صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

تجربتي مع مؤتمر الشيخ محمد مهدي الاصفي
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



     كنت في الاسبوع الماضي قد سافرت الى ايران من اجل المشاركة في مؤتمر دعيت للمشاركة فيه حول الشيخ محمد مهدي الاصفي وقد كتبت بحثا للمؤتمر حظي بقبول كبير كما نقل لي المنسق الخاص بالمؤتمر وكان الاول في تصنيف البحوث  حسب راي اللجنة العلمية المسؤولة عن المؤتمر ..

    وقد ارسلت لي دعوة للمشاركة بعد ان حظي البحث بهذا القبول الواسع وكنت اريد ان اذهب بصحة ابني الذي يعاني من مرض مزمن ويحتاج الى فحص في ايران وربما عملية .

    وبعد اللتي واللتيا تم الامر واخذت ابني معي على امل ان احصل على فرصة لعلاجه في ايران خلال فترة المؤتمر التي كانت سبعة ايام كما اخبرنا اولا ثم تقصلت الى اربعة ايام في الاسبوعين الاخيرين ثم تحولت الى يومين ونصف في الايام الاخيرة قبل انعقاد المؤتمر .

    ولم يكن هناك تقصير في الضيافة التي حظينا بها عندما وصلنا وكان علينا ان ننتظر بقية الاخوة الباحثين الذين تغير موعد وصولهم من يوم الثلاثاء عصرا الى الساعة الثامنة من يوم الاربعاء.

   وقد توفقت لزيارة السيدة فاطمة المعصومة مع ابني محمد باقر وصلينا هناك وشاركنا في مواكب العزاء التي اقيمت يوم الاربعاء لوفاة الامام السجاد (عليه السلام) .

   وبعدوصول الوفود وصل صديقي الذي كنت اعتمد عليه في قضية علاج ابني الا انه تفاجاء  ايضا بطول فترة المؤتمر على خلاف العادة في المؤتمرات فقد كانت هناك جلسة صباحية ثم فترة استراحة وغداء لمدة ساعتين ونصف وكانت جلسة الصباح من الثامنة حتى صلاة الظهر .

  وقد تضمنت جلسة الصباح كلمات لكبار العلماء والمشايخ منهم رئيس جامعة المصطفى ومنهم رئيس الوقف الشيعي ومنهم ممثلين للمراجع في مشهد وقم وكانت اكثر الكلمات التي القيت باللغة الفارسية وكان من الطبيعي ان نحظى مع صديقي وبقية الاخوة العرب بترجمة لكلام العلماء وهذا ما كان .

       وفي فترة الغداء ذهبنا الى مقام السيد المعصومة للزيارة وعدنا في تمام الساعة الثالثة الا ربع وكانت الجلسة الثانية للباحثين وكنت قد سالت الاخوة المسؤولين عن ترتيب الاوضاع عن نصوص البحوث التي ارسلناها للمؤتمر فقالوا لنا ان النصوص ستوزع في فترة المناقشة وكنت بصفة شخصية غير مطمئن الى ذلك ابدا .

      ولكننا فوجئنا في فترة المناقشة ان عدد الباحثين من المتحدثين باللغة العربية لا يساوي خمس عدد المتحدثين من الباحثين الايرانيين ولم يكن ذلك وحده هو المشكلة بل كانت المشكلة ان الحديث كان باللغة الفارسية من دون ترجمة ومن الغريب انني وجدت بعض الاساتذة من المتحدثين باللغة العربية ياقون كلماتهم باللغة الفارسية ايضا .

      وكانت المشكلة الاكبر في المؤتمر ان البحوث التي ارسلت من العراق وكانت شبه مرفوضة هي التي تحدث اصحابها دون اصحاب البحوث ذات القيمة العلمية وكان بحثي عن دور الشيخ الاصفي الدفاع عن مقام المرجعية وبحثي صديقي الدكتور دراسة عن كتاب له حول تداول الثروة في الاسلام .

   وبحكم عمل صديقي الدكتور في الجامعات تبين لي ان المتحدثين كانوا قد اتفقوا مع المشايخ المسؤولين في المؤتمر قبل بدء فترة الحديث حتى يسمحوا لهم بالكلام وكان ذلك امرا غريبا لانه من المعلوم ان بعض المتحدثين كان ضعيفا جدا في اللغة العربية وفعلا تبين ضعفه خلال الفترة التي تكلم فيها في الجلسة .

   وفي الماضي كنت اتحدث كثيرا لبعض الاخوة عن اهمية الانصاف والموضوعية في تقييم البحوث العلمية وكنت اريد دائما ان يعاقب الاشخاص الذين يتورطون في سرقة البحوث ونسبتها الى انفسهم الا ان الوضع الذي رايته في ذلك اعاد الى ذهني ذكريات بعض المؤتمرات التي كان يعامل فيها السارق معاملة الباحث الحقيقي او يعامل فيها المتقن معاملة غير المتقن ...

     وخلاصة الامر اننا استمعنا الى ثلاث فقط من الباحثين والى اثنين من المتحدثين في فترة لم تتجاوز النصف ساعة من فترة طالت اكثر من ساعتين ونصف وكان غريبا ان يكون الكم الاكبر في الحديث للمتحدثين باللغة الفارسية مع عدم وجود ترجمة لكلامهم .

     ومما يرثى له ان البعض كان يوزع اوراقا لكتابة الملاحظات ويسلمها للرئاسة حتى ترد عليها فكيف بمن يسمع كلاما بلغة لا يفهمها ان يبدي رايه نفيا او اثباتا ولهذا ربما تصور الحاضرون من غير العرب اننا نوافق على الكلام الذي تم طرحه خلال المؤتمر مع ان هذا خلاف الواقع ولا اشك ان الحديث لو كان باللغة العربية لكانت لي ولغيري وقفات كثيرة كما حصل ذلك في المؤتمر الذي عقد قبل عامين في مركز الهدى للدراسات والتي تضمن مناقشة بحوث جميع الباحثين بل وبقيت بعض التساؤلات من دون جواب الى يومنا هذا ...

      ومن هنا اظن ان المؤتمرات التي تقام في بلادنا يجب ان تكون على درجة اكبر بكثير من هذا الوضع الماساوي لاننا كنا كالطرشان بين من يسمع وكالبكم بين من يتكلم ولم يكن بكمنا وطرشنا اصليا بل مفتعلا ولو اننا سمعنا لكانت لكل حادث حديث .

       ومع الاسف الشديد كانت لنا ملاحظات على كلام الاخوة العرب لاننا لم نسمع غيرهم ولكنا كانت ملاحظات لا تخص الجانب العلمي بل كانت تخص طريقة الطرح واسلوب المطالبة فقد بدا واضحا ان استجداء العطف كان واضحا على محيا كلماتهم مع الاسف الشديد وكاننا جئنا من عالم التيه ووقعنا في عالم السؤدد ...

     ولانني لا اميل كثيرا الى المجاملات فقد كنت انظر الى القضية بمنظار واضح وان ما حصل كان فضيحة ادراية ولم يكن مؤتمرا ممنهجا لان اعمال المؤتمر وما يجري فيه كان من اللازم ان يوزع على الحاضرين من الباحثين خصوصا وانا بنفسي قد طالبت اكثر من مرة ببرنامج المؤتمر من دون جدوى وهذه حالة غريبة وكاني ارى الفساد الاداري والمحسوبية في العراق قد انتقلت بصورة مباشرة الى ايران بحكم التجاور بين البلدين ...

   وكنت منذ سنوات انوي ان اتعلم اللغة الفارسية الا انني بعد هذا المؤتمر ربما لن احظى بفرصة لفعل هذا الامر لان اللغة التي اتحدث بها هي لفة القران ولا توجد لغة في العالم تضاهي جمالها الاخاذ ولا تقارن بها لغة من لغات العالم وعندما كان البعض يتحدث الي مستغربا ويسالني : انت لا تتحدث الفارسية ؟؟

فكنت اجيب نعم لا اتحدث الفارسية كما انكم لا تتحدثون العربية ...

وكانت الاتسامة تعلو وجوههم عندما يسمعون ذلك لانهم لا يتوقعون مني ان اقول هذا الكلام لان تقاسيم وجهي تشير الى قرب كبير بيني وبين ان اكون ايرانيا بالفعل وهذا ما لم يصدقه احد منهم ولذلك عندما جلست في الفترة الصباحية لم يقدموا لي سماعة الترجمة ظنا منهم اني اتحدث الفارسية بحكم كوني ايرانيا ولكني لم اسكت وناديت على احدهم وقلت له انني لا اتحدث الفارسية فاجلب سماعتين لي ولصديقي الجالس بقربي وهذا ما حصل بالفعل ..

ونصيحتي ان تكون مؤتمراتنا علمية فعلا لا شكلا وكنت اريد ان احظى بفرصة للكلام الا انني لما رايت مستوى الادارة الفوضوي علمت علم اليقين ان التلقي لن يكون افضل من هذه الادارة لذلك عزمت ان يكون نصحي علنيا حتى اعذر في السكوت وان كنت اعلم ان هذا قد يؤدي الى عدم دعوتي مرة اخرى للمشاركة في المؤتمرات القادمة الا انني لست حريصا على ان اكون سقط متاع على كرسي ويجلس بجانبه طفل في العاشرة ينتظر فرصة العرض على الطبيب وهي الفرصة التي ضاعت بسبب التزامي بالمؤتمر وبمواعيده المقررة .  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/28



كتابة تعليق لموضوع : تجربتي مع مؤتمر الشيخ محمد مهدي الاصفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد النجفي ، في 2016/05/17 .

مرة اخرى شكرا لكم سماحة الشيخ
لكن لا يذهبن بكم النقد الى ابعد مما كتبتموه، وإن كنا نشارككم في بعض ملاحظاتكم، لكن الاتهام بالفساد الاداري وغير ذلك، اتهام ليس في محله...
كثرة الاعمال وسرعة الاعداد للمؤتمر وطبيعة الشخصية المحتفى بها ترك أثره على واقع المؤتمر، الأمر المهم هو أن القائمين على العمل في قم وحينما وجدوا وسعة البحوث والمقالات ارتأوا أن يكون هناك مؤتمر مشابه في العراق عن الشيخ رحمه الله، ولكنه رحمه الله رفض رفضا قاطعا ذلك، ولعل الأمر ينجز في الأيام القادمة ان شاء الله تعالى ويقام له رحمه الله مؤتمرا يليق بفكره وعلمه وجهاده وزهده وتقواه، والله المعين..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net