صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

الوعود البراقة والشعارات الرنانة
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرة هي الشعارات العريضة والجذابة التي رفعتها وترفعها القوى والكيانات والشخصيات السياسية بأستمرار، وتتكرر تلك الشعارات التي تحمل نفس المضامين بأشكال وصيغ ومناسبات مختلفة.
   وطبيعي ان المواطنين على اختلاف مستوياتهم وتوجهاتهم واهتماماتهم يتابعون تصريحات السياسيين، لانهم-أي المواطنين-معنيين بما يقوله ويصرح به السياسيون، مثلما ان السياسيين ملزمين على الاصغاء لمطاليب المواطنين وبذل اقصى الجهود لتحقيقها، سواء من خلال السلطة التشريعية-الرقابية(البرلمان) او من خلال السلطة التنفيذية(الحكومة). وهذا شيء طبيعي ومتوقع لان مشاكل وازمات واحتياجات بناء الشعب كثيرة وكبيرة، وان مهمة معالجة وحل تلك المشاكل والازمات وتلبية الاحتياجات يقع على من حصلوا على ثقة الجمهور عبر صناديق الاقتراع واصبحوا يشغلون مواقع في السلطتين التشريعية والتنفيذية.
   ولاشك انه خلال الاعوام الثمانية المنصرمة سمع وتلقى المواطنون سيلا من الوعود البراقة بتحسين الخدمات ودفع عجل البناء والاعمار الى الامام، ومكافحة الفساد، وتعزيز فرص وامكانيات الرفاه الاجتماعي لكل الفئات والشرائح، ولان الاعم الاغلب من تلك الوعود لم يتعدى الكلام النظري، رغم تكراره مرات ومرات لذلك فأن الثقة بين المواطن العادي والمسؤول الحكومي اهتزت واختل كثيرا، ليتسبب ذلك في اتساع الهوة بينهما، وماعمق عدم الثقة والتباعد هو البون الشاسع بين المستوى الحياتي العالي الذي يعيش فيه المسؤول ، وزيرا كان او نائبا في البرلمان او محافظا او مديرا عاما او مستشارا، والمستوى الحياتي المتدني والبائس الذي يأن تحت وطأته عدد كبير جدا من الناس.
   وهذا الخلل الكبير الذي لم يعد من لايشعر به ويستشعره من العراقيين لم تظهر نوايا صادقة وتوجهات جادة لمعالجته وتلافيه، رغم المطاليب والدعوات الصريحة والواضحة للمرجعيات الدينية بضرورة واهمية ووجوب تقليل الفوارق بين عموم الناس وكبار المسؤولين، ورغم ان هناك قوى وشخصيات وطنية مخلصة كانت ومازالت تتبنى مواقف ايجابية بهذا الخصوص.
  والمؤشر الابرز على وجود توجهات لدى بعض الاطراف السياسية بعدم تغيير هذا الواقع الخاطيء، هو ادخال مشروع تخفيض رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث في متاهات النقاشات والسجالات العقيمة والمماطلات غير المسؤولة التي لايمكن ان تفهم الا من زاوية سعي البعض الى ابقاء الامور على حالها، واكثر من ذلك ربما البحث عن مزيد من المكاسب والامتيازات!.
4-5-2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/05



كتابة تعليق لموضوع : الوعود البراقة والشعارات الرنانة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net