صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإنسان المفقود فينا؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



يجب أن يكون هناك إنسان لكي نتحدث عن حقوقه , وعندما يُلغى الإنسان ويتحول إلى رقم , فأن الحديث عن حقوق الإنسان يصبح من ضروب الهذيان!!

فهل يوجد في وعي الذين يسمون أنفسهم ساسة وقادة معنى ومفهوم للإنسان ولحقوقه ؟!

الواقع المرير الذي تعيشه مجتمعاتنا أنها قبلت بأن تكون في خانة الأرقام , فأبناء المجتمع عبارة عن أرقام وحسب , والمجتمع بأسره مجموعة أرقام يتم التعامل معها بطرق حسابية وغابية شرسة!!

ألغيَ الإنسان في مجتمعاتنا بالكامل!!

فما يتحقق فيها لا يرقى إلى الإيفاء بحقوق الحيوان في المجتمعات المعاصرة , فالخدمات بأنواعها مزرية ومصممة للقضاء على الوجود البشري , فالرقم يتحرك وفقا لآليات الجمع والضرب والطرح والتقسيم والتصفير والتسقيط والإمحاء.

فعلينا أن نتساءل "أين الإنسان"؟

ما هو تعريفنا للإنسان؟

وبعد ذلك يحق لنا أن نتباحث في حقوقه!!

فما يحصل في مجتمعاتنا مرير ومدمر , ويساهم في تجريد البشر من أبسط المعايير الإنسانية , ووفقا لبرامج سلوكية إنقراضية فتاكة!!

وأصبح الدين من الوسائل المتأججة في تفريغ البشر من إنتماءاته الآدمية , ومنحه الأوصاف والمسميات والألقاب التي تقضي بمحق وجوده وتهجيره والفتك بحقوقه وممتلكاته , فما يتحقق عبارة عن تفاعلات تطهير عرقي وعنصري وإثني في مجتمعات الألفة والرحمة والمحبة والدين الجامع!!

فأين هي حقوق الإنسان في مجتمعاتنا منذ صدور لائحتها في العاشر من كانون الأول عام 1948 ؟!

هل تحقق شيئا منها على مدى الستة والستين سنة الماضية؟!

وفي هذه الذكرى تعيش معظم مجتمعاتنا أتعس الأوضاع , وتعاني القتل والسجن والتهجير والتدمير الكامل لممتلكاتها ومصادرة حقوقها , والكثير من أبنائها يهيمون في المنافي والخيام التي تترحم بها عليهم الأمم الأخرى!!

ترى لماذا عند البشر حقوق إنسانية وعندنا لا توجد أبسط الحقوق؟!!

أ ليست حقوق الإنسان واضحة في الدين , فلماذا جعلنا الدين ضد حقوق الإنسان , وسخرناه لغير غاياته , وأبعدناه عن جوهره الإنساني الرحيم؟!!

فهل سيستيقظ الإنسان الذي كان فينا لكي نبصر مآثمنا بحقه؟!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/10



كتابة تعليق لموضوع : الإنسان المفقود فينا؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net