مكاسب الجبهة الجنوبية ..تحرك مسلحي الغوطتين؟؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد سلسلة من عمليات التراجع التي تعرضت لها عمليات الجيش السوري بالعاصمة دمشق وغوطتيها الشرقية والغربية و بمدن وارياف درعا والقنيطرة بالفترة الأخيرة،، بدأت القيادة العسكرية السورية تشعر بخطورة ما هو قادم من الجبهة الجنوبية التي تعول عليها واشنطن وحلفائها في تل أبيب والرياض كهدف أول يتيح لهم الوصول إلى مسار عسكري يضمن لهم على الاقل تعديل مسار التوازنات العسكرية على الأرض السورية بعد خروج الجبهة الشمالية والوسطى "مرحليآ " من واجهة الرهانات,والتي يحقق بها الجيش السوري أنتصارات كبرى .
 
 ففي الفترة ألاخيرة ظهر وأضحآ أن عمليات الجيش السوري  بالعاصمة دمشق وريفها أصابتها بعض ألانتكاسات وخصوصآ بحي جوبر الدمشقي –وبعض البلدات بعمق الغوطة الشرقية لريف دمشق  ,,كما أن  هناك مؤشرات كبرى توحي باشتعال فتيل معارك كبرى ستجري وجرت بعمق غوطة دمشق الغربية ، كما و يظهر واضحآ هنا أيضآ  أستشعار القيادة العسكرية السورية بخطورة الوضع بالجنوب السوري وأثره المستقبلي على العاصمة دمشق وريفها، ومن هنا  شاهدنا بالاشهر القليلة الماضية  تحركات واضحة  للجيش  السوري بعموم مناطق دمشق وريفها.
 
 واسفرت  هذه التحركات عن حسم جملة أهداف تمثلت بالمليحه، حتيتة الجرش، وادي عين ترما، عدرا البلد - العمالية، الدخانية، وبعض القرى والبلدات الصغيرة خصوصا بريف دمشق الشرقي، وما زالت العمليات مستمرة بعموم مناطق العمق الأستراتيجي للغوطة الشرقية بريف دمشق، وحي جوبر الدمشقي,,ألا أنه بالفترة الاخيرة شابت عمليات الجيش السوري أنتكاسات عدة وخصوصآ ببعض المناطق التي حررها الجيش مؤخرآ بريف دمشق الشرقي ,مثل مناطق "زبدين – بالا ",,فهذه المناطق المحررة حديثآ نجحت قوى المعارضة المسلحة  "جيش الاسلام – جيش الامة " باستراد أجزاء كبيرة منها مؤخرآ,كما فتح المسلحين "جبهة النصرة - جيش الاسلام "جبهة حرستا على مصراعيها ما أسفر عن قطع الطريق  "الاستراتيجي "أوتستراد دمشق –حمص,, بعد محاولة المجاميع المسلحة التقدم بأتجاه مبنى المخابرات الجوية على اطراف بلدة حرستا .

وبالتوازي مع كل هذه المعارك التي تجري بعمق الغوظة الشرقية،تعود الغوطة الغربية الى واجهة الاحداث من جديد ,فبعد فتح مسلحي الجبهة الجنوبية  مسار جديد للمعارك يهدف الى ربط  أرياف القنيطرة ودرعا بريف دمشق الغربي ومنه الى باقي مناطق وارياف دمشق والقلمون ,فتحت من جديد معارك الغوطة الغربية على مصارعيها وخصوصآ بمناطق ,خان الشيخ –الطيبة –داريا –عين البيضا –اوتستراد السلام .
 
وعلى صلة بكل أحداث  ريفي دمشق الشرقي والغرب ,,تتسارع الاحداث أيضآ بالجنوب السوري بشكل دراماتيكي، فبعد سلسلة معارك دارت قبل عدة اسابيع  في ريف درعا الشمالي، أحكمت مجموعات مسلحة، سيطرتها على قرية الدلي وخربة عين عفا ، وأجزاء جديدة من اللواء (82)، وسبق كل ذلك سلسلة عمليات سريعة وخاطفة قامت بها مجموعات مسلحة "جبهة النصرة، الجبهة الاسلامية، لواء بني أمية، وبعض الفصائل الاخرى" وبعدد مقاتلين يتجاوز 800 مقاتل نجحت هذه المجموعات المسلحة بأسقاط قرى وبلدات بريف درعا الغربي ومحيطها "نوى –اجزاء من بلدة الشيخ مسكين --مقر اللواء 112 مجموعة تلال أستراتيجية تحيط بهذه المواقع" وسط تراجع ملحوظ لعناصر الجيش السوري المتواجدين بهذه المواقع والبلدات "ألاستراتيجية".

و من جانب اخر تستمر محاولات المجموعات المسلحة المعارضة التي تتمركز بمحيط مدينة القنيطرة , والتي تستهدف السيطرة على مدينة البعث وبلدة خان أرنبة، إضافة إلى تلال اليو إن، وتل كروم جبا، وتل أحمر، وهذه المواقع تعتبر تقريبآ من آخر المواقع التي يتمركز بها الجيش العربي السوري في مناطق القنيطرة,,والهدف هو ربط ريف القنيطرة وعموم هذه المناطق بالغوطة الغربية لدمشق .

ومن هنا بدأت القيادة العسكرية السورية بوضع خطط الردع للمحافظة على الاقل على بعض ما تبقى لها من مواقع عسكرية بمدن الجنوب السوري،ومن هنا شاهدنا عمليات واسعة للجيش السوري بمناطق ريف درعا الغربي وخصوصآ ببلدة الشيخ مسكين ,ودعم لوجستي واضح لعناصر الجيش السوري المتواجدين بمناطق وجبهات الاشتباكات ببلدتي البعث وخان ارنبة بمدينة القنيطرة , وبالتوازي مع كل هذا تستمرالعمليات العسكرية بعمق الغوطة الشرقية والغربية  لريفي  دمشق، للقضاء على أي فرصة قد تسمح بأختراق قد يتيح لهذه المجاميع المسلحة وصل ريف دمشق الغربي ببعض المناطق التي يتمركز بها المسلحين بارياف درعا والقنيطرة.
وبالنهاية،، فأن مجريات معارك ريفي دمشق الشرقي والغربي  ومحاولة ربطها من قبل المجاميع المسلحة المعارضة  بمعارك الجنوب السوري، لها مجموعة محددات ظرفية وزمانية ومكانية، وليس من السهل التنبؤ بمسار حركتها او طبيعة وكيفية الحسم فيها، وخصوصا بعد فتح المسلحين لمعارك واسعة في عموم المنطقة الجنوبية، و الهدف من هذه المعارك هو مد مسلحي دمشق بالمقاتلين والسلاح ، منعا لسقوط معاقلهم بيد الجيش السوري، ومن هنا فليس من السهل التنبؤ بنتائج مبكرة وحاسمة لهذه المعارك بسهولة، وخصوصآ بعد ظهور عامل التحالفات بين هذه المجاميع المسلحة ومحور تل ابيب –الرياض...........

الموضوع السابق الجغرفة الديمقرطية!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat