صفحة الكاتب : علي الغراوي

العنصر غير مُتاح في بلدك..!
علي الغراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

           لا يعني الإنفتاح على العالم سبيلاً لإنتعاشة دائمة؛ فهنالك عناصر لابد من توفرها حتى تتحقق أحلامنا في العيش بِسلام دائم، وتنتقل بنا من أضغاث إلى واقع سليم.
عناصر توفرت في كثير من بلدان العالم، لم تتوفر على أرضنا منذ عقود من الزمن، ولم نلمسها حتى هذه اللحظة؛ لِتكون بِمثابة حلم يُدعب مخيلنا في تحقيقها على أرضنا.
لم نشهد يوماً لإنفجار سيارة مُلغمة في بروكسل، أو باريس، أو أمستردام، لكن للمُفخخات مسلسلٌ درامي في مُدننا، لذا فالأمن متوفرٌ في هذه العواصم، لكنه غير مُتاحاً في مدننا إطلاقا، وغابت صناعته في أغلب الحكومات التي حكمت البلد.
لم نتوقع أن هنالك وحوش بشرية ستظهر في اللاحق.. أكثر وحشية، ودمويةً من طواغيت الأزمنة السابقة من ناحري الرقاب، فظهرت داعش، كعنصراً مُتاحاً في بلدنا؛ لكنه غير مُتاح في بلدان أخرى!
لم نعرف لسخرية الزمن ماهية حقوق الإنسان؛ هل هي نوع من أنواع الأطعمة، أو الشراب، أو كائن مختلف تماماً عن الكائنات الأخرى؟! لكن وجدناها عنصراً مُتاحاً في عديد من الدول، لكنها في بلدنا، تغيرت إلى عقوق، وأصبحت غير مُتاحةً إطلاقاً!
لم تكن النزاهة في بلدنا حجر عثرة في طريق الفاسدين؛ فهي عنصر غير مُتاحاً على حكومتنا، لكنه متوفراً في حكومات أخرى، وضع فيها البرلماني الفاسد في" حاوية النفايات"  مع عقوبات قضائية مترتبة عليه، لإرتكابه فعل غير نزيه.
عرف الفضائيين في أغلب دول العالم؛ أولئك الذين وصلوا القمر، كالأميركي آرمسترونغ، والبريطاني تيم بيك، لكن هذا المصطلح؛ لم يعد سوى كناية يتصف بها الفاسدين في مؤسساتِ.. بُنيت على أرقام وهمية، ومؤشرات فاسدة مرتفعة، لذا يكون القصاص بالسُراق عنصراً مُتاحاً في بلدان أخرى، لكنه غير متاحاً في بلدنا.
في أغلب الدول؛ وجدنا الإخلاص في العمل مُتاحاً في مدنهم(زرق ورق) لكنه غير مُتاحاً في مدننا العشوائية، وشوارعنا التي حازت على لقب فينيسا المياه الآسنة!
إختفت الخدمات عن حياتنا المريرة، وأصبحت عنصراً مُتاحاً في عديد من بلدان العالم، وحقوقاً مشروعة تتكفل الحكومات بِتوفيرها، لكنه غير مُتاحاً في بلدنا.
لسخرية القدر، عندما حاولت تنزيل تطبيق على جوالي، فوجئت بِتنبيه ظهر أعلى شاشة الجوال يقول: هذا العنصر غير مُتاحاً في بلدك..!





 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/09



كتابة تعليق لموضوع : العنصر غير مُتاح في بلدك..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net