هذا القرار وعلمياً هو حكيم ونعم ما قيل في هذا الصدد :

وخلّ سمته صفعا بمالٍ .... فقال تواز عوه يا صحابي

إذا الحمل الثقيل تواز عنه ... اكف القوم هان على الرقاب

وبعد أن عرفنا ما هي منزلة الوطن والتعاون للتنافس على حب هذا الوطن ولبناءه ولندعم المهجرين والأيتام والأرامل والمسنين والمنكوبين من جراء هذه المؤامرات الدنيئة من قبل المستعمر وحلفاء بعض ملوك وشيخ العرب بالتعاون مع داعش والصهيونية لتفكيك قوة سوريا والعراق ومصر واليمن ولبنان وبالتعاون سوف نرفع المستويات للمواطنين لزرع بذرة الخير ونشكر جميع من شارك في زيارة الإمام الحسين المليونية ونرجو الجميع للعود للمحافظات هم وقراهم والتمسك بالبناء والتعاون مع الدولة لدحر الإرهاب ونهدي للجميع من مات على الأيمان ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي نصيباً منها,ولا تنسوا  قوتكم وتعاونكم لدعم الدولة والعشائر والجيش لنصر الوطن وبعد الزيارة المليونية التي أذهلت كل الأعداء يجب أن نكون كما كنا كالبنيان ويداً بيد للحفاظ على هذه المبادئ العليا والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/15



كتابة تعليق لموضوع : زيارة الأربعين لها صدى عبر القرون!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net