خطب الجمعة فی لبنان تدعو لحوار دائم من دون شروط وتستنکر الاعتداءات على الجيش

دعت خطب الجمعة فی لبنان لحوار دائم من دون شروط  مستنکرة الاعتداءات على الجيش وفیما اکدت ان الجيش يحتاج إلى سلاح على الأرض لا سلاح على الورق وان الاعتداءات على الجيش أعمال منكرة لا تمت الى الاسلام بصلة وفیما افادت ان أزمتنا الداخلية يمكن حلها اذا تحقق لـ14 اذار ما هو متحقق لـ8 اذار .

الشيخ عفيف النابلسي

ومن جهته رأى العلامة الشيخ عفيف النابلسي، أن "الأزمة العامة التي يعاني منها الشعب اللبناني لا ترتبط بالتناقضات السياسية القائمة فحسب، وإنما بعدم الإنسجام البنيوي بين مختلف المكونات والمؤسسات الوطنية، حتى يمكن القول إننا في لحظة انكفاء مصيرية بعدما ولجت الولاءات الحزبية والمذهبية على حساب الولاءات الإنسانية والمشاعر الوطنية" .

ولفت الشيخ النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاهاي في مجمع السيدة الزهراء (ع) في صيدا، إلى أنه "ولأجل فهم ما يحصل لا بد من إدماج ظاهرة الإرهاب ضمن مجموع المآزق التي تحلُّ بالبلد، وطبيعة مقاربة الملف الأمني الذي تتحمل القوى السياسية مسؤولية كبيرة في جعل البلد ساحة للتيارات التكفيرية ومشاريعها التدميرية. فلم نجد حتى الساعة وبنتيجة الأوضاع الخطيرة التي حصلت في طرابلس وصيدا وعكار والبقاع إطاراً قيادياً  يؤمِّن بشكل فعلي دعماً لمؤسسة الجيش في مواجهة الإرهاب بكل تلاوينه وفصائله. لقد غرقت القيادة السياسية بنقاشات لا طائل منها ، وبتفصيلات هامشية وفّرت للجماعات المتشددة فرصة المبادرة والمباغتة بل وتعطيل البلد".

وأكد النابلسي، أن "عدم التطابق بين الرؤية السياسية والعسكرية يحمِّل الجيش أعباءً باهظة من ضباطه وجنوده ويمكّن الإرهابيين من فرض شروطهم على الدولة" ، مشيراً إلى أن "الكمين الذي وقع به أفراد من الجيش اللبناني في رأس بعلبك دليل على ما تعاني منه السلطة السياسية من تخبط، متجاهلة خطورة الوضع الميداني الذي يحتاج إلى سلاح على الأرض لا سلاح على الورق".

وشدد على أن "هذا الاستنزاف المتواصل لقدرات الجيش اللبناني يجب أن  يقف من خلال ذهنية قيادية وطنية لا تصرف أي موقف من مواقفها في إطار النزاعات الداخلية وإنما في سياق تحصين البلد من الاختراق والاستغلال، والحفاظ على وحدته التي هي رصيد كل الشعب لمواجهة مسلسل التقسيم والتجزئة والخراب  الحاصل في المنطقة".

الشيخ أحمد قبلان

وبدوره ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة. وأبرز ما جاء فيها:

"بداية أود أن أتقدم من ذوي العسكريين الشهداء بأخلص وأصدق التعازي كما أتوجه بالتحية إلى الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهابيين والتكفيريين، هذا الجيش الذي يدفع في كل يوم وفي كل محطة ثمن الدفاع عن هذا البلد، والحفاظ على شعبه، ووحدة أرضه، في حين أن السياسيين غارقون في التماحك والانقسام، ومنغمسون في تجارة البحث عن مكسب غير آبهين بما قد يكون عليه مصير البلد، إذا ما استمروا على هذا المنوال من التحدي وعدم التحسس بالمسؤولية الوطنية التي تفرض تقديم التضحيات من أجل حماية البلد وتحصينه في وجه العاتيات من الدواهي التي من شأنها تقويض الكيان وتهديم ثوابت لبنان".

وتابع :"إن ما جرى من جريمة نكراء، واعتداء آثم على الجيش اللبناني يحتم علينا جميعا أن نخرج من مستنقع الخصومات والحساسيات والحسابات الطائفية والمذهبية الضيقة، فالبلد بأسره على حافة الانهيار، وغير مقبول من أي فريق في لبنان أن يتلكأ في تحمل مسؤولياته الوطنية، فالجميع مدعوون للوقوف إلى جانب هذا الجيش الذي أثبت أنه لكل لبنان ولجميع اللبنانيين، وهذا ما أكدته دماء العسكريين الذين برهنوا أنهم بعيدون كل البعد عن كل القيود الطائفية والمذهبية والمناطقية، وأن انتماءهم إلى لبنان وقسمهم هو لبنان، ووحدة لبنان، ومنعة لبنان، واستقرار لبنان، على عكس السياسيين الذين تعددت انتماءاتهم وكثرت ولاءاتهم، فاختل قسمهم وراحوا يفتشون عن مصالحهم عبر التسلق على أكتاف اللبنانيين واستغلالهم سياسيا وطائفيا ومذهبيا للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم الرخيصة".

الشيخ ماهر حمود

کما أعرب الشيخ ماهر حمود عن ألمه بسبب "التأرجح اللبناني وعدم الوضوح"، لافتا الى أننا "سمعنا بالأمس من رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي كما نسمع دائما: إن لبنان جزء صغير من أزمات المنطقة وجزء صغير من الاتفاقات الدولية والإقليمية الكبرى، فعلينا أن ننتظر الاتفاق السعودي – الإيراني أو الإيراني – الأميركي حتى ننظر بعد ذلك في أزماتنا الداخلية، ثم يقول بعد ذلك: إن على اللبنانيين أن يوحدوا موقفهم لتبدأ الحلول المرجوة في لبنان".

وأشار حمود خلال خطبة الجمعة الى أن "هذا التناقض الذي سمعناه ونسمعه دائما، كان قد عبر عنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد نصر الله في إحدى خطب موسم عاشوراء في الماضي، فقال من جملة ما قال: إننا كفريق في هذا الوطن مستعدون للبننة الأزمة الرئاسية في لبنان، بل كل الأزمات، لأن حلفاءنا في الخارج قد أوكلوا الأمر إلينا وقالوا للمجتمع الدولي أن الذي يختاره حزب الله وحلفاؤه هو خيارنا السوري والإيراني وغيرهما، يقولون ذلك للمعنيين بالأزمة اللبنانية وبالتالي نحن لسنا مضطرين لانتظار ضوء اخضر من الخارج، قرارنا في لبنان نأخذه نحن وسيوافق عليه حلفاؤنا في الخارج كائنا ما كان، المشكلة عند الفريق الآخر الذي لا يبدو انه أعطى الحرية لحليفه اللبناني في أن يتخذ القرار الذي يراه مناسبا"و

واعتبر أن "الفريقين في لبنان ليسا متساويين، وأزمتنا الداخلية يمكن حلها إذا تحقق لفريق الرابع عشر من آذار ما  هو متحقق لفريق الثامن من آذار، وبالتأكيد هذا لا يبدو في متناول اليد، ولكن هذا يجب أن يكون واضحا"، مشددا على أنه "لا بد منها للحوار الناجح، كما لا بد منها للاستقرار الداخلي".

الشيخ عبد الأمير قبلان

وفیما أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن "الارهاب عمل شيطاني لايقره دين ولا يقبل به عقل فلا يجوز ان نعتدي على اي انسان وعلينا ان نحفظ كرامة الانسان بوصفه خليفة الله على الارض يعمل لاعمارها بالخير والصلاح"، لافتا الى أن "ما نشاهده من ارهاب وتكفير اعمال شيطانية تستدعي منا ان نواجهها ونتصدى لها ولا نسمح بتسللها الى صفوفنا فنتصدى لكل فتنة ونتعاون في ما بيننا لاجتثاث كل دعوة للفتنة فنتعاون على تعميم ثقافة المحبة والتلاقي والعمل الصالح في مواجهة الشر والباطل، فالشيطان عدو للانسان المؤمن وواجبنا ان نحارب الشر بكل اشكاله فنكون مع الله عاملين في سبيل احقاق الحق متعاونين على البر والتقوى نابذين للاثم والعدوان".

وشدد قبلان في خطبة الجمعة على أن "الفساد المستشري في بلادنا منشؤه البعد عن تعاليم الدين التي تأمرنا بالاستقامة والصدق في المعاملة مما يحمل الجميع المسؤولية الاخلاقية والدينية في مكافحة الغش والتزوير والخداع فلا نسمحلاحد ان يقترف اي عمل يضر بالانسان وصحته ومستقبل ابنائه، فالغش حرام والخداع نفاق والفساد رجس من عمل الشيطان وعلينا ان نلتزم نهج الصدق والاستقامة والصلاح فهو سبيل  نجاة من كل منزلق خطر".

وطالب اللبنانين أن "يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية في حفظ وطنهم واهلهم ولاسيما ان اللبنانيين اخوة لا يفرق بينهم مفرق، ولبنان يقوى بتعاون بنيه وتضامنهم ونبذهم للخلافات والاحقاد وتحصينهم لوحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك فيحفظوا لبنان بحفظهم لبعضهم البعض وتمسكهم بالحوار كوسيلة لمعالجة الازمات والمشاكل".

النهایة

متابعات شفقنا العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/06



كتابة تعليق لموضوع : خطب الجمعة فی لبنان تدعو لحوار دائم من دون شروط وتستنکر الاعتداءات على الجيش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net