صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

شهيدات العراق
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ونحن نعيش ايام مناهظة العنف ضد المرأة الذي اقرته الامم المتحدة ، علينا ان نستذكر ما خلف لنا النظام المباد من المأسي والتركات الثقيلة منها عدد كبير من الشهداء ، وعدد اخر من السجناء السياسيين اللذين ذاقوا الامرين في سجون الطاغية , وعدد من الارامل والاطفال والايتام .. هذا اضافة الى تركته الاكثر ضررا الا وهي فلول البعث وازلام النظام ممن كانوا مخلصين للحزب وقائده .. واللذين وفرت لهم الاجواء الجديدة في العراق بعد التغيير للتحرك بحرية تامة وتنفيذ اهدافهم الخبيثة . لقد سقط آلاف الشهداء والشهيدات بسبب فكر وراي وليس شيء اخر .. قام النظام باعتقالهم وزجهم في سجونه المظلمة ثم بدا حملته الظالمة في الابادة الجماعية للسجناء بدأها بالشيهد الاول محمد باقر الصدر رضوان الله عليه .. ثم لكوكبة من مفكري الحركة الاسلامية في العراق وامتدت الى كل من يتردد على المساجد والحسينيات لاداء الصلاة واللذين يؤدون الزيارة الى المراقد المقدسة في النجف و كربلاء والكاظمية وسامراء  حتى اصبحت هذه الاماكن عبارة عن كمائن للمؤمنين  تنصبها الاجهزة الامنية للنظام واحيطت االمساجد والحسينيات بعناصر  امن النظام اللذين كانوا يسجلون اسماء المصلين ويبعثون بها الى الفرق الحزبية التي كانت  ثمثل جهازا امنيا قمعيا اخر اضافة الى اجهزة النظام ، كل هذه الجرائم ومنظمة العفو الدولية نائمة على آذانها  حسب ما يتردد من امثال لم تحرك ساكنا ولم تحاول تقصي الحقائق ولم تصدر بيانا ولم تستنكر الاغتيالات  والاعتقالات وزج الشباب في السجون وقتلهم عن عمد بعد عرضهم على محاكمات  صورية واحيانا لامحاكم .. هذه الحالة الماساوية خلفت لنا قاعدة كبيرة من الشهداء كما اشرت ذلك المؤسسة المختصة ، وعدد اخر من الشهيدات فالمراة لم تسلم من ملاحقات النظام وازلامه  ، بل كانت مضطهدة مثل اخيها الرجل وربما وقع عليها ثقلا وظلما كبر حيث تعرضت  الى السجن والابادة  اضافة الى التثكل بفقدان الولد والامل والتيتم والتهجير والابعاد والفصل السياسي .
احصائيات مؤسسة الشهداء تشير الى سقوط 1280  شهيدة عراقية بسبب العقيدة والراي .. وان هناك اكثر من 2000 سجينة سياسية تم تثبيت وثائقهن في الموسسة ولم تجري بعد المصادقة على طلباتهن ، سوى اخريات لم يقدمن طلبات حفاظا على سمعتهن وعوائلهن .. هذا اذا علمنا ان عدد السجناء الذي سجلتهم  المؤسسة لحد الان  27 الف  معتقل وان هناك ما يقارب ال 150 الف اخرين لم تروج  معاملاتهم او لم تنجز في المؤسسسة  ان سقوط 1280 امراة شهيدات العراق لم يحرك ساكنا لدى منظمات  حقوق  الانسان الدولية  لا من قبل ولا من بعد .. وهذا يعني ان هذه المنظمات بقيت صامته حتى بعد سقوط النظام واظهار الحقائق والمعلومات والمقابر الجماعية للعراقيين في حين تنشط بشدة عند اعتقال مجموعة من ارهابيي داعش وامتعضت عمد اعدام الطاغية صدام  وهذه المنظمات التي يمكن ان تسميها لا حقوقية  لم تذكر شيء في بياناتها وادانتها ما يشير الى جرائم النظام السابق بينما تحمل بشدة على العراق عندما ينفذ  حكم الاعدام  على المجموعات الارهابية  التي نشرت بالبلاد  فسادا  وقتلت الناس على الهوية .
ان سقوط هذا العدد من النساء الشهيدات دلالة واضحة على المشاركة الفاعلة للمرأة في الحياة السياسية العراقية في الحرب والسلام وفي الظروف الطبيعية او الصعبه  ، وقد استكمل تنظيم داعش الارهابي ما لم يفعله النظام اللاجرامي .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/08



كتابة تعليق لموضوع : شهيدات العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net