صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

الحشد الشعبي وموضوعية الإعلام
حيدر حسين سويري

   قد تكون الموضوعية، في عرض الآراء والأفكار، ليست مهمة سهلة، فكلُّ إنسانٍ( ومنهم الكتَّاب)، من حيثُ أنهُ ينتمي إلى جهةٍ معينةٍ، ذات إطار فكري خاص، هو وإن أراد أن يعرض رأيه الخاص، لكنه لا يستطيع الخروج عن أيدلوجية جماعته أبداً.
   إستطاع بعضُ الكتاب والباحثين، في شتى شؤون الحياة، أن يكونوا موضوعيين، في طرح أفكارهم وآرائهم، وهم بذلك جائوا بنتائج طيبة، من حيث مطابقتها للواقع، ساهمت بحل كثير من القضايا العالقة، سواء في الشأن السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي وكافة الشؤون الحياتية والفكرية الأخرى.
   بالرغم من الصعوبات التي يواجهها الإعلامي(أي شخص يعمل في المجال الإعلامي من كاتب أو مُعد أو مقدم برامج أو مصور إلى غير ذلك) والتي تصل إلى التضحية بالنفس، ليس لشئ سوى محاولة كشف الحقائق، وإيصالها إلى الرأي العام، فهل إستطاع الإعلامي فعل ذلك؟
وهل إستطاعَ فعلاً أن يكون موضوعياً في نقله لتلك الحقائق؟
كنتً تكلمتُ في مقالٍ سابق عن السياسة والإعلام، وكيف تمت سيطرة السياسين على كثير من مفاصل شبكات ومؤسسات الإعلام، وبالرغم من أني أُكد على نزاهة أغلب مؤسسات الإعلام والإعلاميين، لكني في نفس الوقت أُشكك في كثير منهم بعدم الموضوعية بنقل الحوادث.
   تارة لبعدهم عن مكان الحدث، وأخرى لتأخرهم عن زمان وقوع الحدث، وكذلك لفقدانهم الوسيلة لنقل الحدث، وغيرها من الأمور الفنية الأخرى، والتي بدورها تؤدي إلى قراءة غير موضوعية للحدث، لأن الإعلامي في تلك الحالة ستسيطر عليه ميولهُ وأهوائه.
   من القضايا المهمة التي لم يتم التعامل معها بموضوعية، من قِبل الساسة والإعلاميين على حدٍ سواء، قضية الحشد الشعبي، الذي أصبح كالسمك(مأكول مذموم!)، فبعد أن أتت هذه الثمرة أُكلها، وحققت ما عجز عنه الجيش النظامي، من إنتصارات ساحقة، رفع لها القاصي والداني قبعتهُ، إحتراماً وإجلالاً، أتى الآن دور رد ذلك الإحسان.
   لكن كما تعودنا دائماً، وعلى خلاف القاعدة!، فبدلا من أن نجازي الإحسان إحساناً، لا!، قام المغرضون بِرد هذا الإحسان، بالأساءات والإتهامات الباطلة، لمقاتلي الحشد الشعبي، الذين لم يكن لهم ذنبٌ، سوى تلبيتهم لنداء الوطن والمرجعية الدينية الرشيدة، لم يكن ذنبهم، إلا أنهم حفظوا الأرض، والمال والولد والعرض، لم يكن ذنبهم، إلا أنهم شرفاء، ذوو غيرةٍ ومروءة، وأصحاب رحمة وإنسانية.
أقول: لولاه عزوجل، ومقاتلي الحشد الشعبي، لما بقي شئٌ إسمهُ العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/01



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي وموضوعية الإعلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net