صفحة الكاتب : بشرى الهلالي

احذروا.. الحرب القادمة شيعية شيعية..
بشرى الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعضنا يظن إن الطائفية جاءت بعد 2003  لأننا أمضينا سنوات طوال تحت ظل حكم ديكتاتوري، قومي، اشتراكي، علماني، سموه ماشئتم، لكن الحقيقة التأريخية تقول بأن الطائفية غابت عن المشهد السياسي في تاريخ العراق الحديث ولم تكن من سمات الحركات الثورية لا في عشرينات القرن الماضي ولا خمسيناته ولا سبعيناته. ولكن، خلال تأريخ العراق الطويل.. كانت الطائفية تختبئ خلف الستار لتظهر بما يتوافق وأهواء المحتل أو الحاكم. وليس هذا مربط الفرس، فما كان كان، ومايهمنا هو مانعيشه الآن وما سيأتي. بعد 2003، كانت الأفكار والحروب الطائفية غريبة علينا ولكنها كانت تبدو منطقية كونها بين طرفي نقيض كما صورا نفسيهما أو صورهما التاريخ: السنة والشيعة. ولم تستمر هذه الحرب التي كان يراد لها أن تصبح أهلية لبنانية طويلا، فقد إنقضت في العام 2009 لتترك غصة في بعض القلوب وجراح في قلوب أخرى يجعل الحديث عن صفاء النيّة والأخوة وغيرها نوعا من البطر أو الطوباوية. ولم تمض سنتين حتى برزت مطالب السنة وخيم الاعتصامات و.. و.. لتثبت إن النوايا لم تكن سليمة من الجانبين وإن الحرب الطائفية وإن إنتهت على الأرض الا انها ظلت مستمرة في عقول السياسيين ونسبة كبيرة من المواطنين من الطرفين، وماكان من سقوط محافظات الغربية والموصل الا طعنة جرح عميق أشك في أن يتعظ به حتى من مسّه الجرح. ومن ينظر الى المناطق الغربية الآن يرى بأن الحرب خلال السنتين الماضية كانت سنيّة سنيّة بإمتياز. ففي الرمادي تجد فصائل ومجاميع عديدة منها مايناهض الحكومة ومنها من يقاتل داعش ومنها من يقاتل بعضه البعض، كذلك كان الحال في الموصل وبعض مناطق صلاح الدين، وما داعش الا سنّة وإن لم يمثلوا الفكر أو التوجه السني للطائفة بشكل عام. وتشهد الساحة الآن تحركا بإتجاه تحرير المناطق الغربية التي لم يتم تحريرها بعد وربما الموصل في القريب العاجل بعد إن حقق الجيش ومن حارب معه نجاحا ملحوظا في محافظة صلاح الدين وجنوب بغداد وبعض قرى الرمادي.
فهل سيكون تحرير المناطق السنية نهاية للحرب الطائفية او الدينية أو سمها ماشئت؟
من يلقي نظرة على صفحات الفيس بوك، سيلاحظ إذكاءا لنار يراد بها إشعال فتنة شيعية شيعية تبدأ من الجنوب وتمتد الى كربلاء والنجف ثم بغداد. وقد يقول البعض، وهل الفيس بوك مقياسا؟ وأقول وللأسف، إن نصف الحرب الطائفية في العراق سواءا كانت سنية شيعية، أو سنية سنية كانت اعلامية والفيس بوك ساحتها الحقيقية التي خربت عقول الشباب وأذكت نار الفتنة وزرعت في القلوب أحقادا قد لاتنتهي مع الدهر. ومما يؤسف له إن هناك بعض الكتاب ربما مدفوعي الأجر أو مدفوعين بمصالح أو نوايا معينة يتزعمون قيادة الهجوم الذي يخترق العقول المنهكة أو الحاقدة أو المحبطة بسهولة.
بات معروفا للجميع بأن العراق لن يكتب له الاستقرار، وهذا مايدركه سياسييوه قبل غيرهم، لذا سعى معظمهم الى تأمين وضعه المالي والعائلي، فليس من مصلحة أميركا أو اسرائيل او دول الجوار أن يستقر العراق وتقوى شوكته ثانية، وقناعتي تقول بأن السبب وراء ذلك هو ليس النفط أو موارده فقط بل الإنسان العراقي الذي يجب أن يظل غاطا في الفقر والحروب والجهل.
ومن يعود الى مراجعة خطاب كيسنجر وزير الخارجية الاسبق في العام 2012 سيقرأ ذلك بوضوح، فقد أعلن كيسنجر إن الحرب العالمية الثالثة قادمة أو قائمة وهي ليست عسكرية وانما طائفية ستتمثل في اشعال الفتنة في كل بلد بين الطوائف والقوميات لتتقاتل الشعوب فيما بينها، فالحرب التي تلي السنية الشيعية، ستكون سنية سنية، وشيعية شيعية.
لذا احذروا ياقادة الشيعة، إن كانت نواياكم صادقة في ماتذهبون اليه من اصلاح في الحكومة الجديدة، فالخطر ليس فقط في الافكار المتطرفة في بعض من الطائفة السنية، والذي دمر المناطق الغربية، بل هناك خطر مماثل يتربص بكم في الجنوب متمثل بأفكار متطرفة يتزعمها رجال دين بدأو يشتمون المرجعية ويدينون توجهاتها ويسعون الى بث الفرقة بين المكون الشيعي الذي هو أصلا منقسم الى عدة مرجعيات وولاءات أي إنه سيكون أرض خصبة لحرب ستحرق الجنوب.. لاسمح الله فاحذروا..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/10



كتابة تعليق لموضوع : احذروا.. الحرب القادمة شيعية شيعية..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net