صفحة الكاتب : سليم عثمان احمد

الضرورات لا تبيح المحظورات دائما؟
سليم عثمان احمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الإنسان تعاف نفسه أن يأكل لحم دابة ماتت، وهو بفطرته، وطبيعته، وعقلانيته، يرفض أكل لحم الميتة، قال تعالى : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( سورة البقرة: 173 )، ( يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) (157) [سورة الأعراف) والميتة حرمت لعلة بقاء الدم فيها.
لا أعلم سببا واحدا يجعل السودانين يضطرون لأكل لحوم نافقة ، سواء كانت لأبقار أو ضأن أو أبل أو غيرها  ولا يجوز بحال من الأحوال أن نجد في  موائدنا لحوم الحمير ، لكننا في هذا الزمن العجيب أصبحنا نرى ونقرأ  عن أشياء كهذه تحدث في بلدنا وآخر ما تداولته وسائل إعلامنا  ضبط شرطة ولاية الخرطوم  للحوم  نافقة تباع في  مناطق طرفية في الخرطوم، يقولون: أن مصنعا معينا طلب من عامل مختص بإبادتها، وأبن الحلال هذا سولت له نفسه  بأن يكسب منها قرشين ويدخرهما ليوم أسود ،وما أكثر الأيام السود في بلادنا في هذا الزمن،  قام سعادته وهو ينشد أن يكون من أثرياء البلد الجدد ، ببيعها لاخرين بمبلغ زهيد فقط قدره ( 5 جنيهات للكليو) يا بلاش لحم بتلو يباع برخص  التراب! ولعله فكر وقدر أن يساهم في رفع الضائقة  المعيشية عن المواطنين ،من خلال  تقديم هذه اللحوم اليهم بسعر فى متناول أيديهم ، لا يهمه بعد ذلك إن عاشوا أو ماتوا ، أيمانا منه  بأن المرء لا يموت قبل يومه، لن نتحدث عن جرم هذا الرجل فحسابه قبل كل شئ عند ربه ،ولكننا نتساءل  ونوجه أصابع الإتهام بالتقصير للسلطات المختصة في ولاية الخرطوم وعلى رأسها الطبيب البيطري عبد الرحمن الخضر والذي تعتبر اللحوم  من إختصاصه.
 كيف يسمح والي الخرطوم بهذه المصانع تتاجر في أرواح الناس وصحتهم بهذه الطريقة الفاضحة؟ ما هو عدد  الحمير والأبقار النافقة التى استهلكها مواطنو ولايته؟  بل كم هو عدد المطاعم التى تقدم لحوما نافقة في أوان  فخيمة وأنيقة ؟وبجانبها سلطات  ومشهيات؟ بل كم عدد الذين توفوا من جراء تناولهم لحوما مسمومة؟ ولماذا لا يقوم مفتشو  الولاية  المختصون  بتفتيش مثل هذه المصانع التى تبيع اللحوم النافقة على أنها سليمة ؟ والتى تقوم بتعبئة الزيوت منتهية الصلاحية وغيرها مستغلين عوز الناس وحاجتهم وفقرهم؟ كم مصنعا  أغلقتها الولاية لمخالفتها لشروط السلامة والصحة؟ إن كانت هناك  شروط سلامة وصحة أصلا  في مصانعنا؟ هل توجد في ولاية الخرطوم كلها محرقة لحرق السلع والمواد منتهية الصلاحية؟؟أم تباد في الخلاء وتختلط بالمياه الجوفية و مياه النيل؟ثم تعود الينا تلك السموم في دورة زراعية وحيوانية جديدة ،فنصاب بالسرطانات والنزلات المعوية والاسهالات وغيرها من الأمراض،ماذا فعلت السلطات المختصة مع  صاحب المصنع المشار اليه؟ اليس مسؤولا عن هذه الجريمة؟( مالكم كيف تفعلون؟ إذا اخطأ صاحب المصنع تركناه وقبضنا في تلابيب موظف صغير لأن نفسه سولت له أن يكسب مالا حراما ولو على حساب مواطن بسيط غلبان بائس.
كثيرون يدخلون الى مطاعم ولاية الخرطوم ومعظمها يستحق ان يغلق اليوم قبل الغد ، يدخلون اليها ويتناولون اللحوم دون أن يعرفوا ماهيتها، يبدو  أن الطباخين لدينا بارعون  لدرجة أننا لا نكاد نتبين عما اذا كان ما نتناوله من لحوم لحيوانات ذبحت وهي حية أم نافقة ،و هل ذبحت  على الطريقة الاسلامية ؟ واضح أنهم يكثرون البهارات  والثوم  والشطوط الحمراء والفلفل  حتى يستيغها الآكلون ، ماذا يفعل معتمد الخرطوم أليس من إختصاصه  التفتيش عن المصانع والمطاعم والمتاجر التى لا تهتم بسلامة المواطن؟ أم يا ترى يهتم وموظفوه بالجبايات فقط؟ هناك من يعرضون اللحوم والمشاوي في مواقف المواصلات مكشوفة ومعرضة للغبار  الممزوج ببصاق المرضي  وغيرهم ـ ولا تفعل سلطات ولاية الخرطوم شيئا حيالهم الخرطوم أكثر ولاية وسخة في العالم كله ومدنها اكثر المدن بؤسا ، صحة المواطنين ليست من أولويات واهتمامات الوالي وحكومته،  لا خضرة فيها ولا جمال بالرغم من أن الماء يحيط بها من كل صوب، الولاية لا هم لها سوى توزيع الأراضي  حتى نازعت ولايات الشرق ونهر النيل والشمالية وكردفان والجزيرة  والنيل الأبيض  وأخشى أن يقع نزاع دام بين ولاية الخرطوم وتلك الولايات في مسألة توزيع الأراضي، ولاية الخرطوم لا يهمها أن حاز بعض رجال الاعمال على مئات القطع المهم عندها ان تبيع ليل نهار، وطبيعي ولاية هذا همها( كسب المال) لن تهتم بصحة أو تعليم مواطنيها، ولاية تفتقد للصرف الصحي لدرجة أن مياه ملوثة تختلط بمياه الشرب دون علم المواطنين ولاية لا تمنع  ابار السايفون (سابت تانك) غير المطابقة للمواصفات العالمية ، مياه الصرف الصحي المتسربة منها  تختلط بمياه النيل والمياه الجوفية والولاية بأجهزتها المختصة لا تهتم بمشكلة كهذه، ولاية  فيها أطنان من البلاستيك  تنفق الأنعام من جراء أكلها فلا تحرك ساكنا ولاية أصبحت كرش فيل من دون تخطيط ومن دون خدمات،تستورد الألبان واللحوم المصنعة بدل انتاجها ، الناس يجأرون فيها من اللصوص نهارا جهارا، ولا وجود للشرطة الا بعد وقوع جرائم كبيرة،ليس هناك يا سيادة الوالي شئ يجبر مواطنيك لأكل الميتة ، ولكن يبدو أنه لا يهمك كثيرا أمرهم فلو أكلوا لحم الخنزير لما تحركت جهات الإختصاص لديكم،فالي الله المشتكى، وطالما كان هكذا الحال، فانصح كل مواطن حريص على صحته أن لا يأكل لحما في مطعم بالولاية كلها ،حتى يشعر المسؤولون بأن روحه  ليست رخيصة يحملها  فوق أكفه،قالوا : الضفادع لحومها مليئة بالبروتينات، واليوم يريدوننا ان نأكل لحوما نافقة  ،ونتجادل إن كانت لحمير أو أبقار ، الضرورات لا تبيح المحظورات دائما.
•    درهم البخيل..

كان بعض البخلاء إذا وقع الدرهم في كفه قال مخاطباً له : أنت عقليوديني وصلاتي وصيامي , وجامع شملي , وقرَّة عيني , وقوتي وعِمادي وعُدتي ,ثمّ يقول :يا حبيب قلبي وثمرة فؤادي ,قد صرت إلى من يصونك , ويعرف حقك , ويُعِّظم قدرك , ويشفق عليك , وكيف لايكون كذلك وبكَ تُجلب المسار, وتُدفع المضار , وتعظم الأقدار , وتعمر الديار , وتزوج البنات , ترفع الذكر وتعلي القدر ,ثمّ يطرحه في الكيسوينشد:
بنفسي محجوبٌ عن العين شَخصهُ
وليس بخالٍ من لساني ولاقلبـي
ومِن ذِكْره حظّي من الناس كلّهم
وأولُ حظي منهُ في البُعدوالُقربِ
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سليم عثمان احمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/08



كتابة تعليق لموضوع : الضرورات لا تبيح المحظورات دائما؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net