صفحة الكاتب : جمال النبطي

الأشتر يقود تشكيلات الحشد الشعبي
جمال النبطي

 أعراب بادية العراق الغربية، كما يصطلح عليه العراقيون، وهم عرب البادية من الجزيرة، التي تضم محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، عرفوا عبر تاريخ العراق الطويل، بأنهم أصحاب سياسة متقلبة، يميلون أين ما مال الدينار والدرهم، فهم ليست لهم ذمة ولا كلام شرف.
   لو إستعرضنا تاريخ هذه المحافظات الثلاثة، لوجدنا فيه كثير من القضايا السياسية، بل الصفقات السياسية الرخيصة والخسيسة، ففي الفترة التي سبقت ظهور الإسلام، عندما كان العراق محل صراع بين أعظم دولتين في ذلك العالم، الدولة الساسانية والدولة البيزنظية، كان أعراب بادية العراق الغربية يميلون حيث المنتصر، لا يتبعون مبدأ ولا عقيدة.
   أما بعد مجيء الإسلام فلم يشاركوا بحروب التحرير أبداً، ولما إستقر الأمر بنصر المسلمين دخلوا الإسلام، وبعد حدوث الخلاف في خروج معاوية على إمام زمانه الإمام علي، تمكن معاوية من شراء ذمتهم، وكسبهم لجانبه، وهكذا جرت سُنة جميع حكام بني أُمية وآل مروان معهم.
   في معركة صفين الشهيرة، قام هؤلاء(أعراب بادية العراق الغربية) بقطع جسر الفرات، ليمنعوا تقدم جيش المسلمين، بقيادة الإمام علي نحو الشام، لأن موضوع النصر لكفة جيش الإمام، كان مفروغاً منهُ والأحداث تخبرنا بذلك، وخصوصاً وأن قائد جيش الأمام هو فارس الكوفيين، مالك الأشتر النخعي، ذلك القائد الذي بايع الإمام علي بيعة كبيعة الإمام للرسول(صلواته تعالى عليهما وآلهما).
   قام هذا القائد الشجاع والمقدام، بعبور نهر الفرات هو ومجموعة من المجاهدين بخيولهم، ثم أمروا أعراب بادية العراق الغربية بإعادة بناء الجسر وبمدة قصيرة، هي مدة وصول جيش الإمام علي إليه، وبعد أن تم البناء وعبر جيش الإمام إلى الضفة الأخرى، أمتنع أعراب بادية العراق الغربية عن تزويد الجيش بالميرة، بالرغم من أن الإمام أمر بدفع ثمنها، لكنَّ الأشتر إستطاع أن يحل الموضوع معهم بطريقته الخاصة.  
   الحشد الشعبي اليوم يمثل جيش الكوفة، بقيادة حفيد الإمام علي، وأشتره موجود، فعلى أعراب بادية العراق الغربية، ومن لف لفهم أن يكفوا عن نباحهم، ويدرسوا الموضوع جيداً، فأما أن يكونوا مع جيش الكوفة، وأما لا مكان لهم في العراق الجديد الموحد.
بقي شئ ...
أما جيش الكوفة فقد إستفاد من أخطاء الماضي، فهل وعى أعراب بادية العراق الغربية ماضيهم!؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال النبطي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/07



كتابة تعليق لموضوع : الأشتر يقود تشكيلات الحشد الشعبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net